24-ديسمبر-2017

ميسي يحتفل بعد تسجيله الهدف في شباك ريال مدريد (دينيس دويلي / Getty)

عاد برشلونة إلى الزمن الجميل لكن بواقعية مفرطة هذه المرة، لم تعد الـ"تيكي – تاكا" السلاح الوحيد القادر على قتل ريال مدريد في الـ"برنابيو" فبات الفريق الكتلوني يملك أسلحة أخرى وأدوات مختلفة قادت إلى جانب أخطاء زين الدين زيدان المتتالية إلى ثلاثية نظيفة حسم معها الدوري الإسباني مُبكرًا بعد أن وصل الفارق إلى 14 نقطة.

فشل كوفاسيتش وكاسيميرو معًا بإيقاف ميسي الذي وصل إلى صناعة 8 فرص للتسجيل في المباراة

ميسي يستطيع التفوق على لاعبين معًا

منذ بداية ليونيل ميسي مسيرته، حاولت الأندية البحث عن الطرق الدفاعية لإيقافه، وفي الوقت الذي اختار البعض إيقاف النجم الأرجنتيني من خلال التدخلات العنيفة، حاول البعض الآخر التعامل معه بدفاع منطقة بالكامل وبعد محاولة زيدان إيقافه باستخدام كاسيميرو في كلاسيكو البرنابيو الأخير في الليغا في الموسم الماضي وفشله بذلك، قرر اللجوء إلى خطة جديد التي تكمن بالاعتماد على أن يكون كوفاسيتش ملاحقًا لميسي فيما يصعد كاسيميرو للأمام ويعود في الحالة الدفاعية لإقفال المساحات في وجه النجم الأرجنتيني.

قبل هذه المباراة بأسابيع صرح تشابي ألونسو أنه كان يعاني في إيقاف النجم الأرجنتيني وكان مع مورينيو وراموس يدرسون أفضل الأساليب لإقفال المساحات في وجه من أجل جعل المباراة متكافئة وشتان بين تشابي ألونسو وعبقريته وبين سذاجة كوفاسيتش الذي فشل تمامًا بمقارعة النجم الأرجنتيني وظهر تائهًا يلاحقه في الهدف الأول من دون كرة، فبات وكأنه يلاحق الهواء بينما راكيتيتش ينطلق كالسهم لصناعة الهدف الأول.

اقرأ/ي أيضًا: كلاسيكو الأرض.. المعركة المُبكرة لريال مدريد

ريال مدريد افتقد القائد

في الوقت الذي كان يحتاج فيه ريال مدريد إلى الملهم الذي يعيده إلى اللقاء بعد الضغط لمدة 45 دقيقة في الشوط الأول من دون تسجيل أي هدف، افتقد الفريق الملكي لهذا القائد.

لم يكن سيرجيو راموس اللاعب الذي يعيد فريقه إلى المباراة كما كان يفعل دائمًا بتسجيل الأهداف، فبعد أن سجل لويس سواريز الهدف الأول قام راموس بالعديد من التمريرات الخاطئة وزاد الضغط على زملائه وقام بلكم لويس سواريز على خده من دون أي سبب وتلقى بطاقة صفراء، وإلى جانب غياب راموس عن دور القيادة لم يُظهر كريستيانو رونالدو الروح القتالية في الشوط الثاني، فلم نرى لاعبًا بالقميص الأبيض يصرخ بزملائه ويحفزهم وهو ما زاد الأزمة الذهنية والنفسية في الفريق.

أخطأ زيدان في المباراة حين تأخر كثيرًا في التبديلات وأبقى على أسلحته المهمة في المباراة على مقاعد البدلاء

باولينيو يقدم شيئًا مختلفًا لبرشلونة

حين كان باولينيو لاعبًا في توتنهام كانت أحد أفضل لحظاته هي تلك التسديدة التي تداولها الجميع بعد الإعلان عن إمكانية انتقاله إلى برشلونة، ومع وصوله إلى برشلونة وتقديمه للفريق زادت الشكوك حول ما يمكن أن يقدم باولينيو القادم من الصين لفريق كبير في حجم برشلونة، لكن مباراة الكلاسيكو أثبتت شيئًا واحدًا وهو أن اللاعب الذي سعى ميسي ليتعاقد الفريق الكتلوني معه هو أكثر من مجرد لاعب وسط عادي ذي قدرات بدنية.

