27-ديسمبر-2018

هزيمة مانشستر سيتي أمام ليستر هي الثانية على التوالي بالدوري الإنجليزي الممتاز (Getty)

لم تخلُ الجولة التاسعة عشر من الدوري الإنجليزي الممتاز من الإثارة بعد أن واصل مانشستر سيتي مسلسل انهياره المفاجئ، كما وسّع ليفربول الفارق مع المتصدّر السابق، وخطا توتنهام بشغف كبير نحو المركز الثاني، كما استمرّ أولي غونار سولسكاير في إبهار الجميع بنتائج اليونايتد الجيدّة مقترنة مع الأداء، بينما أنقذ هازارد فريق تشيلسي من إهدار نقاط المباراة الثلاث، بعكس أوباميانغ هدّاف البريمير ليغ، والذي لم يستطع أن يخرج مع الآرسنال سوى بنقطة يتيمة من لقاء برايتون، كلّ هذه الأحداث المثيرة استمتع بها متابعي البريمير ليغ في العالم بليلة "البوكسينغ داي"..

منح ليستر سيتي فريق ليفربول هديّة عيد الميلاد بعد أن غلب منافسه مانشستر سيتي بهدفين لواحد

يعتبر يوم 26 كانون الأول/ديسمبر عطلة رسمية في المملكة المتحدة، وكل الدول الناطقة بالإنجليزية باستثناء الولايات المتحدة، ويسمى هذا اليوم The Boxing Day، وهناك تباين في النظريات حول أصل التسمية، وأكثرها شيوعاً هو أن التسمية جاءت لأنه في الزمن البعيد كانت الكنائس تضع صناديق في الخارج لجمع الهدايا للمحتاجين، بينما تقول فرضية أخرى مشابهة أن التسمية جاءت لأن أصحاب المنازل كانوا يعطون الخدم صناديق فيها نقودًا وهدايا وأحياناً طعامًا لأخذها لأسرهم يوم السادس والعشرين من كانون الأول.

اقرأ/ي أيضًا: تشيلسي يهزم السيتي.. وصلاح يهدي ليفربول كرسي صدارة البريميرليغ

بدأت الاحتفالات بهذا اليوم منذ عام 1871، وفي الوقت الحالي زادت مظاهر هذا الاحتفال ليشتهر الـboxing day بكونه يوم التخفيضات "الخيالية" لمحلات الألبسة بعلاماتها التجارية المختلفة، ولكرة القدم نصيبها من هذا اليوم فقد أصبح من التراث أن تجتمع فرق الدوري الإنجليزي لتلعب كلها في نفس اليوم على الرغم من الضغط الكبير لمباريات بالنسبة لبعض الفرق، لتسمى هذه المرحلة من الدوري بمرحلة الـboxing day.

ثمانية أيام فقط، هي الفاصل الزمني بين لقاء ليستر سيتي مع مانشستر سيتي ضمن كأس رابطة المحترفين، وبين مواجهة الدوري الإنجليزي الممتاز خلال البوكسينغ داي، وفي اللقاء الأوّل أقصى السيتيزينس ليستر في عقر داره بركلات الترجيح وسرق بطاقة العبور للدور نصف النهائي، وهنا تجدّدت المواجهة في الملعب ذاته وأراد ليستر أن يمنح ليفربول هديّة عيد الميلاد بإلحاق هزيمة تاريخية بكتيبة غوارديولا المتصدّر السابق.

مع بداية المباراة، ضغط حامل اللقب بقوّة نحو دفاعات أصحاب الأرض، وكان له ما أراد عندما سجّل برناردو سيلفا أوّل أهداف اللقاء مستغلاً تمريرة ساحرة من سيرجيو أغويرو في الدقيقة 14، لم يهنأ الفريق بهذا الهدف سوى 5 دقائق، حيث عدّل ليستر النتيجة برأسيّة جميلة من مارك ألبرايتون في الدقيقة 19، وبقي التعادل سارياً حتّى الدقائق الأخيرة من المباراة، عندما نجح البرتغالي ريكاردو بيريرا في تسجيل هدف الفوز من كرة صاروخيّة من خارج منطقة الجزاء، وفشلت محاولات مانشستر سيتي في تعديل النتيجة، وأصابها طرد فابيان ديلف في مقتل، بذلك واصل ليستر سيتي نتائجه المذهلة للمباراة الثانية على التوالي، بعدما غلب تشيلسي في ملعب ستامفورد بريدج بالجولة السابقة، كذلك صدم مانشستر سيتي عشّاقه بعد أن تعرّض للخسارة الثانية على التوالي في البريمير ليغ، فلم يستفق الفريق من صفعة كريستال بالاس حتّى أتى ليستر سيتي وأجهز عليه بلكمة أشدّ بأساً، لأن حامل لقب الدوري الإنجليزي لم يبتعد عن المتصدّر بفارق 7 نقاط فقط، بل خسر المركز الثاني لصالح توتنهام هوتسبيرز.

