03-أبريل-2023
getty

كثفت إسرائيل من غاراتها على سوريا منذ بداية العام الحالي (Getty)

أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي طائرة مُسيّرة قال إنها قادمة من سوريا. ونقلت هيئة البث الإسرائيلي، عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قوله إن "الطائرة المُسيّرة كانت تحت المراقبة من قبل وحدة التحكم التابعة لسلاح الجو، ولم تشكل أي خطر في أي مرحلة، وتم إسقاطها في منطقة مفتوحة". ويعتقد أن الطائرة من صنع إيراني، وقد أسقطت في منطقة الحولة الواقعة الى شمال طبريا، من خلال "الحرب الإلكترونية".

شهدت الأيام الماضية سلسلةً من الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في سوريا

جاء ذلك، بعد سلسلة من الغارات الإسرائيلية على سوريا. ففي يوم الخميس الماضي، أعلنت وسائل إعلام النظام، عن قصف إسرائيلي استهدف محيط دمشق. في حين قالت مصادر إعلامية إيرانية إن الهجوم أدى إلى مقتل مستشارين عسكريين إيرانيين، فيما توعد الحرس الثوري الإيرانية بالرعد على الهجوم. 

وفجر الجمعة، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على مراكز ومواقع عسكرية قرب العاصمة السورية دمشق، مرةً أخرى. وفي وقت مبكر من صباح الأحد، استهدفت غارة إسرائيلية استهداف قاعدة عسكرية تابعة لحزب الله اللبناني بالقرب في ريف حمص الغربي، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى.

تلميح إسرائيلي

في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية، أمس الأحد، لمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى دور جيش الاحتلال في القصف المكثف لمواقع داخل الأراضي السورية، خلال الأيام الأربعة الأخيرة. وقال "إننا نجبي ثمنًا باهظًا في خارج إسرائيل"، وأضاف "أنصح أعداءنا بألا يخطئوا، فالنقاشات الداخلية في إسرائيل لن تمسّ قدراتنا بالعمل ضد أعدائنا في جميع الجبهات، في أي مكان وأي وقت"، بحسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.

أما وزير الأمن الإسرائيلي المقال يوآف غالانت، فحذر من التدخل الإيراني، وقال غالانت خلال زيارته للواء عسكري في الضفة الغربية المحتلة، "لن نسمح للإيرانيين وحزب الله بإيذائنا، لم نسمح بذلك في الماضي ولن نسمح بذلك الآن أو في أي وقت في المستقبل، سنقوم بدفعهم خارج سوريا إلى حيث هم يجب أن يكون".

getty

الرد على عملية مجدو

ربطت مصادر أمنية وإعلامية إسرائيلية بين الغارات الأخيرة والنشاط الإيراني ضد أهداف إسرائيلية، بما في ذلك عملية مجدو التي وقعت في 13 آذار/ مارس الماضي. وقالت إن ما يجمع بين الغارات الأخيرة هو أنها موجهة بشكلٍ مباشر إلى مواقع إيرانية يديرها ضباط من الحرس الثوري الإيراني، وفيلق القدس التابع له.

وقال المراسل العسكري للقناة الـ12 الإسرائيلية نير ديفوري، إن سلسلة القصف في سوريا، على ما يبدو مرتبطة بالحدث الذي حصل في مجدو.

وبحسب المعلق العسكري في صحيفة هآرتس عاموس هرئيل، فإن "تزايد الهجمات ضد أهداف إيرانية في سوريا من شأنه أن يدل على ضلوع الحرس الثوري في الأحداث الأخيرة، وبينها تفجير العبوة الناسفة في مجدو"، والتي قالت المخابرات الإسرائيلية إن منفذها وصل من لبنان إلى البلاد، وقتلته قوات خاصة في الشرطة الإسرائيلية والشاباك في اليوم التالي، عندما حاول العودة إلى لبنان. 

وأضاف هرئيل، أن "إسرائيل قلقة في الفترة الأخيرة من ضلوع متزايد لإيران في جهود لتنفيذ عمليات مسلحة ضدها".

أما معلق الشؤون العسكرية في صحيفة معاريف تال ليف رام، فاعتبر أن الهجمات الأخيرة "رسالة إلى حزب الله على خلفية عملية مجدو"، وأضاف "الأيام الأربعة الماضية شهدت ثلاث هجمات منسوبة لإسرائيل في سوريا"، وتابع أن "هذا تسلسل غير عادي"، واستدرك "لكن العنوان موجه إلى حزب الله وإيران، ولا يمكن فصل هذا التسلسل على الأقل كرسالة إلى حزب الله على خلفية عملية مجدو".

وهو ما أكده المراسل العسكري لصحيفة يسرائيل هيوم يوآف ليمور، قائلًا: "يستحيل فصل سلسلة الهجمات التي نفذت في الأيام الأخيرة على العاصمة السورية دمشق، والأضرار التي لحقت بالحرس الثوري الإيراني، عن أحداث الأسابيع القليلة الماضية، خاصة هجوم مجدو الذي نفذ في الشمال، ويبدو أنه تم تحت رعاية حزب الله". 

