09-فبراير-2024
تشافي وانييستا

تشافي وانييستا من أفضل لاعبي خط الوسط في التاريخ

يعتبر لاعب الوسط في كرة القدم من أهم عناصر الفريق، فهو مسؤول عن عملية الربط بين الدفاع والهجوم، والقيام بمهام دفاعية حينًا وهجوميّة أحيانًا أخرى.

يوجد العديد من المراكز للاعبين في خطّ الوسط، فهناك لاعب الوسط الدفاعي، وهناك لاعب الوسط الهجومي، ولو دخلنا في التفاصيل أكثر، فلاعب الوسط الدفاعي "الارتكاز" يكون في المحور بين الوسط والدفاع، واللاعب الهجومي يكون بين الوسط والهجوم، ويأتي عليه القيام بمهام مرتبطة بصناعة الأهداف وتقديم "الأسيست" لرفاقه.

من أجل اختيار أفضل لاعب وسط بالتاريخ، نمزج بين الأداء الفردي والجماعي، بين السحر والقوة، وبين تحصيل البطولات الجماعية، والتأثير الذي فعله اللاعب في كرة القدم

وتتعدد أيضًا عناصر خط الوسط طبقًا لخطط اللعب، فأحيانًا نجد لاعبي وسط يلعبون كأجنحة هجومية، وأحيانًا أخرى تجدهم يلعبون كظهيرين بمهام دفاعية، ويفضّل أن يكون لاعبي الأطراف سريعين للغاية، ويجيدون تقديم الكرات المرفوعة بشكل دقيق، فيما تكون المهمّة الصعبة دائمًا على لاعب الارتكاز، والذي يتحمّل عبئًا هائلًا بالتنسيق بين الدفاع والهجوم، وحمل الضغط عن فريقه في الحالات الدفاعية، والاحتفاظ بالكرة خلال الالتحامات البدنية في دائرة الملعب.

يمكن لخط الوسط في أي فريق استيعاب إمكانيات اللاعبين الفنّية والبدنية المتنوعة، تبعًا لخطة اللعب، فلو كانت خطط اللعب تناسب قدراتك البدنية الهائلة، بإمكان المدرب تسخيرها للعب خط الوسط الدفاعي، ولو كانت مهاراتك كبيرة وقدرتك البدنية أقل جودة، يمكنك اللعب في صناعة اللعب، ولو كنت سريعًا في الارتداد والهجمات، فبإمكانك أن تلعب كلاعب أيمن أو أيسر، بأدوار دفاعية أو هجومية، حسب التكتيك المعتمد.

مارادونا
دييغو مارادونا أفضل لاعب وسط في التاريخ

الأدوار التكتيكية للاعبي خط الوسط بالغة التعقيد، العامل الأساسي الذي يجب أن يمتلكه لاعب الوسط هو الذكاء الحاد، ومع تطور كرة القدم زاد الاهتمام بخط الوسط، ولو على حساب الخط الهجومي، فرأينا فرقًا قويّة كمانشستر سيتي، لعبت مواسم طويلة دون الاعتماد بشكل رئيسي على رأس حربة، هذا قبل قدوم إيرلينغ هالاند بالطبع، كلّ ذلك حدث لأن غوارديولا يملك لاعبًا داهية في خطّ الوسط اسمه كيفن دي بروين.

 

كيف يتم اختيار أفضل لاعب وسط في التاريخ؟

حينما استعرضنا بعض خصائص ومهام لاعبي الوسط، والمهارات التي يجب عليهم أن يملكوها، استحضرت ذاكرتكم على الفور العديد والعديد من نجوم كرة القدم.

وهنا يتساءل البعض، من هو أفضل لاعب وسط في تاريخ كرة القدم؟، هذا سؤال مشروع، لكنّ جوابه معقّد للغاية، وليس له مقياسًا حقيقيًا يحسم مدى صحّته أو عدمها، خصوصًا أن العديد من لاعبي خط الوسط يمتلكون مهارات مختلفة ومتعددة.

