25-سبتمبر-2022
Fruits And Vegetables at Souq Al Mubarakiya, Kuwait City, Kuwait

يبدأ التغيير لدى البعض من تغيير أنماط غذائهم (Getty)

هل هناك أشهى من طبق تزيّنه قطعة من اللحم المشوي وقد اكتست بلون لامع محمّر؟ أو قطعة أخرى دللها طباخ ماهر ببعض المكسرات فوق صحن من الأرز؟ وأحيانًا كرات ومرّات أصابع من الدجاج المقلية إلى جانب بعض البطاطس والصلصات؟ هذه القائمة الجذّابة اللذيذة تختلف تمامًا الشهية لها إذا ما وضعت أمام فئة النباتيين، فبعضهم لا يستسيغ ذلك، وآخرون قد يصابون بنوع من الاشمئزاز والغثيان، ومنهم من يشتهيها لكن يقاوم. فلماذا هناك نباتيّون؟ وما الذي يدفع شخصًا ليكون نباتيًا؟

يتبع العديد من الناس النظام الغذائي النباتي لأسباب مختلفة صحية وغير صحية 

موقع ألترا صوت التقى بعدة أشخاص نباتيين وسألهم عن وجهة نظرهم وتجربتهم في اتباع نظام غذائي يعتمد على النبات، وكانت الأسباب مختلفة والتجارب كذلك. 

يروي أحمد السيد من مصر (24 عامًا)، وهو أحد الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا، لموقع ألترا صوت، "يسألونني عادة لماذا أنا نباتي؟ تكون إجابتي ببساطة لأني لا أحب اللحوم وأحاول تناول الغذاء الصحي، أو أنني ألتزم بحمية، وقد أسهب أحيانًا وأوضح مضار أكل اللحوم، لكن إذا اضطررت أشرح البيئة غير الصحية التي يربّى فيها الحيوان، والحالة النفسية والهرمونات المحقونة وغيرها من السلبيات التي تدخل إلى جسم الإنسان مع قطعة اللحم". 

Muhammara Dip and Hummus with Tortilla Chips

ويضيف "ليس من حقك أن تقتل زميلك على هذه الأرض، الحيوانات مثلك مثلها، وأشير إلى اللحوم بالقول: هذه جثة، هل تقبلون تناول جثة؟، وعادة ينتهي النقاش هنا حتى يستطيع الشخص المقابل لي إكمال أكله". 

منى، من مصر أيضًا (27 عامًا) نباتية الغذاء، تقول "أنا ضد ذبح الحيوانات، ولا أريد زيادة معاناتهم، ولذلك أتبع نظامًا نباتيًا، فضلًا عن أنه نظام أكثر صحة، والأطباء يمانعون النصح بعدم أكل اللحوم من مبدأ لا تحرم ما أحل الله، وقد ينصحون بتناول اللحوم دون ضرورة حقيقية". 

وتوضح منى أنها عانت من مشاكل صحية بسبب التزامها بالنظام النباتي، مشيرة إلى أن سلوكياتها بالأكل هي سبب المشكلة وليس النظام بحد عينه، نظرًا لأنها كانت تتناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات فقط، داعية اللاحمين (آكلي اللحوم) إلى معرفة ما يعانيه الحيوان بسبب ذبحه وأكله، وأن له حق بالحياة مثل الإنسان تمامًا". 

أما السورية نوال خليل (36 عامًا)، تتحدث لألترا صوت عن قصتها "منذ صغري وأنا في الخامسة من عمري لا آكل اللحوم، كنت أستفرغ فور تناولي الطعام، وعندما استشار أهلي الطبيب، استفسر عن وضعي مع أكل النباتات وأنني لا أصاب بأي حالة مع تناولها، حينها طلب الطبيب من أهلي عدم إجباري على تناول اللحوم، وإلى يومنا هذا أشعر بالغثيان كلما رأيت لحومًا حمراء أو دجاجًا أو سمكًا، أعوّض حاليًا جسمي بالبروتين النباتي في البقوليات". 

ودعت خليل إلى تخفيف تناول اللحوم لأنها بحسب رأيها "تؤذي الصحة"، وقالت: "ذبح الحيوان من أجل أكله أمر محزن جدًا".  

بدورها، تتشارك ماري العبدالله من سوريا (27 عامًا) في قصتها مع دينا مكّي من مصر (36 عامًا)، والذي يبدو أن لكليهما السبب نفسه، فماري شهدت لحظة ذبح خروف في باحة منزلها عندما كانت طفلة تبلغ 5 أعوام من عمرها. تذكر أنها عرهت وبكت من هول (المذبحة) ثم نادوا عليها لتأكل من سفرة لحمه، لكنها رفضت بشدة منذ ذلك اليوم حتى يومنا هذا تناول اللحوم، وعندما أجبرت نفسها على تناول اللحم لفوائد غذائية كانت بحاجتها، أصيبت بحساسية في جسدها، شرح الطبيب أنها بسبب أكل شيء لم يعتد عليه جسمها، فعاودت الامتناع. 

أما دينا فللسبب نفسه أيضًا كانت نباتية، قبل أن تتناول اللحوم على كبر بحال كان مخلوطًا بأطعمة تخفف نكهته، وتؤكد فائدة النظام الغذائي النباتي الذي التزمت فيه مجددًا قبل سنوات عندما أصيبت بالسمنة، وكيف أنها خسرت قرابة 45 كيلو غرامًا من وزنها بفضله، كما تحسنت صحتها من أمراض كانت تعاني منها. 

وفي تجربة انتهت بسبب زواجه، جهاد إبراهيم من مصر (34 عامًا)، يقول إنه اتبع النظام النباتي لعدة فترات، وكان سبيلًا لوصوله إلى وزن مثالي بعد أن كان يعاني من البدانة. 

السوري سهل الصابوني (48 عامًا)، يروي لألترا صوت تجربته فيقول، "أنا نفسيًا لا أقبل اللحوم، ولست وحدي، فأخوتي جميعهم لا يأكلون اللحوم، وربا يكون أمرًا وراثيًا، لكن أعتقد أن أكل اللحم مفيد، حاولت مرارًا أن آكله، ولم أستطع". 

اختلافات في النظام الغذائي

ويختلف النباتيون في نظامهم الغذائي بين من يمتنع فقط عن أكل اللحوم، وبين من يدخل لحم الأسماك في نظامه، ومنهم من يمتنع كليًا عن كل ما يتعلق بالحيوانات، حتى منتجاتها مثل الألبان والبيض وحتى العسل، وبعضهم يدخل منتجات دون أخرى. 

مهند فرح (41 عامًا) من سوريا، أحد النباتيين الذين التزموا بنظام نباتي متشدد، حيث منع تمامًا أي منتجات ولحوم حيوانات منذ عام 2015، لكن فيما بعد ولصعوبة ذلك النظام، أدخل منتجات الحليب في غذائه. 

ويوضح فرح أن فكرة الرأفة بالحيوان لم تكن واردة بداية، فقد التزم بأكل النباتات لاعتقاده أنها أكثر صحة، وإحساسه بصعوبة هضم اللحوم، لكن حاليًا فكرة أكل الحيوان لم تعد مستساغة أبدًا لديه، مشيرًا إلى تغيّر نظرة العالم اتجاه النظام النباتي، حيث بدأ الاهتمام به بشكل أكبر، وتأمين مطاعم أو حتى أقسام منها لتقديم أطعمة نباتية. 

dates

ومن بين الأشخاص النباتيين، كانت سرار شليويط (32 عامًا) من سوريا، وتحدثت لألترا صوت عن تجربتها بهذا الخصوص، والفوائد التي جنتها، قائلة: "كنت عاني خلال فترة أكلي اللحوم من مشاكل عدة تتعلق بأمراض البول والكلى، وحتى من بشرة دهنية مع أكزيما طفيفة، بالإضافة إلى مشكلات في المعدة والقولون، واحتقان بالثدي، كل ذلك اختفى بعد فترة من التزامي بالنظام النباتي". وأضافت سرار: "أصبحت نباتية منذ عامين، وأجد أننا لو تمكّنا من الاقتراب من مفهوم الحمية النباتية، دون أن نُشعر اللاحمين أنهم مذنبون ويسببون كل يوم الضرر للكوكب والحيوان ولأجسادهم، فقد تكون فرصة كبيرة ليجربوا النظام النباتي، وسينعمون بالفرق، يجب ألا يتسبّبوا بالألم والأسى للحيوان والبيئة من أجل نزوات مدتها دقائق". 