وأضاف ليمور أن "قراءة في أسباب تكثيف الهجمات الإسرائيلية على سوريا تظهر أن إيران تواصل المساعدة المباشرة وغير المباشرة للمنظمات الفلسطينية، وفي النشاط المتزايد في الساحة الشمالية، مع التأكيد على أن حزب الله تجاوز الخط الأحمر بإرساله مسلحًا من الأراضي اللبنانية إلى إسرائيل لتنفيذ هجوم في مفرق مجدو الذي انتهى دون وقوع إصابات [هناك مصاب عربي!]، وترى المؤسسة الأمنية أن هذا النشاط نتيجة الافتراض الإيراني أن إسرائيل منشغلة بمشاكلها الداخلية على خلفية الأزمة القانونية". 

وشدد ليمور أن "الضربات الإسرائيلية في سوريا ترسل رسالة للإيرانيين، الأولى أن المنظومة الأمنية الإسرائيلية تستمر بالتصرف كما في الماضي لإحباط التهديدات الإيرانية، والثانية أن ما قد يورط المجتمع الإسرائيلي هو أزمة خارجية، بدليل أنه في الأسبوعين الماضيين انشغلت إسرائيل بكيفية الرد على هجوم مجدو، مع أنه كان من الممكن أن يؤدي الرد المباشر على لبنان إلى رد فعل مضاد، وتصعيد غير مرغوب فيه، ومن ناحية أخرى فإن عدم الرد سيفسر بأنه ضعف، وحافز لمحاولات هجومية أخرى من الشمال". 

وأكد أن "التجارب السابقة تثبت أن مثل هذه الهجمات الإسرائيلية في سوريا لم تحدث مصادفة، بل إنها غالبًا ما تستند إلى معلومات استخبارية دقيقة، ومعرفة ما إذا كانت هذه المواقع مأهولة، والأكيد أن إسرائيل على علم بوجود الحرس الثوري هناك، ولذلك سعت لإلحاق الأذى بهم، وهذه رسالة واضحة لإيران وحلفائها".

من ناحيته، أشار موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الغارة التي نفذها الطيران الإسرائيلي في سوريا، مساء الخميس الماضي، استهدفت قيادات أمنية إيرانية في سوريا "متورطة في التخطيط والإشراف على تنفيذ عمليات ضد إسرائيل". 

وذكر الموقع في تقرير أن "الغارة الأخيرة نجحت في تصفية ميلاد حيدري، الضابط الكبير في جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي يشرف على توجيه العمليات ضد إسرائيل".

getty

هجمات متتالية منذ بداية العام

منذ بداية العام الجاري، تتعرض مناطق مختلفة من سوريا لهجمات جوية إسرائيلية، في وتيرة مرتفعة من الغارات الإسرائيلية المستمرة منذ 10 أعوام.

ففي بداية العام الحالي، قتل أربعة أشخاص من بينهم جنود في جيش النظام السوري جراء قصف إسرائيلي استهدف مطار دمشق الدولي، الذي أصبح خارج الخدمة، في شهر كانون ثاني/ يناير.

وفي نهاية الشهر نفسه قصفت طائرات إسرائيلية شاحنات قادمة من العراق إلى داخل الأراضي السورية، بينما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهجمات استهدفت قافلة تابعة لفصائل إيرانية.

وفي 19 شباط/فبراير الماضي، قال إعلام النظام السوري، إن إسرائيل قصفت أهدافًا في محيط دمشق، ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى، بينما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء أن الهجوم الصاروخي استهدف اجتماعًا لخبراء إيرانيين وسوريين معنيين بتطوير الطائرات المُسيّرة والصواريخ في كفر سوسة، وأدى الهجوم إلى مقتل مهندس يتبع للنظام السوري ومستشار إيراني.

وفي 22 شباط/فبراير تعرض مطار حلب الدولي والنيرب، في حلب، لقصف صاروخي إسرائيلي، وذلك بعد أسبوعين من قصف مماثل لمدرج "مطار حلب الدولي"، تسبب في خروجه عن الخدمة. 

وفي الأسبوع الأول من شهر آذار/مارس، قالت مصادر إعلامية إن مطار حلب الدولي، خرج عن الخدمة، نتيجة غارات إسرائيلية استهدفت المطار.

ربطت مصادر أمنية وإعلامية إسرائيلية بين الغارات الأخيرة والنشاط الإيراني ضد أهداف إسرائيلية

في يوم الخميس الماضي، أعلنت وسائل إعلام النظام، عن قصف إسرائيلي استهدف محيط دمشق. في حين قالت مصادر إعلامية إيرانية إن الهجوم أدى إلى مقتل مستشارين عسكريين إيرانيين، فيما توعد الحرس الثوري الإيرانية بالرعد على الهجوم. 

وفجر الجمعة، شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على مراكز ومواقع عسكرية قرب العاصمة السورية دمشق، مرةً أخرى. وفي وقت مبكر من صباح الأحد، استهدفت غارة إسرائيلية استهداف قاعدة عسكرية تابعة لحزب الله اللبناني بالقرب في ريف حمص الغربي، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى.