06-يوليو-2023
gettyimages

تستعد السلطات الروسية إلى إرسال المزيد من القوات الشيشانية إلى أوكرانيا (Getty)

بعد فشل تمرد مجموعة فاغنر، الذي شكل أكبر تهديد يواجه حكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المستمر منذ 24 عامًا، انسحبت المجموعة من الحرب الدائرة بأوكرانيا بعد اتفاق مع السلطات الروسية ينهي عملهم هناك، وهو ما انعكس على القوات الروسية في أوكرانيا التي تواجه نقصًا كبيرًا في العناصر بالمواقع التي انسحبت منها فاغنر.

شكل تمرد فاغنر أكبر تهديد يواجهه حكم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ 24 عامًا

ضغوط كبيرة

وفي هذا الإطار، كشفت مصادر أمنية أوروبية لوكالة "بلومبرغ" الأمريكية، أن القوات الروسية في مدينة باخموت تتعرض لضغوط كبيرة تفوق طاقتها، جراء الهجوم الأوكراني المضاد.

وقال مصادر في الاستخبارات الأوروبية، رفضت الكشف عن هوياتها بحسب الوكالة، إن السلطات الروسية تستعد لإرسال المزيد من المقاتلين الشيشان، والسجناء المُدانين إلى أوكرانيا، من أجل سد الفراغ الذي تركه مقاتلو مجموعة فاغنر بعد انسحابهم.

من

وتحدثت الوكالة الأمريكية، أن روسيا، نشرت أعدادًا كبيرةً من قواتها في باخموت، لتعويض قوات فاغنر التي انسحبت في أواخر أيار/مايو الماضي، الأمر الذي تسبب في نقص بعدد القوات الروسية المنتشرة في مناطق جنوب أوكرانيا.

دور فاغنر الفارق بالقتال في أوكرانيا

وأدى التمرد الذي قام به مالك شركة "فاغنر" يفغيني بريغوجين، إلى حرمان القوات الروسية من بعض أكثر قواتها تمرسًا وقسوةً في القتال بأوكرانيا. 

وكان بريغوجين، قد ادعى أنه فقد 20 ألف من جنوده، نصفهم تم تجنيدهم من السجون، خلال شهور من القتال الصعب في باخموت، خلال مقابلة مع صحفي روسي في أيار/مايو، وأشار إلى أنه هناك 50 ألف مدان في ساحة المعركة بأوكرانيا. 

من جهتها، تستبعد أوكرانيا أن تعود قوات فاغنر إلى ساحة المعركة بأعداد كبيرة، وقال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف في تصريح لصحيفة "Ukrainska Pravda" الإخبارية، إن "مجموعة مرتزقة فاغنر كانت الوحدة الروسية الأكثر كفاءة، وكانت قادرة على تحقيق النجاح بأي ثمن".

لعبت فاغنر دورًا مهمًا في القتال بباخموت

عقود وزارة الدفاع الروسية

هذا، ولم  تقدم وزارة الدفاع الروسية، أي مؤشر حتى الآن على عدد المرتزقة الذين وقعوا عقودًا للانضمام إلى الجيش بحلول الموعد النهائي في الأول من تموز/يوليو، وهي الخطوة التي اعتبرها بريغوجين، خطة من وزير الدفاع سيرغي شويغو لتدمير فاغنر. لكن رغم ذلك، فإنه من غير المتوقع أن يغير خروج فاغنر مسار الحرب في أوكرانيا، وقال المسؤولون الأمنيون الأوروبيون إن "تصميم بوتين على تجنب التعبئة العسكرية الكاملة يعني أن روسيا ستتجه على الأرجح إلى إرسال المزيد من المقاتلين الشيشان والمدانين في السجون الروسية إلى خط المواجهة خلال الأسابيع المقبلة".

في هذا السياق، كشف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري ميدفيديف، أول أمس الثلاثاء، أن وزارة الدفاع جندت 185 ألف، منهم حوالي 10 آلاف انضموا للجيش خلال الأسبوع الماضي، بعد قيام فاغنر بتمردها، وقال ميدفيديف "أريد أن أشير على وجه التحديد إلى أن محاولة التمرد المسلح لم تغير موقف المواطنين من التعاقد للخدمة في منطقة العملية العسكرية الخاصة"، في إشارة إلى الصراع بأوكرانيا، لكنه لم يقدم دليلًا قاطعًا على كلامه.

تحدث المسؤولون الأوروبيون للوكالة الأمريكية، إن وزارة الدفاع الروسية بعد توليها مهمة تجنيد المدانين في السجون، زاد أعداد السجناء بشكل مطرد في الجيش الروسي إلى حوالي 15 ألف عنصر، ومن المرجح أن يرتفع العدد الإجمالي أكثر. ويخدم حوالي 2000 من هؤلاء فيما يسمى بوحدات "العاصفة زد" العسكرية العقابية. 

المقاتلون الشيشان

أمّا ما يخص العناصر الشيشانية العسكرية، تشير الوكالة، إلى أن أعدادًا إضافية من تلك القوات يمكن أن توفرها جمهورية الشيشان، وقال الزعيم الشيشاني رمضان قديروف، الذي يعلن ولاءه لبوتين، في أيار/مايو الماضي عبر تطبيق تليغرام، إن 7000 مقاتل شيشاني يتواجدون بالفعل في أوكرانيا، وأن 2400 آخرين من أجل إرسالهم إلى جبهات القتال تحت قيادة وزارة الدفاع الروسية.

انتقادات كبيرة توجه للقوات الشيشانية في أوكرانيا

ورغم ذلك، تشكك بلومبرغ في فعالية الجنود الشيشان، مشيرةً إلى أنه لم ينعكس لهم أي تأثير واضح في الحرب حتى الآن، ولم يظهروا أي كفاءة ملحوظة، إذ حصلوا على لقب "كتائب التيك توك" من قبل بعض منتقديهم، لظهورهم أكثر نشاطًا على وسائل التواصل الاجتماعي منه في أرض المعركة.

من غير المتوقع أن يغير خروج فاغنر مسار الحرب في أوكرانيا

وقال محللون في معهد دراسات الحرب بواشنطن، في تقرير صدر في 31 أيار/مايو الماضي، إن الكرملين قد ينظر إليهم على أنهم "قوة هجومية غير مستغلة يمكنها استعادة قدرة روسيا على مواصلة الجهود الهجومية المتزامنة"، ومع ذلك، ورغم مفاخرة قديروف بوجود سبعة كتائب وأربعة أفواج في أوكرانيا، فإن "مشاركتهم في الغالب تكون في الصفوف الخلفية خلال العمليات العسكرية العام الماضي"، وقد يشير ذلك إلى أن قديروف "متردد في إلزام قواته بشن عمليات هجومية"، وفقًا لمركز الأبحاث بواشنطن.