من جهتها، تعاني التونسية مريم زبير (32 عامًا) وهي نباتية منذ سبع سنوات، من ضغط الأهل تجاه هذه المسألة، والتحايل عليها كمحاولة على إجبارها على تناول اللحوم، فتقول مريم "أعلم أن الناس لن يتوقفوا عن تناول اللحوم، لأنها ببساطة لذيذة، لكن الموضوع غير أخلاقي ولا صحي، وبالنسبة لي من يأكل لحم دجاج أو خروف، مثل من يأكل لحم القط أو الكلاب، وهناك أشخاص أيضًا يأكلون القرود، ويتم النظر إليهم باشمئزاز!". 

مريم أرجعت إصرار الناس على أكل اللحوم، إلى النظام الاقتصادي الذي يسعى إلى إعادة تدوير الصناعة والتجارة والطب والأدوية، وكل ذلك يصبّ في مصلحة الطبيب ومصانع الأدوية، "هم لا يريدون أناسًا صحيين دون أمراض، وغير مستهلكين، يكونون عبئًا على التجارة ورؤوس الأموال". 

وتسهب بالشرح "إذا لم يستهلك الإنسان اللحوم ستنقرض مزارع الحيوانات، وسينتهي التلوث الناتج عن الغازات المنبعثة، لا مصانع، ولا مزارع، ولا أدوية، باختصار النظام النباتي ليس بنظام استهلاكي لذا يقومون بتشويهه أنه ضد الدين، وضد العادات ومتطرف ومائع في بعض الحالات، كما يروجون أنه نظام غير صحي لما ينقصه من بروتين، رغم أكثر النباتات يوجد بها بروتين، وعلمًا أنني أمارس رياضة الملاكمة والكتلة العضلية بجسمي موجودة، ولم تتأثر بتغييري إلى النظام النباتي بالعكس صحتي أحسن اليوم". 

ونصحت مريم باتباع نظام غذائي نباتي "صحي"، عبر طهيه بطريقة صحيحة، حتى لا يصاب الشخص بأمراض، كمن يتناول البطاطا بعد قليها، عليه أن يستبدلها بطريقة طبخ مختلفة. 

ماذا لو توقّف العالم عن استهلاك الحيوانات؟ 

يتقاطع حديث مريم عن أضرار التوقف عن تناول اللحوم مع دراسة سابقة نقلتها "بي بي سي"، عما سيحدث لو توقّف العالم عن تناول اللحوم فجأة، بين الفوائد والأضرار. 

الدراسة البريطانية تقول إن هناك عدم تقدير للتغير المناخي الذي تتسبب فيه خياراتنا الغذائية، ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، تطلق عائلة تتكون من أربعة أفراد في المتوسط غازات سامة بسبب اللحوم التي يأكلونها أكثر مما ينتج عن قيادة سيارتين، لكن السيارات، وليس اللحم المشوي، هي التي يتركز عليها النقاش عند الحديث عن الاحتباس الحراري. 

وبحسب التقرير، يقول تيم بنتون، خبير الأمن الغذائي في جامعة ليدز: "معظم الناس لا يفكرون في عواقب الطعام على التغير المناخي، لكن التقليل من تناول اللحوم الآن يمكن أن يجعل الأمور أفضل بكثير لأولادنا وأحفادنا". 

وقد حاول ماركو سبرينغمان، الباحث في برنامج مستقبل الغذاء في جامعة أكسفورد، أن يحدد بالأرقام إلى أي حد يمكن للأمور أن تكون أفضل، فقد أنشأ هو وزملاؤه نماذج بالكمبيوتر تمكنت من التنبؤ بما يمكن أن يحدث لو تحول جميع البشر إلى الحمية النباتية، بحلول عام 2050. 

