10-مايو-2024
أكثر من 100 ألف فلسطيني نزح خلال أيام بعد توغل الاحتلال في رفح

(Getty) تقديرات بحدوث 300 ألف حالة نزوح في غضون أيام قليلة في رفح

تستمر إسرائيل في قصفها وعدوانها الدموي على قطاع غزة، لليوم الـ217، ويدخل جيش الاحتلال إلى أطراف مدينة رفح، مما يخلق حالة نزوح ضخمة في المدينة، هي الأكبر منذ النزوح الكبير في بداية العدوان. وفي الوقت نفسه، يتعنت الاحتلال في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، ولا تشير الأنباء إلى أي تقدم في المفاوضات.

وعلى صعيد القصف، أفادت مصادر محلية بأن طواقم الإسعاف والإنقاذ تمكنت من انتشال ثلاثة شهداء وخمسة جرحى جراء قصف صاروخي إسرائيلي استهدف منزلًا في شارع اليرموك وسط مدينة غزة، وجرى نقلهم إلى المستشفى المعمداني بالمدينة.

كما أصيب ستة فلسطينيين إثر قصف للاحتلال استهدف منزلًا في شارع النفق بمدينة غزة، كما شن الطيران الحربي الإسرائيلي غارات على منازل في أحياء الزيتون والصبرة والنصر وتل الهوى، ومخيم الشاطئ في المدينة

ونسفت قوات الاحتلال مربعات سكنية بمنطقة مسجد علي في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة.

قال مسؤولون بالأمم المتحدة إن أكثر من 100 ألف شخص فروا من رفح بعد أن كثفت إسرائيل قصفها على المدينة

وسقط أربعة شهداء على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت شقة سكنية في محيط منطقة التوبة غربي مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.

وتحدثت مصادر عن قيام طواقم الإسعاف بالتعامل مع عدد من الإصابات جراء غارة إسرائيلية استهدفت مخيم البريج وسط قطاع غزة.

وتقدمت آليات جيش الاحتلال بشكلٍ محدود في محيط السياج الأمني شرقي بلدة عبسان الكبيرة شرق خانيونس جنوبي قطاع غزة، وسط إطلاق نار وقصف مدفعي. وأعلن مصادر محلية عن سقوط شهيد وإصابات في قصف الاحتلال المدفعي على عبسان الكبيرة.

كما أغارت الطائرات الحربية الإسرائيلية على عدة مناطق شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وعلى شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.

ونفذ جيش الاحتلال عمليات نسف لمبان شرقي مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وأكدت مصادر محلية اندلاع اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف في محيط بلدية الشوكة ومنطقة أبو حلاوة شرقي مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

نقاش أميركي- إسرائيل

وقال البيت الأبيض إن واشنطن طرحت على تل أبيب بعض البدائل لكيفية ملاحقة عناصر حركة حماس.

وأشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن أمر فريقه بمواصلة العمل مع إسرائيل "لإلحاق هزيمة دائمة" بحركة المقاومة الفلسطينية، بحسب ما ورد في "رويترز".

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أمله في أن يتمكن هو والرئيس الأميركي جو بايدن من تجاوز خلافاتهما بخصوص الحرب على غزة، وذلك بعدما منع بايدن إرسال بعض الأسلحة إلى إسرائيل. 

وقال نتنياهو خلال مقابلة مع برنامج "دكتور فيل برايم تايم": "كثيرًا ما كنا متفقين، ولكن كانت بيننا خلافات أيضًا، وكنا نتمكن من التغلب عليها. آمل أن نتمكن من تجاوزها الآن، لكننا سنفعل ما يجب علينا فعله لحماية بلدنا".

وقبل هذه النبرة المنخفضة من نتنياهو، قال في كلمة مسجلة: "إذا كان علينا أن نقف وحدنا، فسوف نقف وحدنا، وسنقاتل بأظافرنا. لكن لدينا أكثر بكثير من مجرد الأظافر". مضيفًا: في سياق حديثه عن يوم استقلال إسرائيل "لم يكن لدينا أسلحة، لقد كان هناك حظر للأسلحة على إسرائيل، ولكن بقوة الروح والبطولة والوحدة بيننا، انتصرنا"، في إشارة إلى حرب النكبة 1948.

وفي سياق آخر، قالت الخارجية الأميركية إن وزيرها أنتوني بلينكن أكد لنظيره المصري سامح شكري رفض الولايات المتحدة أي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة.

