21-ديسمبر-2022
gettyimages

بعد ساعات من زيارة جبهة باخموت يطير زيلينسكي إلى العاصمة الأمريكية واشنطن (Getty)

كثّفت القوات الروسية من عمليات قصفها التي طالت العاصمة كييف شمال وسط البلاد وخيرسون وزباروجيا في الجنوب وخاركيف ومناطق سيطرة القوات الأوكرانية في دونيتسك ولوغانسك شرقًا خلال الـ 24 ساعة الماضية، وتزامن التصعيد الروسي من خلال عمليات القصف عبر الصواريخ والمُسيرّات مع زيارة قام بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لمدينة باخموت على خط الجبهة في منطقة دونيتسك بإقليم دونباس شرقي أوكرانيا، وذلك في وقت اعترف فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصعوبات تواجه قوات بلاده في الشرق الأوكراني.

كثّفت القوات الروسية من عمليات قصفها التي طالت العاصمة كييف شمال وسط البلاد وخيرسون وزباروجيا في الجنوب وخاركيف ومناطق سيطرة القوات الأوكرانية في دونيتسك ولوغانسك شرقًا

ومن المقرر، أن يزور الرئيس الأوكراني زيلينسكي واشنطن اليوم الأربعاء، في زيارةٍ جاءت بدعوة من الرئيس الأمريكي جو بايدن، تأكيدًا على التزام الأخيرة تجاه كييف. ومن المتوقع أن يلقي زيلينسكي خطابًا أمام الكونغرس، بالإضافة إلى موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على منح أوكرانيا منظومة باتريوت الدفاعية، وحزمة جديدة من المساعدات بقيمة ملياري دولار.

خريطة عمليات القصف الروسي

كانت العاصمة كييف الأكثر تضررًا من موجة القصف الجديدة، حيث تعرّضت إلى هجمات مكثفة بواسطة طائرات مُسيّرة إيرانية تستخدمها روسيا، وبحسب السلطات الأوكرانية فقد تسبب القصف الذي نفذته المسيرات بأضرار بالغة للبنية التحتية كما حرمت سكان العاصمة وضواحيها من الكهرباء ساعات متواصلة.

getty

كما تجدد القصف الروسي على خيرسون جنوبي البلاد عدة مرات خلال ساعات قليلة بالإضافة إلى مقاطعات أخرى عدة في الجنوب على غرار مقاطعة ميكولايف ودنيبرو وزباوروجيا، وفي هذا الصدد كشفت قيادة عمليات الجنوب الأوكرانية عن وقوع قصف مدفعي متبادل  عند ضفتي نهر دنيبرو، متحدثةً عن "إلحاق هزيمة كبيرة بالقوات الروسية في منطقة تشابلنكا في خيرسون"، مؤكدةً أيضًا مواصلة القوات الروسية سحب وحداتها من مناطق على طول الضفة الشرقية للنهر.

في ذات السياق المتعلق بالتطورات الميدانية كشفت مصادر رسمية روسية عن قيام القوات الأوكرانية بقصف مقاطعة بريانسك الواقعة على الحدود وذلك في تطور لافت، وقد أدى القصف الأوكراني بحسب حاكم مقاطعة بريانسك الروسية إلى انقطاع جزئي للتيار الكهربائي بلدة سوزيمكي الحدودية، بالإضافة إلى وقوع أضرار في خطوط السكك الحديدية في المنطقة ولم تُعدّد المصادر الروسية ضمن الأضرار سقوط قتلى أو وقوع إصابات.

زيلينسكي في باخموت

في الأثناء، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مدينة باخموت التي استعادتها القوات الأوكرانية وتحاول موسكو السيطرة عليها وعلى مدينة أفدييفكا منذ أسابيع. وخلال زيارته لباخموت قال زيلينسكي إن المعارك الدائرة فيها تعكس انكسارًا للجيش الروسي ومرتزقته، معتبرًا أن معارك باخموت شرقي البلاد هي الأكثر سخونة وشدة حاليًا لأنها تجري على خط بطول 1300 كلم، مضيفًا القول إن روسيا "فقدت خلال الحرب ما يقرب من 99 ألفا من جنودها"، متوعدًا موسكو بمزيد من الخسائر.

getty

ودعا زيلينسكي الدول الغربية الحليفة لبلاده إلى زيادة الإمدادات العسكرية لصالح القوات الأوكرانية، مشددًا على ضرورة توفير دفاعات جوية لمجابهة سلاح الطيران المُسيّر في إشارةٍ إلى المُسيّرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا لضرب كييف وبنية الطاقة.

وعلى صلة بطلب المساعدات، يشار إلى موافقة صندوق النقد الدولي على برنامج مدته 4 شهور لصالح أوكرانيا، بهدف مساعدتها "على حفظ الاستقرار الاقتصادي وزيادة التبرعات والهِبات"، حيث يقدر صندوق النقد الدولي حاجة أوكرانيا من التمويل الخارجي بحوالي 40 مليار دولار في عام 2023.

بوتين يعترف بصعوبات تواجه قوات بلاده

اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصعوبات تواجه قوات بلاده شرقي أوكرانيا، واصفًا الوضع الذي تشهده الأقاليم الأربعة التي ضمتها روسيا مؤخرًا إليها بالصعب.

وجاء هذا الإقرار على هامش استقبال بوتين في الكرملين لحكام أقاليم دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون، من أجل تداول الرأي حول "العملية العسكرية والأوضاع الإنسانية ومشاريع البناء وإعادة البناء والتنمية وكذلك ملف التكامل ضمن الاتحاد الفدرالي الروسي" حسب بيان صادر عن الكرملين.

getty

وكانت روسيا قد أعلنت رسميًا في أيلول/ سبتمبر الماضي ضم الأقاليم الأوكرانية الأربعة التي يسيطر عليها الجيش الروسي جزئيًا، بعد إجراء "استفتاءات" محلية كانت محل تنديد غربي ودولي كبير. إلّا أنّ القوات الأوكرانية نجحت في تشرين الثاني/ نوفمبر من استعادة السيطرة على أحدى المناطق التي ضمتها روسيا إليها وهي منطقة خيرسون بعد هجوم مضاد نفذته وانسحبت على إثره القوات الروسية.

وكان زيلينسكي قد تعهّد باستعادة كامل المناطق ونقل الحرب إلى داخل الأراضي الروسية.

زيلينسكي قد تعهّد باستعادة كامل المناطق ونقل الحرب إلى داخل الأراضي الروسية

يشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيعقد اليوم الأربعاء اجتماعًا موسعًا مع قادة مؤسسته العسكرية والضبّاط لبحث الاستراتيجية العسكرية لروسيا عام 2023 على ضوء الحرب في أوكرانيا والتحديات التي تواجهها موسكو هناك وفي المنطقة بشكل عام.