16-يناير-2024
gettyimages

(Getty) الجيش الإسرائيلي، تحول على الأرض بالفعل نحو المرحلة الثالثة، وجاء الإعلان الرسمي بعد أيام

سحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فرقة من جيشه المتواجدة في شمال قطاع غزة الليلة الماضية. ورغم ذلك، انطلقت سلسلة من التوغلات الإسرائيلية الجديدة في شمال القطاع، شملت عدة مناطق، بالتزامن مع رشقة صاروخية، من ذات المناطق التي انسحب منها جيش الاحتلال.

وأفادت مصادر محلية لـ"الترا فلسطين" عن اشتباكات بين المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، في حي التفاح والشجاعية في مدينة غزة، وأخرى شرقي بلدة جباليا، بالإضافة إلى اشتباكات شرق وغرب بيت حانون، وأخرى شمال شرق بيت لاهيا في قرية أم النصر.

في أكبر انسحاب للجيش الإسرائيلي من غزة، أعلن عن سحب الفرقة 36 من الجيش، بحجة الحاجة لـ"الانتعاش والتدريب وزيادة الكفاءة"، وذلك بعد شهرين ونصف من العدوان البري على القطاع

في الوقت ذاته، أعلنت كتائب القسّام عن قصف مستوطنة نتيفوت، برشقة صاروخية كبيرة. وقالت مصادر محلية، إن الرشقة الصاروخية الأخيرة انطلقت من وسط القطاع.

وأثارت الرشقة الصاروخية الأخيرة، موجة من ردود الفعل الإسرائيلية، خاصةً أنها جاءت بعد سحب قوات الاحتلال للفرقة 36 من قطاع غزة، وانطلقت من نفس موقع الانسحاب. وفي أول رد إسرائيلي، قال الوزير في المجلس الوزاري السياسي-الأمني المصغر جدعون ساعر: "طالبت  باجتماع طارئ للمجلس لبحث استمرار الحرب على غزة وطريقة إدارتها"، مضيفًا: "تخفيض عمليات الجيش في غزة وتقليص القوات في ظل الوضع القائم أمر خاطئ، ويجب اتخاذ قرار فوري بزيادة الضغط العسكري على حماس".

ماذا تبقى من الجيش الإسرائيلي في غزة؟

وفي أكبر انسحاب للجيش الإسرائيلي من غزة، أعلن عن سحب الفرقة 36 من الجيش، بحجة الحاجة لـ"الانتعاش والتدريب وزيادة الكفاءة"، وذلك بعد شهرين ونصف من العدوان البري على القطاع.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت": "هذا هو أهم تراجع للقوات منذ بداية الحرب، وهو ما يرمز أكثر من أي شيء آخر إلى الانتقال للمرحلة التالية في القتال". مشيرةً إلى أن لواء جولاني بالكامل، لم يعد موجودًا في قطاع غزة، إذ أنه ينطوي ضمن الفرقة النظامية 36.

ماذا تبقى من الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة؟ تبقى حاليًا، 3 فرق من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وهي الفرقة 98 في خانيونس، والفرقة 99 التي تقطع شمال غزة عن جنوبه، والفرقة 162، التي تتمركز في شمال القطاع، وتنفذ عمليات محدودة، ومسؤولة تحديدًا عن المحور الساحلي الشمالي.

يشار إلى أن الفرقة 36، كانت هي التالية في الدخول إلى قطاع غزة، بعد الفرقة 162، ونشطت في الأحياء الجنوبية لمدينة غزة، مثل الشيخ عجلين والرمال والزيتون والشجاعية، وانتقلت جزئيًا إلى مخيمات النصيرات والبريج.

غالانت.. نقاش علني مع نتنياهو

وفي أعقاب انسحاب الفرقة من الجيش الإسرائيلي، عقد وزير الأمن يوآف غالانت، مؤتمرًا صحفيًا، مساء الإثنين، تناول فيه الخلاف في مجلس الحرب بشأن صفقة تبادل أخرى، وانتقد علنًا ​​رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بقوله: إن "غياب القرار السياسي قد يضر بالعملية العسكرية".

واعترف غالانت بأن مرحلة "المناورة المكثفة في شمال القطاع انتهت"، وبحسب قوله "ستنتهي قريبًا في الجنوب". موضحًا: "سابقًا قدمنا خطة بأن مرحلة المناورات المكثفة ستستمر نحو ثلاثة أشهر، وفي شمال قطاع غزة انتهت هذه المرحلة. وفي كلا المكانين ستأتي اللحظة التي ننتقل فيها إلى المرحلة التالية".

وتطرق غالانت، إلى الخلاف داخل مجلس الحرب، قائلًا: "هذا وقت الوحدة ووقت التنازلات. حكومة الطوارئ شرط للانتصار في الحرب. بدون حكومة الوحدة الوطنية، المستفيد الوحيد سيكون حماس".

كما انتقد غالانت علنًا نتنياهو، قائلًا: "الفكر السياسي هو الذي يقود العمل العسكري وغياب القرار السياسي قد يضر بسير العمل العسكري. أطرح خطة أمام أعضاء مجلس الوزراء ومن واجب الحكومة مناقشتها وتحديد الهدف من الحرب".

وفي سياق متصل، كشفت القناة 13 الإسرائيلية، بأن رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هليفي، قال: "نحن نواجه تآكل الإنجازات التي حققناها حتى الآن في الحرب، لأنه لم يتم بناء استراتيجية لليوم التالي".

وأضاف: "قد نضطر إلى العودة والعمل في المناطق التي انتهينا فيها من القتال بالفعل".

ماذا يعني الانسحاب؟

بناءً على التقارير والتحليلات السابقة، فإن الجيش الإسرائيلي، انتقل نحو ما يعرف باسم "المرحلة الثالثة"، وهي المرحلة التي تقول التقديرات، إنها ستكون "أقل حدة"، وتنتهج نحو عمليات "جراحية"، وتعتمد على عمليات القوات الخاصة.

وبالطبع، لا يعني الانتقال نحو عمليات أقل حدة، تقليل وتيرة القتل في قطاع غزة، أو أعداد الضحايا. إذ جاء صباح اليوم، مع عمليات قصف مكثفة، استهدفت شمال قطاع غزة، وأدت إلى عشرات الشهداء. كما أن هناك عدة طرق في مدينة غزة، ما زال جيش الاحتلال، يسيطر عليها ناريًا. وما يختلف حتى الآن، هو تكتيك الجيش الإسرائيلي، الذي يحتاج إلى إعطاء فترة من الراحة لجنوده، بالإضافة إلى تسريح القوات الاحتياطية، من أجل إنعاش الاقتصاد، والتحضير لإمكانية حدوث تصعيد على الجبهة الشمالية.

المرحلة الحالية لا تعني تقليل عدد الضحايا، ولكنها تشير إلى تغير التكتيك الإسرائيلي في العدوان على قطاع غزة

وبعد سحب الفرقة 36، قال المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل: "في جميع المناطق، لم يحقق الجيش الإسرائيلي بعد أحد الأهداف المعلنة للحملة– وهو تهيئة الظروف لإطلاق سراح الرهائن"، كما أن تقليص عدد القوات قد يتيح "عملية التعافي لكتائب حماس في الشمال"، بما في ذلك عمليات إطلاق الصواريخ.

وتأتي تصريحات غالانت، وهاليفي، ضمن توجه المستوى العسكري الإسرائيلي، إلى دفع المستوى السياسي، إلى خطوة المرحلة الثالثة، التي كانت متعثرة، مع تأجيل النقاشات المرتبطة بها، وهي خطوة حدثت فعليًا على الأرض، منذ أكثر من أسبوع، ولكنها أصبحت رسمية، الليلة الماضية. خاصة مع عدم "وجود يقين أو وضوح استراتيجي، لليوم التالي"، وهي قضية استراتيجية لجيش الاحتلال.