كذلك تتعدد معايير اختيار أفضل لاعب وسط في التاريخ، بل يعاني البعض في اختيار أفضل لاعب وسط في القرن الحالي أيضًا، لأن المعايير قد تختلف من محدّد إلى آخر، فلو أخذنا بعين الاعتبار معيار الألقاب الجماعية، فقد يُظلم بعض اللاعبين الذين لم يحالف منتخباتهم أو فرقهم الحظ بنيل البطولات، رغم أنهم كانوا أفضل من نظرائهم في خط الوسط الذين نالوا البطولات دون أن يصل مستواهم إليهم.

أيضًا لو أخذنا بعين الاعتبار الجوائز الفردية، فقد نبخس حقّ اللاعبين المميزين بالأداء الجماعي، والذين اعتمدوا في مسيرتهم على تقديم مصلحة الكل على مصلحة الفرد، ناهيك عن التغييرات التي طرأت على نظام منح جوائز كرة القدم الفردية، مثل الكرة الذهبية، والتي كانت لعقود محصورة بلاعبي القارة الأوروبية، فلاعبون مثل مارادونا وبيليه مثلًا لم يظفروا بالكرة الذهبية، مع إدراكنا أن بيليه لم يكن لاعب خط وسط بالطبع.

ومن أجل تحديد أفضل لاعب وسط في التاريخ، سنعتمد في تصنيفنا على العديد من المعايير، بحيث نمزج بين الأداء الفردي والجماعي، بين السحر والقوة، وبين تحصيل البطولات الجماعية، والتأثير الذي فعله اللاعب في كرة القدم، سواء أحرز البطولات أم لم يحرزها.

 

أفضل 10 لاعبي وسط في تاريخ كرة القدم

اخترنا في هذه القائمة اللاعبين المعتزلين فقط، مع اعتقادنا بقدرة كيفن دي بروين على دخوله القائمة بعد اعتزاله.

