01-يناير-2024
رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير

رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير (Getty)

تصدّر موضوع تهجير سكان قطاع غزة المشهد الإعلامي والسياسي بعدما أعلنت القناة الـ12 الإسرائيلية أمس الأحد، أن "إسرائيل" تعتزم تعيين رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، وسيطًا بينها وبين الدول الغربية بهدف إقناعها باستقبال لاجئين من قطاع غزة بعد الحرب.

وذكرت القناة أن بلير زار "إسرائيل" سرًّا خلال الأسبوع الفائت، وعقد اجتماعات غير معلنة مع كل من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وعضو مجلس الحرب بيني غانتس، لمناقشة هذه المسألة.

اعتبرت حركة "حماس" تصريحات قادة الاحتلال عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة مجرد أحلام يقظة سيُفشلها صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته

من جهته، نفى مصدر مقرّب من توني بلير، لصحيفة "جيروزاليم بوست"، ما أوردته القناة الـ12، معتبرًا أن هذه الادعاءات: "المتعلقة بصلة بلير بتهجير الفلسطينيين غير صحيحة". وأضاف أنه: "لم تحدث مثل هذه المناقشة أبدًا، ولن يناقش بلير مثل هذا الاقتراح".

رغم ذلك، لم يهدأ الجدل الذي أثارته القناة الـ12. وفي هذا السياق، قالت الخارجية الفلسطينية، اليوم الإثنين، إنها تتابع باهتمام كبير: "ما أورده الإعلام العبري بشأن تولي بلير رئاسة فريق للعمل من أجل الإخلاء الطوعي للمواطنين الفلسطينيين من قطاع غزة".

وأضافت الخارجية، في بيان صحفي نُشر على صفحتها في فيسبوك، أنها تأمل: "ألا يتورط توني بلير في ارتكاب هذه الجريمة التي تندرج في إطار مخططات الحكومة الإسرائيلية لتعميق الإبادة الجماعية والتهجير القسري في صفوف الفلسطينيين".

وعبّرت الرئاسة الفلسطينية، في بيان، عن رفضها الشديد: "لأية محاولات مشبوهة لتكليف المدعو توني بلير أو غيره بالعمل من أجل تهجير المواطنين من قطاع غزة"، معتبرةً ذلك عملًا مدانًا ومرفوضًا".

وأضافت: "يبدو أن توني بلير يقوم باستكمال إعلان بلفور الذي أصدرته حكومة بريطانيا بمشاركة أميركية، والذي أسس لمأساة الشعب الفلسطيني، وإشعال عشرات الحروب في المنطقة". وتابعت في بيانها: كما أننا نعتبر توني بلير شخصاً غير مرغوب فيه في الأراضي الفلسطينية".

وفي سياق متصل، أعلن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، دعمه تهجير سكان قطاع غزة عبر تغريدة على منصة "إكس" قال فيها إنه: "يجب علينا تعزيز الحل لتشجيع هجرة سكان غزة، فهذا هو الحل الصحيح والعادل والأخلاقي والإنساني".

وأضاف بن غفير: "لدينا شركاء حول العالم يمكننا مساعدتهم (باستيعاب المهاجرين)"، زاعمًا  أن: "تشجيع هجرة سكان غزة سيسمح لنا بإعادة سكان غلاف قطاع غزة، وسكان (مستوطنة) غوش قطيف إلى وطنهم".

بدوره، قال وزير المالية الإسرائيلي، زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، في تصريحات نقلتها إذاعة جيش الاحتلال إن: "الحل الصحيح لقطاع غزة هو تشجيع الهجرة الطوعية إلى الدول التي توافق على استقبال اللاجئين".

وأضاف في تصريحاته: "ستحكم إسرائيل بشكل دائم، لضمان الأمن من خلال التواجد الدائم لقوات الجيش على الأرض، وإقامة مستوطنات يهودية".

ومساء اليوم الإثنين، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تصريحات قادة الاحتلال عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة مجرد أحلام يقظة: "سيُفشلها شعبنا بصموده ومقاومته الباسلة".

جاء ذلك في بيان صحفي مقتضب للحركة عبر منصة "تلغرام"، ردًّا على تصريحات بن غفير، قالت فيه إن: "تصريحات أقطاب حكومة الاحتلال الفاشية، حول تهجير شعبنا الفلسطيني، وآخرها حديث الإرهابي الوزير بن غفير عن تهجير شعبنا من قطاع غزة وإقامة المستوطنات فيه؛ هي أحلام يقظة، لن تجد طريقًا للتنفيذ أمام صمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة".

ودعت "حماس" المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى: "العمل على تفعيل أدوات القانون الدولي في وجه هذه المواقف الفاشية التي تعتبر جريمة حرب متكاملة، ومحاسبة قادة الكيان المحتل على جرائمهم المتواصلة بحق شعبنا والأطفال والمدنيين العزّل".