وأضافت الوزارة أن بلينكن أعرب لشكري عن دعم واشنطن لإعادة فتح معبر رفح واستمرار تدفق المساعدات.

أزمة إنسانية

وتحولت حياة المدنيين في مدينة رفح إلى أزمة كبيرة، بعد إغلاق معابر القطاع، وبداية عملية جيش الاحتلال الإسرائيلي، وسط تأكيدات بنفاد الوقود في المدينة وتكدس المساعدات على الجانب الإسرائيلي من المعبر.

وأعيد فتح معبر كرم أبو سالم يوم الخميس، لكن شاحنات المساعدات لم تتمكن من الدخول إلى رفح، في ظل عملية الاحتلال العسكرية.

وفي هذه الأثناء، لا يدخل إلى غزة سوى القليل جدًا من المساعدات عبر البوابة الشمالية في معبر إيرز، بالقرب من المكان الذي يواجه فيه مئات الآلاف من الأشخاص الذين عزلهم الهجوم الإسرائيلي خطر المجاعة الوشيك، وفقًا للأمم المتحدة ووكالات الإغاثة.

وقال مسؤولون بالأمم المتحدة إن أكثر من 100 ألف شخص فروا من رفح بعد أن كثفت إسرائيل قصفها على المدينة. ومن المتوقع أن ترتفع الأعداد، وسط قلق عميق بين مسؤولي الإغاثة، يوم الخميس، من أن ينتهي الأمر بالنازحين الجدد في مخيمات مؤقتة دون أي خدمات، ويعيشون في أنقاض منازلهم السابقة دون "الضروريات الأساسية للحياة".

وقال أحد مسؤولي الأمم المتحدة في رفح: "هناك الكثير من الخوف والذعر. الطرق مزدحمة للغاية بالسيارات والعربات التي تجرها الحمير والعربات والشاحنات الصغيرة والأشخاص الذين يسيرون. لقد نزح البعض بالفعل عدة مرات ويحاولون أخذ المواد اللازمة للمأوى معهم، وهو أمر ليس بالأمر السهل؛ والبعض الآخر يتحرك لأول مرة".

وأضاف: "يمكن أن نتحدث عن 300 ألف حالة نزوح في غضون أيام قليلة. المشكلة هي أنه لا يوجد مكان يمكن أن يذهب إليه هذا العدد من الأشخاص يكون آمنًا ومجهزًا لتوفير الضروريات الأساسية الضرورية للحياة".

استئناف الهجوم على الأونروا

أغلقت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) مقرها في شرق القدس مؤقتًا بعد أن أشعل "متطرفون إسرائيليون" النار في محيطه بعد أسابيع من الهجمات المتكررة.

وقال رئيس الوكالة، فيليب لازاريني، على "إكس": "هذا المساء، أضرم سكان إسرائيليون النار مرتين في محيط مقر الأونروا في القدس الشرقية المحتلة"، معربًا عن أسفه لأن هذا هو الهجوم الثاني على المجمع في غضون أيام.

وقال: "شوهد حشد برفقة مسلحين خارج المجمع وهم يهتفون أحرقوا الأمم المتحدة".

وقال لازاروني: "على الرغم من عدم وقوع إصابات بين موظفينا، إلا أن الحريق تسبب في أضرار جسيمة للمناطق الخارجية"، مضيفًا أن موظفي الأونروا قاموا بإخماد الحريق بأنفسهم.

وأضاف أن الهجوم جاء بعد شهرين من قيام "متطرفين إسرائيليين بتنظيم احتجاجات خارج مجمع الأونروا". وقال إن إحدى الاحتجاجات في وقت سابق من هذا الأسبوع "أصبحت عنيفة عندما ألقى المتظاهرون الحجارة على موظفي الأمم المتحدة وعلى مباني المجمع".

وأوضح لازاريني أن محاولات الحرق المتعمد يوم الخميس تمثل "تطورًا فظيعًا. مرة أخرى، كانت حياة موظفي الأمم المتحدة معرضة لخطر جسيم".

وقرر المفوض العام للأونروا، وفي ضوء الهجوم الأخير "إغلاق المجمع حتى تتم استعادة الأمن المناسب". وقال مدير عام الأونروا إنه "خلال الأشهر الماضية، تعرض موظفو الأمم المتحدة بشكل منتظم للمضايقة والترهيب. لقد تعرض مجمعنا للتخريب والأضرار بشكل خطير. وفي عدة مناسبات، هدد متطرفون إسرائيليون موظفينا بالسلاح".