01-يناير-2024
مخيمات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة

مخيمات في مدينة رفح جنوب قطاع غزة (Getty)

أكّد "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، اليوم الإثنين، أن "إسرائيل" تسعى إلى تنفيذ مخططها لتهجير أهالي قطاع غزة عبر تصعيد هجماتها ضد مراكز الإيواء في القطاع.

وقال المرصد، في بيان، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي مستمرة في تصعيد هجماتها العسكرية: "التي تستهدف بشكل مباشر مراكز الإيواء والنزوح في قطاع غزة، وذلك في إطار سعيها لتنفيذ خططها العلنية للتهجير القسري للسكان من القطاع، وبث الشعور لديهم بأن لا مكان آمن في غزة، ومفاقمة معاناتهم في ظل حرب الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي".

ووثّق المرصد أكثر من 50 هجومًا إسرائيليًا على مراكز الإيواء في قطاع غزة ما بين 13 أكتوبر و31 ديسمبر 2023

وشدّد المرصد على أن شن "إسرائيل" هجمات عسكرية متعمدة ضد مراكز الإيواء والنزوح ينتهك، صراحةً، قواعد القانون الدولي، سيما الدولي الإنساني، من حيث المبدأ والوسيلة.

وأوضح كذلك أن الأصل هو: "أن تكون مراكز الإيواء والنزوح التي تم تحديدها هي أماكن آمنة، بل وقع على عاتق (إسرائيل) مسؤولية ضمان أمنها وسلامتها".

وأشار إلى أن وسائل تنفيذ الهجمات: "تنتهك مبدأ التمييز ولا تراعي البتة معايير التناسبية والضرورة العسكرية، وذلك بالنظر إلى الأعداد الكبيرة لضحايا هذه الاستهدافات في أغلب الأحيان، والذين يكون جلهم من المدنيين من النساء والأطفال"، لافتًا إلى أن ذلك: "قد يضعنا أمام انتهاكات تصل إلى حد الانتهاكات الجسيمة وجرائم الحرب وفقًا للقانون الدولي الإنساني والجنائي".

واستعرض المرصد في بيانه التصريحات العلنية لعدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين بشأن التهجير القسري لسكان قطاع غزة، ومنهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي أكد في تصريحات، يوم أمس الأحد، على ضرورة تهجير سكان القطاع وإعادة الاستيطان فيه. وقال إن "إسرائيل" لن تسمح: "بوضع يعيش فيه مليوني شخص هناك (قطاع غزة)".

وخلال اجتماع لكتلة "حزب الليكود"، قبل أسبوع، صرّح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، بأنه يعمل على: "تحقيق الهجرة الطوعية لسكان قطاع غزة إلى دول أخرى"، كما قال إن المشكلة التي تواجهه: "هي الدول المستعدة لاستيعاب اللاجئين ونحن نعمل على حلها".

وأشار المرصد إلى أن طلب جيش الاحتلال من سكان شمال غزة التوجه نحو الجنوب، لم يتشمل على أي ضمانات تسمح لهم بالعودة إلى منازلهم مستقبلًا.

ولفت المرصد إلى أن جيش الاحلال وسّع خلال الأسابيع الأخيرة هجماته العشوائية ودائرة الإخلاء القسري للسكان لتشمل أغلب مناطق قطاع غزة وصولًا إلى دفع مئات آلاف النازحين للاكتظاظ الشديد بمدينة رفح على الحدود مع مصر.

وتُعتبر رفح المنطقة الأكثر كثافة سكانية بغزة. وتشهد المدينة ظروف معيشية وصحية صعبة نتيجة الموارد المحدودة وغياب المستلزمات الصحية الأساسية أيضًا، بما في ذلك: "المراحيض النظيفة ومواد النظافة الشخصية، الأمر الذي يفاقم انتشار الأمراض المعدية ويهدد بكارثة صحية واسعة النطاق".

وقال إن إصرار "إسرائيل" على إبقاء الغالبية العظمى من سكان القطاع نازحين، يعني: "استمرار عدم تمكنهم من الحصول على الرعاية الصحية اللازمة، خاصة فيما يتعلق بالمصابين بالأمراض المزمنة والنساء الحوامل، خاصة في ظل استمرار إسرائيل في منع وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك المؤن الغذائية والامدادات الطبية، بما يلبي الحاجة الفعلية لسكان قطاع غزة".

ووثّق المرصد كذلك أكثر من 50 هجومًا واعتداءً إسرائيليًا على مراكز الإيواء في قطاع غزة ما بين 13 تشرين الأول/أكتوبر و31 كانون الأول/ديسمبر عام 2023.