  1. دييغو أرماندو مارادونا
    هو أحد أعظم لاعبي كرة القدم عبر العصور، يعتبره الكثيرون الأفضل في تاريخ كرة القدم، حيث قاد منتخب الأرجنتين لنيل كأس العالم 1986.
    لم يسبق للاعب أن أثّر في فريق بعينه مثلما فعل مارادونا، حيث قاد نابولي لنيل الدوري الإيطالي لأوّل مرّة في تاريخه، سبقه بقيادة الأرجنتين للظفر بكأس العالم 1986، في نسخة فعل فيها مارادونا كلّ شيء.
  2. يوهان كرويف
    أعظم لاعب في تاريخ المنتخب الهولندي، نال كل ما هو ممكن من الألقاب مع الأندية، فرديًا وجماعيًا، لاعب أو مدرّب، حيث حقق الكرة الذهبية في ثلاث مناسبات، ونال دوري أبطال أوروبا كلاعب ومدرّب.
    اعتمد عليه المنتخب الهولندي كعمود فقري في أسلوب الكرة الشاملة، والذي لعبت به هولندا كأس العالم 1974، وأبهرت به الجميع، لكنّ التفاصيل الصغيرة، مثل مقال صحيفة بيلد، ساهمت في حرمان كرويف ورفاقه من التتويج باللقب المونديالي.
  3. زين الدين زيدان
    أسطورة فرنسا الحية، أذهل صاحب الأصول الجزائرية العديد من المتابعين، بمهاراته القيادية في خط الوسط، وقدرته البدنية، إضافة إلى سحر تمريراته ومراوغاته، وذكاءه الحاد.
    زيدان توّج بكل ما هو ممكن من الألقاب فرديًا وجماعيًا، رأسه الذهبية منحت فرنسا كأس العالم 1998،  وقدمه اليسرى أعطت ريال مدريد دوري أبطال أوروبا، ليكرر الأمجاد مع الريال وهو مدرّب، حيث ساعد الفريق على نيل ثلاث بطولات متتالية في التشامبيونز ليغ، ناهيك عن التتويج بالكرة الذهبية، وجائزة أفضل لاعب في العام المقدمة من الفيفا.
  4. أندريس انييستا
    ساحر كاتالونيا، والذي كان ضمن الجيل الذهبي لنادي برشلونة، المتوّج بكل ما هو ممكن من الألقاب، يتميّز بذكائه الحاد، وتمريراته الساحرة، حيث تشعر أنّه يفكّر بمعدّل زمني يختلف عن منافسيه، إذ يملك سرعة بديهة عالية، جعلته يحظى بكل ما هو ممكن من الألقاب.
    لقد نال كل ما هو ممكن من البطولات مع برشلونة ومع إسبانيا، لكن اللقطة الأشهر في مسيرته كانت حينما سجّل هدف الفوز في نهائي كأس العالم 2010، بالوقت الإضافي، مانحًا الماتادور لقبه الأول والوحيد في كأس العالم.
  5. تشافي هيرنانديز
    كل ما قيل عن أندريس انييستا ينطبق على تشافي، لقد تزامل هذان اللاعبان وشكلا ثنائيًا منسجمًا للغاية، وكأنّهما ولدا سويّة في وقت واحد، ومن بطن واحدة.
    تشافي تميّز عن غيره بدقة تمريراته، وقدرته على رؤية منافذ لا يراها غيره، فلقّبه محبّوه بـ"زرقاء اليمامة"، كما تميّز بأنّه منفّذ مميّز للركلات الثابتة، وحاله حال انييستا، توّج بكل ما هو ممكن من الألقاب الجماعية.
  6. ميشيل بلاتيني
    وهو أحد أبرز المواهب الفرنسية وأشهرها، لاعب وسط متميز بالضربات الثابتة، وبمراوغاته ومهاراته المميزة، وسبق أن حاز على ثلاث مرّات بالكرة الذهبية، وقاد بلاده للتتويج ببطولة يورو 1984 للمرة الأولى في تاريخه.
  7. لوثر ماتيوس
    يعتبر لوثر ماتيوس أحد أساطير خط الوسط في ألمانيا، حيث كان من الفريق الفائز بكأس العالم 1990، واستمرت مسيرته الكروية طويلًا في كأس العالم، إذ سجّل رقمًا قياسيًا تمثّل بالمشاركة في 25 مباراة بكأس العالم، إلى أن حطمه ليونيل ميسي في مونديال قطر 2022
  8. فرانك لامبارد
    لم يحظ بالعديد من الألقاب الفردية، أو الألقاب الكبرى مع منتخب بلاده، إلا أن اللاعب الإنجليزي نجم نادي تشيلسي، تميّز على غيره من لاعبي خط الوسط بسجله التهديفي الرائع، ففي مسيرته أحرز 210 هدفًا وصنع 145 في 647 مباراة، رغم كونه لاعب وسط، وليس مهاجم أو جناح.
  9. أندريا بيرلو
    يعتبره البعض آخر السحرة الإيطاليين، اللاعب الأنيق الذي يلعب كرة جميلة وبسيطة بالوقت نفسه، يرسل الكرات الأرضية أو العالية بكل هدوء، وكأنّه يرسم لوحة فنّية، وكان من المساهمين بدرجة كبيرة في التتويج مع إيطاليا بكأس العالم 2006، ناهيك عن مسيرته المميزة مع الأندية التي توّج فيها بكل ما هو ممكن من الألقاب.
  10. رونالدينيو
    هذا الساحر البرازيلي، نال الأمجاد من ناحية الألقاب الفردية والجماعية، من الكرة الذهبية إلى كأس العالم، مرورًا بدوري أبطال أوروبا.
    ما ميّزه عن غيره هو السحر الذي ينثره في أرضية الميدان، فمهما بلغت حساسية المباراة وأهميتها، تجده يؤدي حركة فطرية تنبع من ذكاء حاد، لا يجرؤ أحد على فعلها سوى في مباريات الشوارع، لكنه يفعلها بإتقان رهيب، وأمام أعتى الخصوم والمنافسين
     

قائمة أفضل لاعب وسط في تاريخ كرة القدم تبقى محيّرة للمتابعين والنقاد، وقد لا تجد أحد المتواجدين فيها يستحق أن يكون ضمن العشر الأوائل، وقد يخطر ببالك العديد من اللاعبين، على أن أحدهم هو أفضل لاعب وسط في التاريخ، وسبب تباين وجهات النظر الأساسي، هو كثرة اللاعبين المرشحين لدخول قائمة أفضل لاعب وسط في التاريخ، فكم نحن محظوظون بذلك.