12-ديسمبر-2022
gettyimages

تستخدم روسيا المُسيّرات الإيرانية في حربها ضد أوكرانيا (Getty)

مع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها العاشر، تزايدت مخاوف المسؤولين الغربيين من حجم التدخل الإيراني، فقد وصل التعاون العسكري الروسي– الإيراني إلى مستويات عالية، وبالأخص في المجال العسكري. ووفقًا لتقرير صادر عن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فإن هناك تناميًا في التعاون بين "موسكو وطهران في تطوير الطائرات المُسيّرة والصواريخ الباليستية، وفي مجال التدريب الفني".

مع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها العاشر، تزايدت مخاوف المسؤولين الغربيين من حجم التدخل الإيراني

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا "التقييم الجديد يستند لتقارير استخباراتية، وتقارير أمريكية سابقة عن بيع مئات الطائرات الإيرانية المُسيّرة، التي تستخدمها روسيا حاليًا لمهاجمة البنية التحتية لمراكز الطاقة الأوكرانية".

وفي هذا السياق، تحدث المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، يوم الجمعة، عن أن التعاون بين روسيا وإيران أصبح "شراكةً دفاعيةً واسعةً النطاق تهدد الشرق الأوسط، وبقية العالم"، وأضاف كيربي أن "الدعم يتدفق في الاتجاهين، حيث تقدم موسكو مستوى غير مسبوق من الدعم العسكري والتقني لطهران، مقابل الطائرات الإيرانية المُسيّرة، والصواريخ الباليستية لاستخدامها في أوكرانيا"، وتابع كيربي "تسعى روسيا للتعاون مع إيران في مجالات مثل تطوير الأسلحة والتدريب". 

وأعرب كيربي عن قلق بلاده من عزم روسيا "تزويد إيران بمكونات عسكرية متطورة"، لكنه رفض تحديد ماهية تلك المكونات، إلّا أنَّه تحدث عن إمكانية أن تشمل أنظمة دفاع جوي. ويعتبر نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 أحد أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورًا في العالم. وكانت الإدارة الأمريكية قد أكدت سابقًا بأن "العشرات من الفنيين الإيرانيين ذهبوا إلى شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا، وفي المقابل تم إرسال فنيين روس إلى إيران، للتدريب على كيفية استخدام الطائرات المُسيّرة".

getty

 من جهته، وصف وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي، التعاون بين موسكو وطهران بـ"الصفقات الدنيئة"، التي تشكل تهديدًا متزايدًا للأمن العالمي، وقال كليفرلي إن "بريطانيا ستواصل فضح هذا التحالف اليائس ومحاسبة البلدين". كما أصدرت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد، بيانًا قالت فيه إن "روسيا تنفي وجود هذه التعاون، لكنها أنكرت أيضًا أنها ستغزو أوكرانيا، لذلك لا نصدقها".

من جانبهم، قال مسؤولون غربيون إن "إيران ستساعد روسيا في بناء طائرات مُسيّرة من أجل حربها على أوكرانيا"، وفي هذا السياق ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن موسكو وطهران اتفقتا سرًا الشهر الماضي على تصنيع طائرات مُسيّرة إيرانية على الأراضي الروسية، لكن مع تعثر هذه العملية جزئيًا، التزمت إيران في الأسابيع الأخيرة بزيادة إمداداتها من الطائرات المُسيّرة إلى روسيا بشكلٍ كبير، بحسب مسؤولين أمريكيين.

وتحدث مسؤولون أمنيون في "حلف شمال الأطلسي"، ودول أخرى حليفة للولايات المتحدة عن أن "بيع طائرات مُسيّرة إضافية نوقش خلال اجتماعين على الأقل بين مسؤولين عسكريين ودبلوماسيين من روسيا وإيران الشهر الماضي"، وقال مسؤول عسكري كبير مطلع على تفاصيل المباحثات أن إيران وافقت على توريد ما يصل إلى ستة آلاف طائرة مُسيّرة، معظمها من طراز "شاهد-136"، وهى من النوع الذي تستخدمه روسيا في هجماتها ضد البنية التحتية المدنية الأوكرانية منذ الصيف.

واعتمدت روسيا بشكلٍ مُتزايد على الطائرات المُسيّرة الهجومية الإيرانية الرخيصة نسبيًا لسد مخزونها الذي تناقص من الأسلحة الدقيقة. وتستطيع الطائرات المُسيّرة مثل "شاهد -136" التي أعيدت تسميتها بـ "Geran-2" من قبل روسيا أن تحلق لمسافة تتجاوز 1000 ميل، وتنقل حمولات صغيرة من المتفجرات شديدة الانفجار في هجمات انتحارية.

getty

وتأتي الاتهامات الأمريكية والبريطانية بالتزامن مع اجتماع مجلس الأمن الدولي حول أوكرانيا والذي عقد يوم السبت، ويتمحور حول مسألة إمدادات الأسلحة لكلا الجانبين. وفي هذا الإطار، أوضح كيربي أن "الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على ثلاثة كيانات مركزها روسيا، تنشط خصوصًا في حيازة واستخدام الطائرات المُسيّرة الإيرانية".

من جانبه، قال المندوب الروسي في مجلس الأمن يوم السبت، إن الغرب يتحدث عن دعم إيراني لروسيا "لكن منظومتنا لا تحتاج للمساعدة"، وهو ما رفضه المندوب الأمريكي، وتلاه إعلان للجيش الأوكراني بإسقاط 10 طائرات مُسيّرة إيرانية الصنع فوق مقاطعات ميكولايف وخيرسون وأدويسا جنوب أوكرانيا. فيما رفضت الخارجية الإيرانية هذه الاتهامات قائلةً إنها "غير صحيحة ولا أساس لها ولا أدلة عليها".

كما تدرس الولايات المتحدة "إجراءات أخرى للرقابة على الصادرات" من المفترض أن "تقيد وصول إيران إلى تقنيات حساسة"، وفق المسؤول الأمريكي. كما أن الاتحاد الأوروبي يبحث هذه الجزئية وتحديدًا منع تصدير محركات الطائرات المُسيّرة إلى إيران أو روسيا. فيما فرضت أستراليا عقوبات على 7 مواطنين روس وأفراد ومنظمات إيرانية بتهمة تسهيل تسليم المُسيّرات الإيرانية لروسيا.

فرضت أستراليا عقوبات على 7 مواطنين روس وأفراد ومنظمات إيرانية بتهمة تسهيل تسليم المُسيّرات الإيرانية لروسيا

يشار إلى أن إيران اعترفت الشهر الماضي بإرسال طائرات مُسيّرة إلى روسيا، لكنها شددت على أنها زودتها بها قبل غزوها لأوكرانيا، حيث أوضح وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أنه تم إرسال "عدد صغير" من الطائرات المسيرة إلى روسيا قبل أشهر قليلة من غزو القوات الروسية لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير الماضي. ومع ذلك تتحدث تقارير غربية عدة عن أن حطام المُسيّرات يعود للأنواع التي تنتجها إيران.