18-يناير-2024
gettyimages

(Getty) يتزايد الحديث عن فشل الخيار العسكري في قطاع غزة

تكشف التقديرات، عن إدراك الإدارة الأمريكية فشل الخيار العسكري في قطاع غزة. وتشير المصادر الأمريكية، إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي للمنطقة، كانت بهدف البحث، عن "تسوية سياسية". وفي الوقت نفسه، تتحدث مصادر إسرائيلية، عن تمكن حركة حماس، من إعادة "تأهيل الكتائب المقاتلة"، في شمال القطاع المحاصر.

وقالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن الجيش الإسرائيلي يلاحظ، قيام حركة حماس، بإعادة بناء كتائبها المقاتلة في شمال قطاع غزة، وهي ذات المناطق التي أعلن عنها جيش الاحتلال باعتبارها "مجردة من السلاح".

منذ قيام جيش الاحتلال بتخفيض قواته في مخيم الشاطئ، بدأت الكتيبة بالعمل على تعزيز قدراتها، وتعيين قادة جدد، وإعادة تأهيل الكتيبة، وفق المصادر الإسرائيلية

جاء هذا الكشف الإسرائيلي، بعد أيام من تقليص جيش الاحتلال حجم قواته في شمال القطاع المحاصر، إذ قام بداية بسحب القوات الاحتياطية، ومن ثم القوات النظامية، التابعة للفرقة 36، بما في ذلك لواء غولاني، واللواء المدرع، والوحدات الخاصة.

وتبقى الفرقة 162 في شمال قطاع غزة، التي كانت الفرقة الأولى التي دخلت إلى القطاع المحاصر، واستهدفت كتائب الشاطئ والشجاعية وجاليا، في كتائب القسّام.

وتضيف "هآرتس": "هذه الكتائب الثلاث هي جزء من الفرقة الشمالية لحماس، والتي كان نزع سلاحها أحد الأهداف العسكرية في بداية الحرب"، مشيرةً إلى أن جيش الاحتلال قام في 3 كانون الأول/ديسمبر، باغتيال قائد كتيبة الشاطئ، وإصابة نائبه، ومسؤول الفرقة الصاروخية والمراقبة.

وتوضح الصحيفة الإسرائيلية، أنه منذ قيام جيش الاحتلال بتخفيض قواته في مخيم الشاطئ، بدأت الكتيبة بالعمل على تعزيز قدراتها، وتعيين قادة جدد، وإعادة تأهيل الكتيبة.

وكان آخر هجوم كبير على مخيم الشاطئ، في هذا الأسبوع، بعد قصف جوي ومن ثم تقدم باتجاه المخيم، رغم إعلان الجيش الإسرائيلي عن "شل قدرة الكتيبة".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي: إن الجيش الإسرائيلي يواجه "تآكل الإنجازات التي حققها حتى الآن في الحرب" لأنه لم يتم وضع استراتيجية لقطاع غزة بعد انتهاء الحرب. وحذر هاليفي من أنه "قد يجبر الجيش على العمل مرة أخرى في المناطق التي انتهى فيها القتال بالفعل".

وقال مسؤول أمني رفيع المستوى، والذي عرض مؤخرًا وجهة نظر الجيش الإسرائيلي بشأن مدى الضرر الذي لحق بحماس، إن "حماس تلقت ضربة خطيرة للغاية لجناحها العسكري"، لكنه أضاف: "سحب القوات وإنهاء القتال الآن، سيمكن حماس من إعادة تأهيل نفسها".

وحاول الجيش الإسرائيلي التقليل من أهمية إطلاق 25 صاروخًا على يوم الثلاثاء على نتيفوت. ورأت مصادر أمنية مطلعة على الأحداث أن إطلاق الصواريخ يشير إلى استعادة حماس السيطرة على شمال قطاع غزة، ولكن ليس العودة إلى نفس القدرات التي كانت تتمتع بها عشية الحرب.

البحث عن تسوية

من جانبها، قالت شبكة "NBC NEWS" الأمريكية، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كثف الضغوط على بنيامين نتنياهو، بشأن نقاش مستقبل قطاع غزة، وكشف عن إحباطات إدارة بايدن المتزايدة بسبب رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي للاقتراح، الأسبوع الماضي.

وقال بلينكن خلال مقابلة في قمة المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا: "لديك الآن شيء لم يكن من قبل، وهو أن دولًا عربية وإسلامية حتى خارج المنطقة مستعدة لإقامة علاقة مع إسرائيل من حيث الاندماج والتطبيع والأمن، وهي التي لم تكن مستعدة لذلك أبدًا من قبل،  إلى جانب استعدادها للقيام  بأمور معينة لإعطاء الضمانات اللازمة لتقديم الالتزامات الضرورية لضمان ليس فقط دمج إسرائيل، بل توفير الأمن لها أيضًا".

