21-أبريل-2020

التحضير لنهائي الدرع الخيرية في ملعب ويمبلي 1935 (Getty)

يجلس الاصدقاء مجتمعين أمام شاشة التلفاز لمشاهدة مباراة كرة القدم، وتبدأ النقاشات والتوقعات  واختلافات الآراء، ثم يطل أحد المحللين ، و عندها ينقسم هؤلاء الاصدقاء بين متابع للاستديو التحليلي و آخرين لا يمنحوه اهتمامهم ، يتحدث الكثيرون من عشاق كرة القدم عن أسباب فشل خطة لفريق ما، أو سبب تراجع أداء مدرب مع فريقه الجديد،  رغم تألقه واسمه اللامع .

شيفيلد يونايتد أقدم نادي كرة قدم  في التاريخ

كرة القدم .. لا تأتي متعتها فقط في مشاهدة دقائقها الـ90 وأن نستمتع بالأداء فحسب، بل هناك متعة أخرى فيما يسمى (التكتيك ) و(خطط اللعب)، وهي أمور أوصلت كرة القدم الى هذه الجمالية التي هي عليها اليوم.

اعتمدت كرة القدم في البدايات على العشوائيّة، الجميع يهرول نحو مرمى الخصم، فقد يحوي الخطّ الأمامي سبعة مهاجمين

كانت كرة القدم تعتمد على القوة البدنية والمهارة التهديفية للاعبين، وكان معظم اللاعبين يلعبون في الهجوم، فاعتمدت الكثير من الفرق على ستة أو سبعة مهاجمين،  ووصل البعض الى البقاء في منطقة جزاء الخصم منتظرًا الكرة للتسجيل، أدى ذلك الى عشوائية في الأداء وفوضى كبيرة داخل الملعب، وتميز اللاعبون بما يعرف بـ(اللامركزية)، فكان الفريق يهاجم بكامل عناصره، وتجده بعدها يدافع بجميع اللاعبين أيضا.

نشأة التكتيك في كرة القدم تعود بسبب قانون التسلل، والذي فرضه الاتحاد الانجليزي للمرة الاولى عام 1863 ، إذ يعتبر اللاعب متسللا بمجرد وجوده بين الكرة و مرمى الخصم، وهذا القانون أجبر المدربين على تقليل عدد المهاجمين، و تدعيم خط الوسط، ليقل عدد المهاجمين الى خمسة وتظهر خطة 1235، وهي التي عُرفت بخطة الهرم .

اقرأ/ي أيضًا:  25 معلومة غريبة عن كأس العالم 1958

و مع ظهور هذه الخطة بدأ التفكير بحركة اللاعبين دون كرة، واكتسبت اللعبة جمالية أكثر، فلعبت إسكتلندا عام1870 بأربعة مدافعين (ظهيرين ولاعبين بجانبهما نحو الداخل)،  ثم لعبت سويسرا بخمسة مدافعين فيما يعرف بـ(خطة القفل)، ومكنت هذه الخطة التصدي لثلاثي هجوم الخصم وإيقاف فاعليّتهم، وأعطت حرية الحركة للاعب مدافع ينتقل يمينًا أو يسارًا( ليبيرو).

تم تعديل قانون التسلل عام1925، ليصبح كما يلي، (يعتبر اللاعب متسللًا عند وجوده بين الكرة و مرمى الخصم، شرط أن يكون مشتركًا في اللعب أو مؤثرا فيه)، وتمكن الايطالي فيتورو بوتزو من ابتكار خطة 2323، وفاز بها مع منتخب ايطاليا  بكأس العالم عام1938، بحيث يستطيع لاعب الهجوم الدخول لمنطقة الخصم مدعوما بلاعبي الوسط، والذين يؤدون مهمة خلخلة خط دفاع الخصم، عبر تبادلهم للكرة بالتمريرات فيما بينهم.

ظهرت بعدها خطط مشابهة لتلك التي ابتكرها فيتورو، ولعل أبرزها 3223، و3313،  لكن خطة منتخب البرازيل 424، شكّلت نقلة نوعية في عالم التكتيك بتاريخ لعبة كرة القدم، والتي حقق فيها المدرب فيسنتي فيولا اللقب الأول لمنتخب السامبا في كأس العالم 1958، هذه الخطة التي اعتمدت على لاعبي الوسط، والذين كانوا يساندون خط الهجوم، و يعودون لمساندة الدفاع عند هجوم الخصم .

ثم تعددت الخطط وتنوع التكتيك، وتميز بعض المدربين بتبديل خططهم أثناء المباراة، فبين اكتشاف ساكي و متعة غوارديوللا، يوجد الكثير من الكلام الذي سنحاول من خلاله فهم أبرز الخطط و المراكز الأساسية للاعبين، ونتحدث عبر سلسلة من المقالات عن المراكز الجديدة، والتي تميز بها بعض المدربين ، عسى أن تصل بالمتابع الى الدرجة التي يصبح فيها قادرًا على فهم أبرز الخطط، وقراءة المباريات و استيعاب ما يقوله خبراء الاستديو التحليلي.

اقرأ/ي أيضًا: 

قصة كأس العالم 1938.. النجاة من مقصلة موسوليني

كأس العالم في نسخته الثانية 1934.. حضور مصري مشرّف وإيطاليا الفاشية تنتصر