09-أغسطس-2023
gettyimages

تقلل التقديرات الإسرائيلية، من إمكانية اندلاع حرب في الفترة القريبة المقبلة (ألترا صوت)

تتواصل التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، والتي كان آخرها ما جاء على لسان وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال جولة على الحدود الشمالية، عصر أمس الثلاثاء، قائلًا: "لا نريد الحرب ، لكننا لن نتردد في استخدام كل قوتنا"، وفق تعبيره.

تأتي هذه الزيارة، مع كشف إذاعة جيش الاحتلال، عن رغبة الجيش الإسرائيلي في استئناف المفاوضات من أجل إزالة الخيام التي نصبها "حزب الله" قبل أربعة أشهر، وذلك بعد أسابيع من توقف المفاوضات.

وأضاف وزير أمن الاحتلال: "وصلت صباح اليوم إلى الحدود الشمالية لأتابع عن كثب الأحداث التي حدثت هنا مؤخرًا. عندما يتعلق الأمر بالأمن فنحن جميعًا متحدون".

تأتي هذه الزيارة، مع كشف إذاعة جيش الاحتلال، عن رغبة الجيش الإسرائيلي في استئناف المفاوضات من أجل إزالة الخيام التي نصبها "حزب الله" قبل أربعة أشهر

وواصل غالانت سلسلة التهديدات الإسرائيلية، بالقول: "إذا حصل تطور هنا، تصعيد أو صراع، فسنقوم بإعادة لبنان إلى العصر الحجري"، مضيفًا: "لا نريد الحرب، لكننا مستعدون"، مشيرًا إلى "حزب الله" اللبناني.

وخلال زيارته أكد غالانت على ضرورة الاستمرار في بناء الجدار، الذي يثير التوترات مع لبنان، خاصةً مع مرور جزء منه في الأراضي اللبنانية. وزيارة غالانت هي الثالثة لمسؤول إسرائيلي رفيع، بعد زيارات رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، بالترافق مع قلق من انخفاض نسب الخدمة الاحتياطية في جيش الاحتلال.

تترافق هذه الزيارة مع كشف هيئة البث الإسرائيلية، عن أن الانفجار الذي وقع على الحدود اللبنانية، الشهر الماضي، كان نتيجة صواريخ كورنيت استهدفت مجموعة من عناصر جيش الاحتلال.

وأضافت القناة كان 11: "لا شك في أنه لو أصابت الصواريخ جنود الجيش الإسرائيلي- لكانت إسرائيل في وسط تصعيد أمني، وهذا يشير إلى أن الفترة الحالية هي ذروة التوترات على الحدود الشمالية، وفي الفترة الماضية كانت المسافة القريبة من اندلاع تصعيد، حيث أن هذه الصواريخ لم تكن موجهة نحو الجدار، بل كانت موجهة نحو دورية كان فيها نحو عشرة جنود"، وأشار التقرير الإسرائيلي إلى أن المسؤول عن عملية الإطلاق تنظيم فلسطيني، موضحةً أن التصعيد على الحدود الشمالية لا يرتبط في حزب الله فقط، بل يتجاوزه لتنظيمات المقاومة الفلسطينية التي "تمتلك القدرة والحافز".

بودكاست مسموعة

ووفق تقديرات إسرائيلية، فإن الرسالة من زيارة غالانت وتصريحاته، مفادها أن "المستوى السياسي في إسرائيل لن يخشى اتخاذ قرارات صعبة إذا لزم الأمر"، مع الاعتقاد بأن عدم الرد على "حزب الله" ساهم بضرر للردع، وحديث متزايد عن كون التهديدات تتزايد، نتيجة القناعة بضعف إسرائيل الداخلي، مع الانقسام الحاد في المجتمع الإسرائيلي.

وتشهد المنطقة في الفترة الأخيرة توترًا، في أعقاب بداية دولة الاحتلال ببناء جدار في المنطقة الحدودية، بالإضافة إلى نصب حزب الله خيمة في المنطقة الحدودية، والتي تحاول المؤسسة الأمنية التقليل من خطورتها، مع سلسلة من العمليات،  مثل عملية مجدو، وقصف مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، بالإضافة إلى مناوشات مستمرة على الحدود، كان آخرها إطلاق صواريخ الكورنيت.