لم يعد باولينيو ذاك اللاعب الذي يسخر منه الجميع، ومع كل أسبوع يمر تظهر قيمته الكروية أكثر، فباولينيو كان رجلًا أساسيًا في منح هجوم برشلونة بُعدًا آخر في المباريات للاستفادة من المساحة التي تُترك حين يقوم الخصوم في مراقبة ميسي. فالنجم البرازيلي يختار بطريقة مثالية لحظة الانطلاق في المساحة وكيفية الاستفادة منها وبعد أن أنقذ نافاس واحدة من كراته فإن الثانية أبعدها داني كارفخال بيده وكلفته بطاقة حمراء.

زيدان والقصاص التكتيكي

تحفظ زيدان كثيرًا في بداية المباراة وفكر بميسي أكثر مما فكر بنقاط ضعف برشلونة والمساحات التي يتركها الأظهرة خلفهم ومشكلة توماس فيرمايلين في قلب الدفاع، وقاد تفكير زيدان بكيفية إيقاف ميسي إلى احتفاظ المدرب الفرنسي بأسلحته الثقيلة على مقاعد البدلاء ونتحدث هنا على بيل وإيسكو وأسينسيو.

في الشوط الأول ظهر ريال مدريد أنه لا يملك اللاعب المبدع الذي يستطيع صناعة الفريق وخلق الخطورة وكان يُمكن لزيدان أن يُدخل بيل أو إيسكو في بداية الشوط الثاني، وبعد بداية الشوط الثاني وتأخر ريال مدريد بنتيجة (1-0)، لم يكن يوجد خيار أمام زيدان بعد الصورة السيئة التي ظهر عليها الفريق سوى أن يقوم بالتبديلات إلا أنه أصر على تأخير التبديل حتى باتت النتيجة (2-0) لبرشلونة وهو ما جعل المهمة شبه مستحيلة على لاعبين في عقليتهم يريدون من المباراة ليست فقط التعادل وإنما الفوز أيضًا.

دخول بيل وأسينسيو وإبقاء إيسكو احتياطيًا تصرف آخر تُطرح عليه علامات الاستفهام لكون ريال مدريد كان يحتاج بوضوح إلى صانع ألعاب، إلا أن تحفظ زيدان المبالغ فيه في البداية وتأخر تبديلاته كعادته كلفه مجددًا خسارة ثقيلة في الكلاسيكو.

اقرأ/ي أيضًا: أكبر 5 خيبات أمل في كرة القدم لسنة 2017

بوسكيتس وإنييستا من الزمن الجميل

حين كان سيرجيو بوسكيتس مع لويس إنريكي وكان يلعب برشلونة بثلاث لاعبين في الخلف كان سيرجيو بوسكيتس يعاني بشكل كبير في الوسط، فاللاعب الذي صنع الثلاثي المثالي مع تشافي وانييستا بدأت تزداد الانتقادات عليه لكونه بطيئًا بالتحرك. لكن فالفيردي يبدو انه يرى بوسكيتس قد عاد إلى أفضل أدائه ومع مباراة تلو الأخرى بات يستعيد قدرته على بناء اللعب السلس ونقل الكرة بأفضل طريقة ممكنة للمرتدات والقيام بأدواره الدفاعية وتوقع تحركات الخصوم قبل قيامهم بها ولعل ما قام به في الهدف الأول بتمرير الكرة لراكيتيتش في المساحة لينطلق بها وتبدأ رحلة هدف سواريز كان تتويجًا لأدائه المثالي في اللقاء.

من أيام الزمن الجميل هناك انييستا، وانييستا الذي زاد الشيب في رأسه، لم يعد النضج كلمة تعبر عما يقدمه، بات مؤلمًا أكثر من اللازم وموجعًا لخصومه، لكنه لم يفقد حنيته على الكرة ومن يريد أن يسأل كيف يجمع انييستا كل هذه القساوة مع كل هذا الحنان يجب أن يتوجه بعد الكلاسيكو إلى شخص واحد تواجه معه مرارًا، إذ كان انييستا يجد الطريق والممر للتفوق عليه. إنه لاعب الوسط الذي نعرفه باسم مودريتش لكنه بعد كلاسيكو البرنابيو يُمكن أن يُصبح اسمه الثلاثي لوكا "ضحية انييستا" مودريتش.

 

اقرأ/ي أيضًا:

5 صفقات ممكنة في سوق الانتقالات الشتوية 2018

دوناروما.. أين سيكون في المستقبل؟