24-أغسطس-2020

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (Getty)

ألترا صوت – فريق التحرير

تتصدر صورة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معصوب العينين ماسكًا بمضرب بيسبول يتأهب لضرب الكرة الأرضية القادمة، غلاف الكتاب الجديد لكبير مراسلي شؤون الأمن القومي في شبكة CNN الأمريكية جيم سكيوتو، والذي يحمل عنوان نظرية الرجل المجنون (The Madman Theory)، وهو أحدث الكتب التي تبحث في السياسة الخارجية للرئيس الجمهوري، وطبيعة التهديدات المتصاعدة من الدول الكبرى اتجاه واشنطن.

تتصدر صورة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معصوب العينين ماسكًا بمضرب بيسبول يتأهب لضرب الكرة الأرضية القادمة، غلاف الكتاب الجديد لكبير مراسلي شؤون الأمن القومي في شبكة CNN الأمريكية جيم سكيوتو،

تستعرض ميليسا شان في تقريرها الذي نشرته في مجلة فورين بوليسي الأمريكية، وينقل "ألترا صوت" أجزاء منه، أهم ما جاء في الكتاب بشأن سياسة ترامب التي ينهجها لمواجهة الغرب، مستهلةً حديثها بالقول إنه إذا كان الرئيس السابق ريتشارد نيكسون قد لجأ لـ"نظرية الرجل المجنون" في ستينات القرن الماضي، عندما هدد فيتنام باستخدام أي وسيلة ضدها، فإن تصرفات ترامب إذا ما كانت تبدو مثل تصرفات نيكسون في الحرب الفيتنامية، فإنها تظهره بصورة أقل اصطناعًا وأكثر حقيقةً.

 اقرأ/ي أيضًا: آخرها "كل نساء الرئيس".. إليك أبرز الكتب التي كشفت أسرار ترامب

يصف سكيوتو التكتيكات الدبلوماسية التي يستخدمها ترامب بأنها "تكون أحيانًا بالمصادفة وأحيانًا متعمدة"، وهي السياسة التي تدفع بالخصوم لتقديم التنازلات بعد حشرهم في الزواية بسبب عدم قدرتهم على التنبؤ، ويضيف متساءلًا هل نظرية الرجل المجنون حقيقية إذ لم تكن دائمًا مقصودة؟ قبل أن يجيب على السؤال على لسان  المستشار التجاري لترامب – والذي يصفه الكاتب بأنه أحد متملقيه – بيتر نافارو بالقول "إنه (ترامب) لاعب شطرنج استراتيجي، يرى كل الزوايا والحركات".

ويجادل مؤيدو ترامب بأن هذه السياسة كانت ناجحة مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، عندما استخدم معه سياسة توجيه الإهانات والمديح في الوقت ذاته، وهي ما دفعت بزعيم الشمال الكوري للجلوس على طاولة المفاوضات، لكنها كانت أقل مصداقية عندما عاد إلى تنفيذ المزيد من التجارب الصاروخية، والتصعيد من خطابه العدائي المعروف عنه سابقًا، حيثُ إنه بعد اجتماع ترامب وجونغ أون لمرتين، لم يكن في جعبة الرئيس الأمريكي إلا مظاهر الاحتفاء، عدا عن ذلك فإن الزعيم الكوري الشمالي استغل المفاوضات خلال عامي 2018 – 2019 لتطوير ترسانته النووية.

أما فيما يخص الأزمة الدبلوماسية بين واشنطن وبكين، فيشير سكيوتو إلى توافق الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة على هذه المواجهة، من حيث أنه بغض النظر عمن سيكون الفائز في انتخابات الرئاسة الأمريكية في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر القادم، فإن تحول العلاقات بين البلدين سيكون واحدًا من السياسات الخارجية غير المتوقع تغييرها في حال خسر ترامب انتخابات الرئاسة.

لكن سكيوتو يرى في كتابه أن نهج السياسة الخارجية لترامب مع الصين لا يبدو واضح الأهداف، إن كانت هذ الأهداف موجودة بالأساس، من خلال انعكاسها بهوسه الرئيسي في سياسته الخارجية مع جميع الدول الأجنبية تقريبًا، عبر تركيزه على فكرة تعرض الولايات المتحدة للخداع، ويشير في هذا الشأن إلى عدم قلق ترامب من أزمة حقوق الإنسان المتصاعدة في الصين، فقد زعم مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون أن ترامب عندما علم بالأمر، منح موافقته تقريبًا على فكرة الرئيس الصيني شي جين بينغ المرتبطة بمعسكرات إعادة التأهيل في إقليم شينجيانغ.

تشير شان إلى أن ترامب قد تخلى عن سياسته التجارية البارزة، مما يرجح عدم وجود مرحلة ثانية من الاتفاق التجاري الأمريكي – الصيني، وتنقل عن معظم المراقبين وصفهم للسياسة التي ينتهجها ترامب اتجاه الصين بأنها "حيلة انتخابية"، وهو ما يعتبرونه خطيرًا، لما يعرف عن ترامب كرهه الشديد للخسارة.

إذ إنه مع مرور البحرية الأمريكية من مضيق تايوان ودخول المقاتلات الصينية منطقة تحديد الدفاعات الجوية التايوانية في الأسابيع القليلة الماضية، فإن بضع دقائق فقط قد تساهم بتغيير مجرى التاريخ، في إشارة فيما يبدو لنشوب حرب عسكرية بين البلدين، بعدما فشلت سياسة ترامب العدائية بردع بكين، وهو ما تظهره الوقائع من خلال مواصلة التحشيد الصيني عسكريًا في بحر الجنوب الصيني، ونصبت صواريخ كروز في جزر سبارتلي المتنازع عليها آسيويًا، فضلًا عن إطاحتها بدستور هونغ كونغ واستقلالها بعد فرضها قانون الأمن القومي مؤخرًا.

اقرأ/ي أيضًا: سيارات دونالد ترامب.. 6 سيارات فارهة تثير الجدل حول الرئيس المدلل

تتابع شان في تقريرها مشيرةً إلى أنه إذا كانت أعلى نقطة في كتاب سكيوتو في سياسة ترامب الخارجية هي الصين، فإن أدنى نقطة هي سياسته التي انتهجها في سوريا عبر تخليه عن المقاتلين الأكراد، بعدما أوجد مسؤولو ترامب خططًا للتحايل على قراراته المرتبطة بانسحاب القوات الأمريكية من سوريا، وهو مثال واحد لمجموعة أمثلة ذكرها الكتاب حاول فيها المسؤولون الأمريكيون تدارك أسوأ قرارات ترامب، والتي يرى الكاتب بأنه فرط مكسبًا مهمًا كان في يديه، مما سمح لرئيس النظام السوري بشار الأسد، بالإضافة لروسيا وإيران وتركيا بتحقيق المكاسب.

سكيوتو حاول في نظرية الرجل المجنون أن يبحث ويفسر الفوضى التي خلفتها السنوات الأربع السابقة لسياسة ترامب الخارجية في البيت الأبيض

 وتختم شان تقريرها حول الكتاب بالقول إن سكيوتو حاول في نظرية الرجل المجنون أن يبحث ويفسر الفوضى التي خلفتها السنوات الأربع السابقة لسياسة ترامب الخارجية في البيت الأبيض، لافتةً إلى أنه حتى في حال الكتابة عن الماضي، فإنه يصعب التخلص من الشعور بالقلق حيال المستقبل، حيثُ أنه بغض النظر عن نتائج انتخابات الرئاسة، فإن الولايات المتحدة ستواجه سنوات عصيبة مستقبلًا بسبب السياسة الاندفاعية للرجل المجنون.