29-ديسمبر-2017

الكرة تمر بين قدمي مورينيو في مباراة بيرنلي (ستو فورستر / Getty)

يعد الجلد في مورينيو رسالة خالدة، من قديم الزمان ولد الخير والشر في العالم، ومورينيو معيار الشر الكروي البحت ومن منا لا يحب الخير، (من لا يحب تسجيل الأهداف)، لكن ماذا لو كان سهلًا أن تُسجل، ماذا لو لم يكن مورينيو موجودًا ليعقد الأمور؟

كونتي يعيش حالة فنية سيئة مع تشيلسي وعلى الرغم من ذلك لم يتعرض لانتقاد مثل مورينيو

يقول فلورنتينو بيريز "لو لم يكن برشلونة موجودًا لاخترعناه"، ويقول كريستيانو رونالدو "ما يجعل مني لاعبًا أفضل هو وجود ميسي"، فماذا لو لم يكن مورينيو، ماذا لو سارت الأمور باتجاه واحد؟ ماذا لو كانت كل المباريات شبيهة بتلك التي تواجه فيها ساري وغوارديولا في دوري الأبطال؟ هل كنا سنشعر أن لها أهمية خاصة لو كان تفكير جميع المدربين مثل غوارديولا وساري؟

اقرأ/ي أيضًا: 5 أدلة على أن ريال مدريد لا يزال حيًا.. رغم هزيمة الكلاسيكو

النقاش مفتوح هنا للآراء، ولسنا في وارد مقارنة الجمال، فالجمال مرتبط بالخير غالبًا، لكن من يصنع الخير والشر؟ من يحكم هذه الثنائية الفلسفية من يحدد الشيطان والإله؟ من له الحق بزرع الفكرة في العقول؟ من يحكم كرة القدم؟

أسئلة كثيرة ستكون الإجابة الأسهل عليها: غوارديولا يُمثل الجمال ومورينيو يُمثل تحطيمه، يقول زلاتان في صراع الرجلين "إذا كان غوارديولا من يرفع الستائر في غرفة فمورينيو هو من يُسدلها"، وهنا حتى زلاتان إبراهيموفيتش المُحب لمورينيو تحدث عن أن غوارديولا يفتح الطريق للشمس للدخول ويرفع الستائر بينما مورينيو يقوم بالعكس.

إذا مورينيو هو الجزء الأسود للعبة ومن منا ليس بداخله جزء أسود، لكن فلنتوقف قليلًا عند كل هذا السواد الذي حقق جميع البطولات الممكنة في أوروبا، ونسأل سؤال آخر: لماذا لا ينتقد أحد كونتي اليوم كما ينتقد مورينيو، فالإيطالي هو الآخر بات مُملًا أكثر من مدرب اليونايتد، باتت متابعة تشيلسي أكثر قساوة من مشاهدة آرسنال في أيامه السيئة. لكن أحدًا لم يرفع الصوت بوجه "كونتي".

فينغر تحدث عن الفوارق المالية بين الأندية على الرغم من أن آرسنال من الأغلى في العالم ولم يُنتقد على ذلك

الإجابة بسيطة هنا، الإعلام يستطيع التحكم بالمسار الكامل وهذا صحيح، لكن مورينيو يُحب هذا الدور أيضًا، يُحب دور الشيطان الصريح ويتقمصه دومًا، غوارديولا لا يفتعل مشكلة مع صامويل إيتو أمام الكاميرات لكنه يهينه في غرفة الملابس، بينما مورينيو يصرخ في ميكرفون الغرفة التي يجلس فيها "مانشستر سيتي يشتري المدافعين بأسعار مهاجمين"، فيأتيه الرد من جميع من في الكوكب، وذلك على الرغم من أن فينغر الذي لم يفز بالبطولة منذ سنوات وسنوات اشتكى منذ أيام بأن الأندية الأخرى في الـ"بريمييرليغ" أغنى من آرسنال بكذبة واضحة وصريحة حيث أن آرسنال هو خامس أغلى نادٍ في العالم اليوم.

اقرأ/ي أيضًا: رحيم ستيرلينغ.. 5 أدلة على التطور الكبير مع بيب غوارديولا

لا أحد يريد أن يسخر سوى من "الشيطان" السعيد بهذا الدور، فإذا كان غوارديولا هو الأكبر جهة آلهة كرة القدم، يُمكن أن تواجهه بطريقة واحدة أن تكون "الشيطان" الأكبر، فليتنبه الجميع بأن وضع هذا الوصف على مورينيو لا يعني بالضرورة تقليلًا من عظمته، فالرجل في الأساس لا ينتظر أحد منا ليقيم إنجازاته التاريخية، بل هو لوضع الأمور فلسفيًا في مسارها الحقيقي، ولذلك فإن مورينيو ينجح حيث تكمن التفاصيل ينجح مع بورتو وتشيلسي، لكنه من الصعب أن يظن أن "الشياطين الحمر" بالمفهوم الكروي هم أقل من آلهة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ميسي يصعق مدريد.. نهاية الليغا

5 حقائق لا تعرفها عن مانشستر سيتي