08-فبراير-2024
تدمير قطاع غزة

(Getty) حسب "الغارديان"، قال بعض الجنود إنهم "يعتبرون أي مدني بقي في منطقة القتال بعد تحذيره بالمغادرة متواطئًا"

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرًا يحتوي على مجموعة من المقابلات مع جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد عودتهم من قطاع غزة، الذي يتعرض للعدوان المتواصل.

وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي رفض إجراء مقابلات مع جنوده، لكنها قامت بإجراء عدة مقابلات، خلال الأشهر الماضية، مع جنود الاحتياط في جيش الاحتلال.

تسلط مقابلات صحيفة الغارديان الضوء على أسلوب جيش الاحتلال الإسرائيلي في تدمير قطاع غزة، بعد واحدة من أكبر حملات القصف الجوي في التاريخ

وتكشف المقابلات عن جزء من صورة "الكارثة والدمار" التي حققها الجيش الإسرائيلي في غزة، وعن تصور جنود الجيش، الذي عبر الجنود فيه عن "عدم اعتقادهم بوجود مدنيين في المناطق التي وصلوا لها".

كما تشير المقابلات إلى الدمار الهائل الذي أوقعه جيش الاحتلال، والذي نتج بعد واحدة من "أكبر حملات القصف الجوي في التاريخ"، كما أكدت تقديرات بحثية.

وقال أحد ضباط الصف في جيش الاحتلال الذي كان في غزة لمدة شهرين مع وحدة مشاة: "إن الدمار هائل. ما أذهلني حقًا هو أنه لا يوجد مكان يمكن لأي شخص أن يعود إليه. ليس هناك حتى ثلاثة جدران متصلة. يبدو وكأنه مشهد لهجوم زومبي أو شيء من هذا القبيل. إنها ليست منطقة حرب. إنها منطقة كوارث، كما هو الحال في هوليوود".

بدوره، قال جندي احتياط عاد من غزة: "الأمر ليس كما تراه في وسائل الإعلام. أنها ليست مثل لعبة الكمبيوتر. هناك أيام وأيام لا يحدث فيها شيء ولا ترى فيها أحدًا، ثم يسير كل شيء بشكل جنوني لمدة ساعة أو نحو ذلك، ثم لا شيء مرة أخرى. إنهم لا يظهرون أنفسهم. يتجنبون الاتصال. ترى الأهداف لمدة ميلي ثانية. إنه غريب نوعًا ما. أنت تمشي في هذه المدينة المحطمة لكنها فارغة. لديك كل هذه القوة التدميرية، المروحيات الهجومية والدبابات والمدفعية التي يمكنك طلبها، لذلك تشعر بالقدرة المطلقة تقريبًا".

أمّا عن شبكة الأنفاق في قطاع غزة، قال أحد الجنود: "كان من المفترض أن أرسم خرائط [الأنفاق] ولكن في النهاية ركزت فقط على الأنفاق الرئيسية، وحددت مكانها ثم قصفنا أي شيء اعتقدنا أنه أنفاق أخرى لمسافة كيلومترين في كل مكان".

وأضاف: "لقد جربنا كل أنواع الأشياء للعثور عليهم. كاميرات على الأسلاك، ننزل بأنفسنا. كنا نضع قنابل دخان عند نقطة ما ثم نبحث عن المكان الذي خرج منه الدخان".

وقال جندي من وحدة دوفديفان التابعة للقوات الخاصة إن وحدته لم تواجه عناصر حماس إلا في ثلاث مناسبات خلال ستة أسابيع في شمال غزة، وعندما سئل الجندي عن التكتيكات التي تستخدمها الوحدة في مثل هذه المواقف: "ضحك" وأجاب الصحيفة البريطانية: "لا توجد تكتيكات. نأخذ النار ونحدد الهدف. لمدة ساعة، قمنا بتفريغ كل ما لدينا، أسلحتنا ودباباتنا وأي شيء يمكننا الحصول عليه".

وعن الدمار الهائل وتقدم جنود جيش الاحتلال، قال جندي آخر: إن "التقدم تم بشكل صحيح خلال المراحل الأولى من الحرب. كان لدينا كل ما نحتاجه وكل شيء بالترتيب الصحيح. أولًا الضربات الجوية والمدفعية، ثم الدبابات، وبعدها فقط الجنود المشاة. بحلول الوقت الذي وصلنا فيه إلى مكان ما، لم يكن هناك الكثير من الأشياء المتبقية".

ووصف جندي آخر، "كيف أدت إصابة طفيفة لجندي إلى رد فعل هائل"، قائلًا: "لقد قمنا بتدمير المنطقة بأكملها التي اعتقدنا أن مطلق النار فيها".

وأكد كبار الضباط في جيش الاحتلال استخدام قوتها النارية الضخمة لتقليل خسائر الجيش الإسرائيلي. وقال اللواء إليعازر توليدانو، رئيس القسم الاستراتيجي في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، للحكومة الإسرائيلية: "نحن لا ندخر أي ذخيرة [عند القتال] ونفعل كل ما هو ضروري لحماية حياة الجنود".

وبحسب "الغارديان"، قال بعض الجنود إنهم "يعتبرون أي مدني بقي في منطقة القتال بعد تحذيره بالمغادرة متواطئًا"، وأضاف أحدهم: "ماذا سأفكر؟ أنهم ليسوا من أنصار حماس؟ ماذا يفعلون هناك إذن؟"، وقال جندي آخر من القوات الخاصة: "يجب أن نشحنهم جميعًا إلى اليمن، إذا أحبهم [الحوثيون] كثيرًا".

من جانبه، قال ضابط في جيش الاحتلال: "في يوم وقف إطلاق النار [تشرين الثاني/نوفمبر] رأيناهم يخرجون من وسط كل هذا الدمار وفكرنا، كيف نجوا؟ لم نكن نعلم حتى بوجودهم هناك".