سيناريو الحرب

وفي هذا الإطار، كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم"، عن سيناريو متوقع يستعد له جيش الاحتلال في حال وقوع مواجهة مسلحة مع "حزب الله".

وقالت الصحيفة الإسرائيلي، إن "احتمالية نشوب حرب أخرى بين إسرائيل ولبنان عالية كما كانت دائمًا، نظرًا لتزايد عدد الحوادث على الحدود الشمالية في الأشهر الأخيرة، فضلًا عن استمرار الأزمة الداخلية في إسرائيل بشأن التعديلات القضائية".

وبحسب "يسرائيل هيوم"،  يقدر المسؤولون الإسرائيليون هذه المرة، أن "الصراع لن يقتصر على ساحة واحدة فقط، مع احتمال اندلاع اشتباكات في قطاع غزة والضفة الغربية، فضلًا عن التهديدات البعيدة التي تشكلها إيران". 

وعن عدم الرد الإسرائيلي حول ادعاءات باستفزاز حزب الله، تقول الصحيفة: "من أجل فهم رد إسرائيل المتحفظ على الاستفزازات الأخيرة من قبل حزب الله، والتي تم انتقادها بسببها، يحتاج المرء إلى التعرف على سيناريو قوات الجيش لحرب محتملة مع لبنان، وآثارها على الحياة المدنية". 

وتضيف "يسرائيل هيوم": "إلى جانب الأضرار الواضحة التي لحقت بالمنازل وآلاف الضحايا، هناك قلق بشأن قدرة الدولة على العمل، وتحديدًا من حيث تأمين الكهرباء والاتصالات والطاقة وسلسلة الإمداد الغذائي، والغياب الجماعي للمدنيين عن العمل في حالة الحرب".

زكي وزكية الصناعي

ووفق سيناريو الحرب:  "ستحتاج إسرائيل إلى التعامل مع عدد غير مسبوق من الصواريخ التي يتم إطلاقها على أراضيها يوميًا، وتقدر بـ 6000 صاروخ في الأيام الأولى من الحرب، وما بين 1500 إلى 2000 صاروخ بعدها، وهذه الأرقام كبيرة، لا سيما بالمقارنة مع 294 صاروخًا تم إطلاقها على إسرائيل في المتوسط يوميًا"، خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

وبحسب تقديرات "يسرائيل هيوم"، سيؤدي "القصف الصاروخي المحتمل والعملية التي سيقودها حزب الله إلى مقتل ما يقرب من 500 إسرائيلي، وهذا لا يشمل الجنود، وإصابة الآلاف".

ورغم هذه التقديرات، فإن ما يقلق المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، هي القدرات الدقيقة، مثل الطائرات المُسيّرات، وفعالية تلك الإيرانية في أوكرانيا.

بحسب الصحيفة العبرية، فإن هذا السيناريو يتطرق  فقط إلى ما سيحدث على صعيد الحياة المدنية فقط، ولا يبحث في جبهات القتال

وتشير "يسرائيل هيوم"، إلى أنه "لا يستبعد سيناريو  إصابة حزب الله، وكذلك إيران، البنية التحتية الإسرائيلية الحيوية" مما يتسبب في شلل داخل دولة الاحتلال.

كما لا يستبعد المستوى الأمني الإسرائيلي إمكانية "اندلاع آلاف الحرائق وعشرات الحوادث المادية الخطرة وعدة موجات من الهجمات الإلكترونية".

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن هذا السيناريو يتطرق  فقط إلى ما سيحدث على صعيد الحياة المدنية فقط، ولا يبحث في جبهات القتال. 

وفي المجمل، تقلل التقديرات الإسرائيلية، من إمكانية اندلاع حرب في الفترة القريبة المقبلة، مع عدم رغبة "حزب الله" أو إسرائيل بذلك، فيما تشير التقديرات إلى أن نشاط حزب الله في المنطقة الحدود، بهدف إعادة تشكيل قواعد الاشتباك في المنطقة. أمّا سيناريو الحرب، يبقى حاضرًا مع إمكانية تطور أي حدث إلى مواجهة مفتوحة، لأيام أو أسابيع.