07-ديسمبر-2016

صالح العلوي/ عُمان

تستضيف سلطنة عُمان بعد أقل من خمسة أيام، الدورة الثانية لمهرجان "أثير للشعر العربي"، الذي تنظمه مؤسسة "عمان للصحافة والنشر والإعلان"، بمشاركة نخبةٍ من الشعراء العرب، بينهم أدونيس، ويتخلله عدد من الجلسات الحوارية، والقراءات الشعرية، وتوزيع جائزة "أثير" الشعرية.

ويبدأ المهرجان افتتاح فعاليات الدورة الثانية التي أطلق عليها مسمى "أبو الطيب المتنبي"، وحملت عنوان "لا شيء يعادل انتصار المعرفة"، في الـ12 من الشهر الجاري، وتستمر لمدة أربعة أيام متوالية، بقراءة الشاعر أدونيس مجموعة من نصوصه، المعروف عنه أنه محط إثارة للجدل، نتيجة مواقفه السياسية التي جعلت نخبة من المثقفين السوريين، بينهم المفكر صادق جلال العظم، توجه له انتقادات حادة بسبب آرائه السلبية، والنخبوية، من الثورة السورية.

يشهد "مهرجان أثير" توزيع جوائزه على ثلاثة من الفائزين في المسابقة التي تحمل اسمه

بالإضافة للقراءات الشعرية خلال حفل الافتتاح، تقوم إدارة المهرجان بتكريم الفائزين في جائزة "أثير" الشعرية الثانية، وهم الشعراء: اليمني محمد المهدي عن مجموعة "شمعة في العدم"، والسوري ياسر الأطرش عن مجموعة "إني قليل فكوني كثيري"، والشاعر المغربي محمد عريج عن مجموعة "تركنا نوافذنا للطيور". ويلفت في الأصوات الفائزة رغم تنوعها، غياب أي صوت أنثوي فيها، ما يثير التساؤل حول إن كان هناك تراجعًا للحركة الشعرية النسائية في العالم العربي، أو أن المجموعات المقدمة لم تتوافق مع ذائقة لجنة التحكيم.

اقرأ/ي أيضًا: جنازة الشعر في القاهرة

وكانت لجنة التحكيم المؤلفة من الأكاديمي العراقي حسن مجّاد، الناقدة والشاعرة الكويتية سعيدة مفرح، وأخيرًا الشاعر حسن المطروشي، والدكتور سالم العريمي من سلطنة عُمان، اختارت المجموعات الثلاث الفائزة، من أصل عشرة مجموعات وصلت للقائمة القصيرة، وقالت إنها استبعدت ثمانية مجموعات لـ"قلة نصوص المجموعة"، إضافة لـ20 مجموعة بسبب "عدم توافقها مع شروط الجائزة".

وبحسب موقع "أثير" الإلكتروني، فإن الجائزة تمنح للأصوات الثلاثة الفائزة، مبلغ ستة آلاف دولار أمريكي لصاحب المركز الأول، وأربعة آلاف دولار لصاحب المركز الثاني، وألفي دولار لصاحب المركز الثالث، بالإضافة لطباعتها جميع الأعمال الفائزة.

يقتصر الحضور النسائي في "مهرجان أثير" على صوت واحد فقط في اليوم

اقرأ/ي أيضًا: إطلاق جائزة باسم صادق جلال العظم

ويعرض في اليوم الأخير من المهرجان، رئيس الحركة الثقافية في لبنان رياض شرارة ورقة بحثية بعنوان "الشعر.. وتبادل السلطة الشعرية"، يتبعه بعد الاستراحة الكويتية سعدية مفرح، بورقة أخرى حول "جناية التهميش على الشعرية العربية.. فهد العسكر نموذجًا". ويستمع الجمهور في المساء لقراءات شعرية يشارك فيها، الكويتية دلال البارود، والموريتاني محمد ولد بمبا، والمصري إيهاب البشبيشي، وأخيرًا العماني سعيد الصقلاوي.

ويلاحظ في الأسماء المشاركة في المهرجان، غياب شبه تام للأصوات الشعرية النسائية التي تحتل المشهد العربي، إذ اقتصرت مشاركتها على صوت نسائي واحد في كل يوم، بالإضافة لأن كافة الأسماء تُمثل المدرسة الشعرية الخليجية، متجاهلة العديد من الأسماء العربية، لها تأثيرها في المشهد النسائي الشعري عمومًا.

كذلك يلفت النظر غياب أصوات شبابية من دول عربية، كانت لها تجارب مختلفة في المشهد الشعري العربي، وهي معروفة لمعظم متابعي الإصدارات الشعرية الحديثة، ما يجعل المتابع يتساءل عن سبب هذا الغياب، رغم أن ذلك لن يمنع الجمهور العماني، من الاستماع لأصوات شعرية عربية، لها دورها المؤثر في مشهدها الشعري داخليًا، أو خارجيًا، كون القراءات تضم تجارب مختلفة لما يقارب عشر دول عربية.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"جائزة الملتقى".. تختار "نكات المسلّحين"

المهرجان الجزائري للمسرح المحترف.. دورة متقشّفة