31-مارس-2024
أشهر 6 أكلات عربية

(freepik) تتميز كل دولة بأكلات خاصة تشتهر بها

تتميز كل دولة عامة عربية أو غير عربية بأكلات خاصة تشتهر بها، وعلى الرغم من أن الدول العربية عامة تحمل طابعًا واحدًا في أغلب أكلاتها أغلب الأحيان إلا أنه هناك بعض اللمسات التي تميز إحداها عن الأخرى من دولة لدولة، وفي هذا المقال سأذكر مجموعة من الأكلات المشهورة، التي قد يحمل بعضها قصصًا مشوقة لها، دعونا الآن نرى.

 

أشهر أكلات عربية

هناك العديد من الأطباق العربية المشهورة التي عمت في أرجاء الوطن العربي وفي الوقت نفس حملت طابع كل دولة وصارت لها خصوصيتها. ومنها:

  1. الملوخية

التي وعلى الرغم من أنها من الأكلات المتعارف عليها في مختلف أنحاء العالم العربي إلا أن لكل دولة لمسة خاصة في طهيها، فعن أهل الخليل مثلًا أخذت عادة وضع القليل من صلصة الطماطم أو نصف حبة من الطماطم الطازجة أو أكثر داخل وعاء الطهي، ومن سوريا أخذت عادة تنشيف الملوخية أو طهيها بورقتها كاملة دون تقطيع، أما من مصر فتبدأ الحكاية.

تبدأ الحكاية عندما أصدر الحاكم بأمر الله وهو الخليفة الفاطمي السادس فرمانًا بمنع تداول أكل الملوخية بين عامة الشعب، واحتكرها على القصر وحسب، وعلى أنه لم يعلم أحد سبب هذا القرار الغريب إلا أنه أيضًا لم يجرؤ أحد على النقاش فيه لما عرف عن الحاكم بأمر الله من قرارات غريبة وشخصية مزاجية متقلبة، واستمر الأمر هكذا حتى تولى الظاهر الخلافة بعده.

ويشتهر أهل مصر بأكلة الملوخية والمميز عندهم أن لكل محافظة طابع خاص بطهيها؛ ففي الإسكندرية يغلب طهيها بالجمبري مثلًا وفي محافظات أخرى بالأرانب بالإضافة إلى الدجاج بطبيعة الحال، غير أن الملوخية تعتبر من الأكلات السهلة الممتنعة فموادها بسيطة للغاية وتكمن الحرفية بكيفية وضع الإضافات لها كالثوم مثلًا وارتباطه بكمية الزيت أو السمن ومدى تحميصه على النار، وكمية المياه المستخدمة فلو زادت قليلًا أو نقصت قليلًا ستترك أثرًا سيئًا على النكهة، وهكذا.

  1. المقلوبة

وهي أحد الأكلات الفلسطينية المشهورة والممتدة منها إلى شتى أنحاء الدول العربية والغربية كذلك، تعتمد الأكلة على الباذنجان والزهرة والبطاطا المقلية التي توضع فوق الدجاج المطهو في قعر الطنجرة ثم يضاف إليها الأرز ومن ثم المرق طبعًا، ولا شك أن سبب التسمية يشير إلى كيفية تقديمها بقلبها على الصحن ليصبح الدجاج بالأعلى والمكونات الأخرى أسفل منه.

المقلوبة من أشهر الأكلات العربية
لا نستطيع تحديدًا إرجاع أصل المقلوبة لفلسطين أو الأردن فهما في النهاية دولتان ولدتا من رحم واحد

في الواقع قد لا نستطيع تحديدًا إرجاع أصل المقلوبة لفلسطين أو الأردن فهما في النهاية دولتان ولدتا من رحم واحد لهما نفس اللمسات على تفاصيل الحياة عامة والطعام خاصة، إلا أن الارتباط الحقيقي بالمقلوبة أصبح يحمل في الآونة الأخيرة طابعًا مختلفًا، أو لنكون أكثر تحديدًا طابع مقاومة مختلفًا.

ترتبط المقلوبة الآن بالرباط على أعتاب المسجد الأقصى منذ أن طهتها المرابطات المقدسيات في رمضان على مائدة إفطار عامة في المسجد الأقصى بإشارة مباشرة للاحتلال بأننا هنا بأجسادنا وأرواحنا و"مقلوبتنا" التي تشبه في تكوينها أطياف شعبنا المختلفة التي تجتمع معًا في النهاية لتشكيل قالب واحد لا تكتمل الصورة إلا بتشكيلته الفريدة والغريبة، السؤال الذي يطرح نفسه الآن كم شخصًا منا تغيرت نظرته للمقلوبة بعد هذه المعلومة؟ ألم تحبونها أكثر؟

  1. قصاقيص الخياطة

أو "حرّاق بإصبعه" وفي لفظ آخر "رشتاية" أو "رشتا بعدس"، لا شك أن جميعها أسماء غريبة، فلنوضحها إذن ولنبدأ أولًا بمكوناتها. بداية هذه الأكلة هي عبارة عن عجين رقيق يقطع بشكل طولي رفيع ثم يتم فصله عن الطحين، يضاف إلى العدس المسلوق مع القليل من الكمون والملح وبعد أن يتماسك على النار دون تعجينه يسكب في وعاء كبير ويضاف إليه السماق والخبز المقلي، وفي سوريا تستخدم الكزبرة لهذه الأكلة بشكل أساسي.

نأتي الآن للتسمية، أما التسمية الأولى "قصاقيص الخياطة" و "حرّاق بإصبعه" فهما تسميتان سوريتان أما الأولى فمعناها واضح بتشبيه العجين المقطع ببقايا قماش الخياطين، أما الثانية فيُحكى أن رجلاً شرِهًا مُحِبّاً للطعام، لم يستطع أن يضبط نفسه حتى ينتظر تقديم زوجته للطعام، فتراه دائمًا في المطبخ يتذوق الطعام قبل وضعه على المائدة، وفي مرة من المرات كانت الزوجة تعد طبقًا جديدًا من اختراعها، فدخل الزوج على عادته ووضع أصبعه بالقدر ليتذوق فحُرِقت أصبعه، وعندما دخل ابنهما ليسأل عن الأكلة، ظنت الأم أن ابنها يسأل عما حل بوالده، فقالت له: (حرق أصبعه) فظن الولد أن (حرق أصبعه) هو اسم الأكلة، وتم تداول الاسم من يومها وتحريفه فيما بعد إلى (حراق أصبعه).

أصل هذه الأكلة يعود لأهل سوريا، على أنها تختلف في بعض المدن عن الأخرى، فهناك من يستخدم العجين وهناك من يستخدم المعكرونة عوضًا عنه، أما عن أصلها فهي استخدام العجين دون أي بديل عنه، تعتبر هذه الأكلة من الأكلات الدافئة التي تشتهر في سوريا في فصل الشتاء، وتعتبر من الأكلات التي تمد الجسم بالطاقة والعناصر الغذائية المهمة كالحديد.

بالإضافة لأصلها المغربي فإن البصارة تعتبر من الأكلات المصرية المشهورة كذلك

  1. البصارة

أو البيصارة باللفظة المغاربية حيث أصل الأكلة، وهي عبارة عن فول مجفف بدون قشر ينقع في الماء لبعض الوقت، ثم يوضع في طنجرة مملوءة بالماء، مع خمسة فصوص من الثوم، يمكن تقليل الكمية أو زيادتها حسب الرغبة، وجزرة مقطعة مكعبات صغيرة، ويمكن الاستغناء عنها، ونصف كأس صغيرة من زيت الزيتون، والقليل من الملح، فيما توضع كمية جيدة من الكمون، الذي يعتبر من أهم مكوناتها. تترك جميع المكونات فوق نار هادئة حتى تصل إلى درجة الغليان، وبعد ذلك يتم طحنها، وإعادة وضعها فوق النار إلى أن تطبخ بشكل كامل. وقبل أكلها، ينصح بإضافة القليل من زيت الزيتون والكمون في صحن التقديم، وتناولها بخبز الشعير أو القمح، لتكون مشبعة، وليزداد طعمها لذة.

بالإضافة لأصلها المغربي فإن البصارة تعتبر من الأكلات المصرية المشهورة كذلك، ويكمن الاختلاف بينها وبين البيصارة المغربية ببعض مكوناتها وطريقة تقديمها، وتعتبر هذه الأكلة من الأكلات التي تمد الجسم بالطاقة العالية وهي من الأكلات الشتائية المشهورة كذلك.

  1. اليالنجي

وهي أكلة تركية سورية، بمعنى آخر من بقايا إرث الدولة العثمانية على الأرض الشامية، وهي عبارة عن محشي الكوسا أو الباذنجان أو البندورة أو الفلفل الرومي أو ورق العنب بالأرز المتبل مع مجموعة من الخضروات (النعناع و البندورة الناعمة والبقدونس) وتطهى مع كمية وفيرة من الليمون وزيت الزيتون.

 ويعني اليالنجي بالعربية "الكذاب" وفي سوريا يسمونها "المحشي الكذاب"، ولقبت بهذا اللقب نظرًا لخلوها من اللحم المفروم في مكوناتها. 

اشتهرت الأكلة على نطاق واسع في العديد من الدول العربية، إلا أن قد يقع خلط بسيط فيها ببقية الدول عن سوريا ففي الدول العربية يعتبر الناس أن اليالنجي هو ورق العنب فقط، إلا أن أصله هو المحاشي المتنوعة كما ذكرت في بداية التعريف بالأكلة.

اقرأ/ي أيضًا:
ما هي فوائد العنب؟

  1. المسخن

يعتبر المسخن أحد أشهر الأكلات الفلسطينية المعروفة والمشهورة في أوان زيت الزيتون، حيث تعتمد الأكلة في أصلها على زيت الزيتون؛ حيث يتم طبخ البصل المقطع بكمية وافرة منه ثم يفرد على خبز الطابون ثم يضاف له الدجاج المطهي ويتم إضافة المكسرات بعد ذلك.

المسخن الفلسطيني
الرابط الخفي بين الفلسطينيين وبين المسخن يعود لزيت الزيتون بالدرجة الأولى

لعل الرابط الخفي بيننا وبين المسخن يعود لزيت الزيتون بالدرجة الأولى، زيت الزيتون الذي يعتبره الفلسطينيون شعارًا وطنيًا والذي يحمل بين قطراته حكاية العودة المرجوة والوطن المسلوب والأرض المغتصبة، أرضنا التي زرعنا فيها زيتوننا فحصده الغير زورًا وبهتانًا، ومن حظي بجدٍ أو جدة كانت لهم في صباهم فرصة العيش في فلسطين سيعي قصة زيت الزيتون المقدس التي أروي.

 

كانت هذه أبرز 6 أكلات عربية مشهورة في وطننا العربي الكبير المليء بالأكلات التي لا تعد ولا تحصى، ولعل أجمل ما يميز أكلاتنا العربية العتيقة هو أن لكل أكلة قصة وفي كل قصة حنين يربطنا بالنكهة التي تقدم لنا فيها من أيدي من نحب لنصنع لاحقًا حكايتنا الخاصة وننقلها بدورنا إلى الأولاد والأحفاد.