النتائج خلصت إلى أنه بفضل التخلي عن استهلاك اللحوم الحمراء، فإن انبعاثات الغازات ستنخفض بنسبة 60% تقريباً، وإذا أصبح العالم نباتيًا، فإن انبعاثات الغازات ستنخفض بنسبة 70%. 

وتستخدم الثروة الحيوانية 68% من الأراضي الزراعية البالغة خمسة مليارات هكتار (12 مليار فدان)، فإذا تحولنا جميعاً إلى نباتيين، فسوف نخصص 80% على الأقل من هذه المراعي لإعادة الأراضي العشبية والغابات إلى سابق عهدها، والتي يمكنها أن تمتص غاز الكربون، وتخفف في المستقبل من حدة التغير المناخي. 

إن تحويل المراعي السابقة إلى بيئات طبيعية من شأنه على الأرجح أن يكون نعمة للتنوع الحيوي، بما في ذلك الكائنات آكلة العشب الكبيرة؛ مثل أبقار البافالو التي استبعدت من أجل رعي الماشية، وكذلك للحيوانات المفترسة؛ مثل الذئاب التي جرى في الأغلب قتلها كرد على مهاجمتها للثروة الحيوانية. 

إلا أن باحثين آخرين التفتوا إلى أن التغيّرات التي تتعلق باندثار فرص عمل الملايين من حول العالم في مجال الثروة الحيوانية وإنتاج وبيع اللحوم، كما يرى آخرون أن اللحوم لها دلالات رمزية في بعض الثقافات والأديان، ما يعني أن الهوية الثقافية أيضًا ستتأثر. 

ولذلك تنصح الدراسة بالاعتدال في تناول اللحوم، لتحقيق بعض الإيجابيات، وتجنب حصول سلبيات يمكن أن تؤثر على الملايين.

فوائد النظام الغذائي النباتي 

عند مقارنة صحة الذين يتبعون نظامًا غذائيًا بالنسبة للاحمين، يمكن القول إن نسبة أمراض القلب والأوعية الدموية والشرايين لدى الأشخاص النباتيين هي أقل 45% مقارنةً بغير النباتيين، وذلك لأنهم لا يأكلون اللحوم ودهونها أو دسم الحليب ومشتقاته والبروتينات الحيوانية الغنيّة بالدهون المشبعة، وفقًا لما ذكرت الصيدلانية الكيميائية والمستشارة الصحية فاتن أبو قبع. 

ولفتت أبو قبع في حديثها مع ألترا صوت، إلى أن النباتيين يتمتعون بصحة الجهاز الهضمي والمعدة أكثر من غيرهم، لأن عملية هضم الأطعمة النباتية أسهل من البروتين الحيواني، وبالتالي لا إرهاق للمعدة والقولون والأمعاء، بل مجهود أقل في الهضم والامتصاص والاستقلاب، مضيفة أن الغذاء النباتي يعمل على تقليل خطر الإصابة بضغط الدّم الشرياني لاحتوائه على كميات قليلة من الأملاح المسببة في اضطراب ضغط الدم ونظم القلب، كما أنه نظام يساهم  في التخلّص من الإمساك بسبب احتوائه على الألياف، وبالتالي الوقاية من نطاق واسع من الأمراض والاضطرابات. 

المستشارة الصحية أشارت كذلك إلى أن النباتيين يتسمون أيضًا ببشرة أكثر نضارة وحيوية ونقاء وخالية من الحبوب والبثور مقارنة بغيرهم، وحتى من علامات و مظاهر الشيخوخة، بسبب احتواء الخضروات على كمية كبيرة من مضادات الأكسدة، والفيتامينات والمعادن الهامة لنقاوة بشرتهم، حتى أن مضادات الأكسدة تعمل على حماية الخلايا من التحوّل إلى خلايا سرطانية، وهذا ما تحدثت عنه دراسة سابقة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية. 