يشهد التاريخ أن متصدّر الدوري في أعياد الميلاد سيتوّج باللقب، ولا يشذّ عن هذه القاعدة سوى ليفربول نفسه..!

عاش توتنهام اللندني أسبوعاً مذهلاً لن تنساه كتيبة ماوريسيو بوكيتينيو، فبعد انتصار هائل على إيفرتون في ملعبهم بستة أهداف لاثنين، لدغوا ضيفهم بورنموث دون رأفة بخمسة أهداف نظيفة، والفارق الزمني بين المباراتين 3 أيام فقط، وبتزامن ذلك مع خسارتين لمانشستر سيتي حاز رفاق هاري كين باستحقاق على المركز الثاني خلف ليفربول المتصدّر، والذي لم يرحم نيوكاسل يونايتد واكتسحه بأربعة أهداف نظيفة، فتصدّر الترتيب بعد 19 مرحلة برصيد رائع تجلّى بـ51 نقطة حصدها بعد 16 انتصاراً وثلاث تعادلات دون أي هزيمة، وهو أمر سيرفع معنويّات رفاق محمّد صلاح قبل المواجهتين المرتقبتين أمام آرسنال ومانشستر سيتي على التوالي، ويشهد التاريخ أن متصدّر الدوري في هذا الوقت سيبقى محتفظاً بالمركز الأوّل حتى نهاية الموسم، ففي كلّ مرة حاز فريق ما على صدارة الذهاب سينال اللقب بالتأكيد، ولم يشذّ عن القاعدة هذه في الآونة الأخيرة سوى ليفربول نفسه.

اقرأ/ي أيضًا: السيتي يفوز بديربي مانشستر.. وغوارديولا ينذر جميع منافسيه 

وفضّ تشيلسي شراكته مع آرسنال في المركز الرابع، بعد انتصار صعب على مضيفه واتفورد بهدفين لإيدين هازارد مقابل هدف وحيد، فيما تعثّر آرسنال بالتعادل خارج ملعبه مع برايتون بهدف لمثله، وسجّل هدف الغنرز الوحيد الغابوني بيير أوباميانغ، تصدّر به قائمة الهدّافين برصيد 13 هدف، بفارق هدف واحد عن المصري محمّد صلاح والإنجليزي هاري كين.

توجّهت الأنظار نحو ملعب الأولد ترافورد، وهو المكان الذي استضاف مواجهة مانشستر يونايتد مع هيدرسفيلد تاون، الجميع كان ينتظر مشاهدة ما سيفعله المدرّب النرويجي الجديد أولي غونار سولسكاير مع اليونايتد في أولى مبارياته بمسرح الأحلام، خصوصاً بعد الأداء الممتع الذي قدّمه في تجربته الأولى بالبريمير ليغ أمام كارديف، ولم يخيّب خليفة مورينيو المتابعين، فاستطاع أن يخرج بانتصار ثمين وأداء هجومي ممتع من لاعبيه، وانتصر بثلاثة أهداف لواحد، وكان بطل المباراة الأوّل الفرنسي بول بوغبا، والذي سجّل هدفين من أهداف فريقه، في إشارة واضحة منه لمدى الظلم الذي تعرّض له في حقبة مورينيو.

 

اقرأ/ي أيضًا:

خسارة موجعة لمانشستر سيتي.. واليونايتد يرتدي ثوب المتعة

كأس الرابطة.. توتنهام يزيح آرسنال عن سيادة شمال لندن