وأضاف: "هناك فرصة كبيرة لإضفاء الطابع الإقليمي على الشرق الأوسط لم تتح لنا من قبل، والتحدي يبقى إدراك ذلك".

وعند سؤاله عما إذا كان لدى إسرائيل رئيس الوزراء المناسب لمثل هذه الفرصة، قال بلينكن: "هذه قرارات تعود للإسرائيليين، هذا قرار أساسي للدولة ككل. الأمر الذي سيحدد في أي اتجاه يريدون السير، هل سيستغلون الفرصة التي نرى أنها موجودة؟". 

وتأتي تصريحات بلينكن، خلال مقابلة مع كاتب عمود في صحيفة نيويورك تايمز، توماس فريدمان، بعد أسبوع واحد فقط من رحلة إلى الشرق الأوسط لمحاولة إقناع إسرائيل والقادة العرب بالاتفاق على "مسار للمضي قدمًا في غزة بمجرد انتهاء الحرب".

وتضيف الشبكة الأمريكية: "أصبحت الانقسامات بين إدارة بايدن ونتنياهو بشأن تعامل إسرائيل مع حربها في غزة، وكذلك رفض الزعيم الإسرائيلي النظر في المقترحات الأمريكية لغزة ما بعد الحرب، أكثر وضوحًا منذ زيارة بلينكن لإسرائيل"، وفقًا للعديد من كبار المسؤولين في الإدارة.

وقال المسؤولون إن وزير الخارجية الأمريكي عاد إلى واشنطن، بعد أن رفض نتنياهو جميع طلبات الإدارة باستثناء واحد: "التفاهم على أن إسرائيل لن تهاجم حزب الله في لبنان".

وقال العديد من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية إن الإنجاز الرئيسي الذي حققه بلينكن خلال الرحلة، كان الحصول على التزام من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأربعة قادة عرب آخرين بالمساعدة في إعادة بناء غزة بعد الحرب. 

وأضاف المسؤولون أن الزعماء العرب اتفقوا على دعم تشكيل حكومة فلسطينية جديدة يتم إصلاحها لتأمين غزة. كما أن ولي العهد السعودي عرض تطبيع العلاقات مع إسرائيل كجزء من اتفاقية إعادة إعمار غزة، لكن فقط إذا وافق نتنياهو على توفير طريق للفلسطينيين لإقامة دولتهم.

وأشار المسؤولون إلى أن نتنياهو رفض العرض، وأخبر بلينكن أنه غير مستعد للتوصل إلى اتفاق يسمح بإقامة دولة فلسطينية. في المقابل، قالت مصادر أمريكية لـ"NBC": إن "إدارة بايدن تتطلع إلى ما هو أبعد من نتنياهو لمحاولة تحقيق أهدافها في المنطقة. وقال العديد من كبار المسؤولين الأمريكيين إن نتنياهو: لن يبقى هناك إلى الأبد".

قالت شبكة "NBC NEWS" الأمريكية، إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كثف الضغوط على بنيامين نتنياهو، بشأن نقاش مستقبل قطاع غزة، وكشف عن إحباطات إدارة بايدن المتزايدة بسبب رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي للاقتراح الأسبوع الماضي

كما كشفت المصادر الأمريكية، إن بلينكن قال لنتنياهو إنه "في نهاية المطاف لا يوجد حل عسكري لحماس، ونتنياهو بحاجة إلى الاعتراف بذلك، وإلا فإن التاريخ سيعيد نفسه وسيستمر العنف. لكن المسؤولين قالوا إن نتنياهو لم يتأثر".

وقال اثنان من كبار المسؤولين في الإدارة لشبكة "إن بي سي نيوز" إن بلينكن أطلع الرئيس الأمريكي جو بايدن، على رحلته إلى المنطقة بعد عودته إلى واشنطن. وتتابع الولايات المتحدة الآن مع القادة العرب مناقشات بلينكن، لكن كبار مسؤولي الإدارة أقروا بأن آمال بايدن في التطبيع بالمنطقة، أصبحت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بإقامة دولة فلسطينية. ونتيجة لذلك، اعترف أحد كبار المسؤولين في الإدارة بأن تطلعات الرئيس لتحقيق سلام إقليمي دائم قد تضطر إلى انتظار حكومة ما بعد نتنياهو.