19-مايو-2018

احتل الهاشتاغ مراتب متقدمة في الشرق الأوسط (تويتر)

في الوقت الذي كان المقدسيون ينتظرون فيه المساندة والمؤازرة من الدول والشعوب العربية من أجل مدينتهم المحتلة، حاولت السلطات الإماراتية أن تستغل اللحظة في تبييض ملفاتها السوداء المتراكمة خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بأن قدمت وجبات إفطار رمضانية للمقدسيين الذي كان رد فعلهم عليها واضحًا في الرفض والغضب من المبادرة وأصحابها، مدشين وسمًا/هاشتاغ على مواقع التواصل الاجتماعي، "#احنا_مش_جعانين".

دشن شباب مقدسيون هاشتاغ #احنا_مش_جعانين ردًا على وجبات الإفطار الرمضانية التي أرسلتها الإمارات "المُطبّعة"

وجاء هذا الوسم الذي احتل مراكز مرتفعة من حيث التفاعل في الشرق الأوسط، على موقعي تويتر وفيسبوك، ردًا على السياسات التطبيعية التي تسلكها الإمارات ضمن تحالف خليجي يضم السعودية والبحرين. وكتب عليه المغردون والمدونون، يفضحون مشاهد التطبيع الإماراتي مع الاحتلال الإسرائيلي، والتي تُعد بالنسبة إليهم سببًا كافيًا لرفض طعام حفظ ماء الوجه الذي قدمته الإمارات.

اقرأ/ي أيضًا: فروض التطبيع الإماراتية.. شراكة إستراتيجية وثيقة مع إسرائيل

ودعا المشاركون في الوسم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، إلى مقاطعة هذه الوجبات، فيما دعا آخرون إلى أن تشمل المقاطعة جميع الهبات والمساعدات المقدمة من الإمارات والبحرين.

وكانت صحيفة هارتس الإسرائيلية، قد أعلنت في 20 من آذار/مارس الماضي، إجراء مناورات عسكرية بين إسرائيل والإمارات، ودول أخرى، في اليونان. وفي نفس الشهر، استضافت أبوظبي فريق رياضي إسرائيلي ضمن أحداث رالي أبوظبي، بعد تلقيهم دعوة رسمية من منظمي الرالي الإماراتيين. بينما تتعدد أوجه التطبيع الإماراتي مع إسرائيل، بالتعاون الأمني والمخابراتي والاقتصادي وحتى الرياضي، وبالتنسيق بين لوبيهات الدعم الخارجية، وفي الولايات المتحدة خصوصًا.

وبالمشاركة في الوسم، غرّدت سنا بسام قائلة، إن "الامارات شاركت الإسرائيلي المحتل بالمارثون وتقدم لأصحاب الارض الطعام كنوع من الإذلال". ويشار بالمارثون، إلى مشاركة فرق بحرينية وإماراتية في ماراثون دولي للدراجات الهوائية بعنوان "طواف إيطاليا"/جيرو أيطاليا نظمته بلدية الاحتلال في القدس في الذكرى السبعين للنكبة.

ويدعو رامي رفيق الرملاوي إلى مقاطعة الوجبات المقدمة من البحرين والإمارات للسبب نفسه، وهو أنهم "شاركوا في مارثون الاحتلال"، مضيفًا: "التطبيع خيانة".

وعن العلاقات البحرينية الإسرائيلية، نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل العبرية، في كانون الثاني/يناير 2018، عن وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، قوله إن "مملكة البحرين، من الدول العربية التي لها علاقات اقتصادية وأمنية متقاربة مع إسرائيل ويتدرب فيها حاليا عدد من قادة قوات مكافحة أعمال الشغب البحرينية بدورات خاصة".

تتصاعد وتيرة التطبيع بين إسرائيل والإمارات والبحرين، لدرجة تشمل كافة المجالات بما فيها الرياضية والثقافية

وفي السياق ذاته، تزامنت زيارة وفد بحريني من 24 شخصًا، إلى إسرائيل، مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتجول الوفد في القدس الشرقية حاملًا رسالة "تعايش وتسامح من الملك حمد بن عيسى آل ثاني، إلى إسرائيل"، بحسب ما أوردت القناة الإسرائيلية الثانية.

اقرأ/ي أيضًا: البحرين وإسرائيل.. تطبيع بالعلن تحت غطاء التسامح الديني

وبالعودة للهاشتاغ، تمنت بدور لو أن المقاطعة تشمل كل المعونات والهبات من الدول الخليجية التي تمارس التطبيع، قائلةً: "وياليت بالمره مقاطعة المعونات والهبات والمساعدات من دول الخليج طالما هما مش جعانين".

فيما يرى أبو ماهر، أن "من أول من باع القدس وقضيتها هم  المطبعين من دول الخليج وعلى رأسهم البحرين حين طبعت مع إسرائيل وأميركا لنقل السفارة". قاصدًا الحلف التطبيعي الممتدر من الرياض إلى أبو ظبي والمنامة.

وعلى فيسبوك، وبالمشاركة بالهاشتاغ، قالت روز، إن "أهل القدس ليسوا بحاجة لوجبات الإفطار سواء من البحرين أو الإمارات أو أي دولة عربية، أهل القدس باستطاعتهم إطعام دولة بإكملها".

ويعزو فادي ناطور رد الفلسطينيين، إلى أن "هذه الدول تقدم وجبات الإفطار من جهة وتقوم بقتل الشعب الفلسطيني من جهة أخرى بتحالفها مع دولة الاحتلال لقتل المقاومة".

رأى مدونون ومغردون مقدسيون، أن أول من باع قضية القدس هي دول الخليج المطبعة أي الإمارات والبحرين والسعودية

وكان وزير الخارجية البحريني خالد بن حمد آل خليفة، قد أعلن في 11 آيار/مايو الجاري، في تغريدة له عبر صفحته الرسمية على تويتر، أنه "من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها"، بعد أن استهدفت عشرات الصواريخ التي يعتقد أنها إيرانية أراضي الجولان المحتلة، تبعتها غارات إسرائيلية على مواقع عسكرية في سوريا.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

"عشق" التطبيع مستمر.. رياضيون إسرائيليون في أبوظبي بدعوات رسمية واستقبال دافئ

فيديو: فضائح إمارات التطبيع: "نحن وإسرائيل مثل الإخوة!"