إذ أظهرت الدراسة أن النباتيين لديهم فرصة أقل للإصابة بالسرطان بنسبة 14% مقارنة بمن يتناولون اللحوم، وبعد تحليل بيانات أكثر من 470 ألف بريطاني، وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يتناولون اللحوم بكميات قليلة- يستهلكون اللحوم خمس مرات أو أقل في الأسبوع - أقل عرضة للإصابة بسرطان الأمعاء بنسبة 9% مقارنة بمن يتناولون اللحوم بانتظام. 

Vegan and vegetarian sausages and steaks hanging on hooks

وكانت النساء النباتيات أقل عرضة بنسبة 18% من اللواتي تناولن اللحوم بانتظام للإصابة بسرطان الثدي بعد انقطاع الطمث، على الرغم من أن ذلك قد يكون بسبب انخفاض مؤشر كتلة الجسم لديهن، كما يقل خطر الإصابة بسرطان البروستات لدى الرجال النباتيين بنسبة 31%، بينما يقل خطر الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة 20% بين الذكور. 

نظام غذائي ناقص 

من جهة أخرى، ترى الصيدلانية الكيميائية فاتن أبو قبع أن الأشخاص الذين يتّبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا صارمًا قد يعانون من مشاكل في العظام، نظراً لنقص الكالسيوم في غذائهم، وبالتالي سيعانون من هشاشة العظام في سن مبكرة، ولذلك يلزمهم التنبه إلى ضرورة تناول الفيتامينات والمعادن الهامة التي تنقصهم في نظامهم الغذائي في هذه الحالة لوقايتهم من هشاشة العظام. 

وأردفت أبو قبع، أن الشخص النباتي أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم، سواء فقر الدم بعوز الحديد أو بعوز فيتامين B12، لكون امتصاص الحديد من الأطعمة النباتية أصعب من امتصاصه من الأطعمة الحيوانية، وذلك قد يُشعر الشخص بالتعب والوهن وغباشة في عيونه، وهنا يمكن أن يُحسن الشخص النباتي قدرة جسمه على امتصاص الحديد من الأطعمة النباتية بتناول الفيتامين C مع الوجبات. 

وفي سياق الحديث، أوضحت أبو قبع أن في بعض الحالات قد يؤدي النقص الشديد في الحديد إلى تساقط الشعر وتكسر الأظافر، فاللحوم غنيّة بالحديد وفيتامينات "بي" والزنك، وجميعها عناصر هامة لصحة الشعر، إضافة إلى إحتمالية معاناة النباتي من غازات البطن وصوت قرقعة في الجهاز الهضمي، والذي قد يسبب الإحراج لدى البعض، معتبرة أن النظام النباتي نظام ناقص، إذ "لا يعتبر النباتيون أكثر صحة من غيرهم بسبب افتقار نظامهم الغذائي للكثير من المواد الغذائية الهامة، أهمها البروتينات الحيوانية والكالسيوم وفيتامين د وغيرهم. 

وحذّرت الصيدلانية الكيمائية من اتباع النظام النباتي من قبل المراهقين والحوامل دون استشارة الطبيب، نظرًا لاحتمالية أن يكون للنظام النباتي تأثير سلبي على النمو، وذلك لأن الجسم في هذه المرحلة العمرية يكون في حاجة إلى كل العناصر الغذائية من مختلف المجموعات الغذائية، من لحوم ودجاج وسمك وحليب ومشتقاته وبيض غيرها.  

الأطفال الذين يتناولون نظامًا غذائيًا نباتيًا يحظون بمستويات نمو وتغذية مماثلة مقارنة بنظرائهم الذين يتناولون اللحوم

وكانت دراسة سابقة أجريت على قرابة تسعة آلاف طفل، ونقلها موقع "ساينس ديلي" الأمريكي، قد خلصت إلى أن الأطفال الذين تناولوا نظامًا غذائيًا نباتيًا أظهروا مستويات نمو وتغذية مماثلة مقارنة بنظرائهم الذين يتناولون اللحوم، ومع ذلك، وجد الباحثون أنه بالمقارنة مع الأشخاص آكلي اللحوم، فإن الأطفال النباتيين كانوا أكثر عرضة لنقص الوزن، ولذلك على الأهل أن ينتبهوا جيدًا لطعام أطفالهم خصوصًا إذا كانوا يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا.