29-ديسمبر-2018

قدم مان سيتي أداءً مخيبًا لآمال جماهيره في المباريات الستة الأخيرة (Getty)

عندما فاز مانشستر سيتي على إيفرتون في الجولة الـ15 من الدوري الإنجليزي، ورفع رصيده إلى 41 نقطة من 13 فوزًا وتعادلين فقط، تولّد انطباعٌ لدى متابعي الدوري الإنجليزي بأن رجال المدرب بيب غوارديولا، في طريقهم إلى تكرار الموسم الإعجازي الذي قدموه العام الماضي.

برزت القوة الهجومية الضاربة للمانشستر سيتي في الجولة الـ15 للدوري الإنجليزي، إذ سجّل بمعدل يزيد عن ثلاث أهداف في المباراة الواحدة

كان الفريق آنذاك متصدرًا للدوري بفارق نقطتين عن ليفربول. واليوم وبعد انتهاء المرحلة الـ19، يجد الفريق نفسه في المركز الثالث بفارق نقطة واحدة خلف توتنهام، وسبع نقاط كاملة خلف ليفربول المتصدر، الذي بدأت أحلام التتويج بالدوري الممتاز بمسماه الجديد، تدغدغ أنصاره ومحبيه أكثر من أي وقت مضى، في ظل تألق لاعبيه، والتحسن الملحوظ في خط دفاعه، حيث نجحوا في تحقيق سلسلة انتصارات متتالية وضعت الفريق على رأس سلم الترتيب.

اقرأ/ي أيضًا: "البوكسينغ داي".. ليستر يهزم مانشستر سيتي وليفربول يقبل هديّة الكريسماس

بداية قوية.. هجوم ناري ودفاع صلب

قبل مباراته ضد نشيلسي، حقق مانشستر سيتي نتائج ممتازة ضد الفرق الستة الكبرى، ففاز على كل من أرسنال وتوتنهام في لندن، كما هزم غريمه مانشستر يونايتد في ديربي مدينة مانشستر، وكاد أن يحقق فوزًا غاليًا ضد ليفربول في الأنفيلد رود، لكن نجمه الجزائري رياض محرز فشل في تسجيل ركلة جزاء في الثواني الأخيرة، لتنتهي المباراة بتعادل سلبي. واستطاع الفريق إيقاف سلسلة خسائر ثلاث متتالية تلقاها أمام ليفربول في آخر ثلاث مباريات لعبها الفريقان.

وبرزت القوة الهجومية الضاربة للفريق في الجولة الـ15 للدوري الإنجليزي، حيث كان الفريق يسجّل بمعدل يزيد عن ثلاث أهداف في المباراة الواحدة. كما برز عدد كبير من اللاعبين هجوميًا، كأغويرو ودايفيد سيلفا وسترلنغ وسانيه. وبدا واضحًا أن الفريق يمتلك تشكيلتين قادرتين على المنافسة.

على المستوى الدفاعي، ظهر في المراحل الأولى تطوّر كبير، في ظل تألّق الفرنسي لابورتي، والحارس البرازيلي إديرسون. ونجح الفريق في تحقيق ست شباك نظيفة متتالية. وبعد الفوز على واتفورد كان الفريق يمتلك أقوى خط هجوم وأقوى دفاع، وتضم التشكيلة الكثير من مفاتيح اللعب، بعكس الفرق الأخرى التي تعتمد بالأساس على لاعبين أو ثلاثة.

دفع هذا بيورغن كلوب وماوريسيو ساري، مدربيْ ليفربول وتشيلسي، المنافسيْن على اللقب، إلى الاعتراف بتفوق السيتينز، وتقدمه الواضح في سباق المرشحين على اللقب.

الخسارة الأولى في لندن ثم تدهور النتائج

قدّم مانشستر سيتي شوطًا أولًا ممتازًا ضد تشيلسي في ستامفورد بريدج، لكنه تلقى هدفًا في الدقائق الأخيرة من هذا الشوط. وفي الشوط الثاني انخفض مستوى الفريق بشكل مفاجئ، فيما نجح تشيلسي في تسجيل هدف ثان، ليتكبّد الفريق الأزرق السماوي خسارته الأولى.

ظّن الجميع أن الخسارة أمام تشيلسي  لن تكون سوى كبوة جواد، وأنه لا يمكن البناء عليها للحديث عن تراجع في مستوى الفريق. إلا أنه لم تكد تمضِ مرحلتين، حتى استقبل الفريق كريستال بالاس على أرضه، وخسر أمامه 3-2.

لتكتمل المصائب في المرحلة الأخيرة عندما خسر الفريق أمام ليستر سيتي 2-1، وتقهقر إلى المركز الثالث، وأعطى ليفربول فارقًا مريحًا نسبيًا في الصدارة.

أسباب تراجع المستوى وطرق المعالجة

رغم التتويج التاريخي لمانشستر سيتي العام الماضي، إلا أن مشكلة لاعب الوسط الدفاعي لم تغب يومًا عن الفريق، فيرناندينو البرازيلي تقدّم في العمر، ولا يوجد أي بديل له.

في حين اضطر بيب غوارديولا لابتكار حلول لمعالجة هذه الأزمة، فأشرك المدافع جون ستونز مؤخرًا في هذا المركز، لكن دون الحصول على نتيجة جيدة. وكذلك يستمر الغياب المعتاد للظهير الأيسر بنجامين ميندي، دون وجود أي لاعب قادر على تعويضه.

بينما ساهمت إصابات دي بروني المتكررة، إلى حد كبير، في إضعاف خط وسط المان سيتي، كما تأثرَ الفريق بإصابة دايفيد سيلفا في مباراة تشيلسي، وكذلك بغياب هدّاف الفريق أغويرو عن عدد من المباريات، وفشل بديله البرازيلي خيسوس في تقديم المستوى المطلوب. إذافة إلى أنّ أجنحة الفريق سانيه ومحرز وسترلنغ، لا يقدمون مستويات ثابتة، ويختفون في الكثير من الحالات عندما يكون الفريق بحاجتهم.

بدأ أداء المان سيتي في التدهور مع مباراته أمام تشيلسي التي خسرها بهدفين دون مقابل

كما تراجعَ كذلك الأداء الدفاعي للفريق، الذي تلقى هدفًا واحدًا على الأقل في كل مباراة من المباريات الستة الأخيرة. وأسوأ ما في الأمر أن الفريق يتلقى أحيانًا هدفًا من أول هجمة للخصم، ويكون الهدف بعكس مجرى المباراة.

أما في الآونة الأخيرة بدت ردات فعل الفريق بعد تلقي هدفٍ، سلبية، إذ يخرج الفريق بسرعة من المباراة، وهو أمرٌ يشبه ما حصل مع غوارديولا في سنته الأولى بإنجلترا.

يُمكن القول بوضوح إن مانشستر سيتي يدخل مرحلة صعبة، وهو بحاجة إلى ردة فعل سريعة لتدارك الموقف، وإيقاف نزيف النقاط.

قد تشكل عودة أغويرو دايفيد سيلفا ودي بروني من الإصابة دفعة كبيرة للفريق، من خلال خبرتهما وشخصيتهما القوية في الملعب، كذلك باستطاعة الفريق الإفادة من نافذة الانتقالات الشتوية والتعاقد مع لاعبي ارتكاز وظهير أيسر.

يُمكن القول بوضوح إن مانشستر سيتي يدخل مرحلة صعبة، وهو بحاجة إلى ردة فعل سريعة لتدارك الموقف، وإيقاف نزيف النقاط

وحتى الآن، تضع إدارة وجماهير السيتي كامل ثقتها في المدرب بيب غوارديولا، فهل سيتدارك الفيلسوف الموقف، ويعيد الفريق إلى الطريق الصحيحة ؟ الأسابيع القادمة ستحمل لنا الإجابة.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

خسارة موجعة لمانشستر سيتي.. واليونايتد يرتدي ثوب المتعة

شاهد: 8 من أبرز الأحداث في عالم كرة القدم خلال 2018