23-يناير-2021

خلف ترامب انقسامًا حادًا داخل الحزب الجمهوري (Getty)

كان الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب واضحًا في كلمته الأخيرة من البيت الأبيض عندما خاطب مناصريه بالقول: "سنعود بطريقة أو بأخرى"، وضوح أكدته صحيفة واشنطن إكزامينر الأمريكية المحافظة التي نقلت أن ترامب رد بجواب مقتضب على سؤال مرتبط بخططه المستقبلية بالقول أيضًا: "سنفعل شيئًا ما.. لكن ليس الآن"، مضيفة أن أحد مساعديه أخبر الصحيفة المحافظة بأن الرئيس "يحتاج إلى استراحة".

كان الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب واضحًا في كلمته الأخيرة من البيت الأبيض عندما خاطب مناصريه بالقول: "سنعود بطريقة أو بأخرى"

لا شك أن التصريحات السابقة لترامب تفصح عن تمسكه بموقفه من الترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2024، على الرغم من اصطدام هذا الموقف بمحاكمة العزل الثانية التي يخضع لها من قبل مجلس الشيوخ بتهمة "تحريض مناصريه" على اقتحام مبنى الكابيتول، وليكون بذلك أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يواجه محاكمة العزل لمرتين خلال فترة ولايته الأولى، ودفع بالجمهوريين للانقسام فيما بينهم بشأن التصويت بالموافقة من عدمها على محاكمة العزل، والتي في حال أقرت ستمنع ترامب من الترشح لولاية ثانية بعد أربعة أعوام.

اقرأ/ي أيضًا: "كابوس الجمهوريين".. ساندرز رئيسًا للجنة المالية في مجلس الشيوخ

قاعدة ترامب الشعبية بين الجمهوريين

يعتبر استطلاع الرأي الذي أجرته شبكة CNN الأمريكية ما بين يومي 9 – 14 كانون الثاني/يناير الجاري –بعد ثلاثة أيام من اقتحام الكابيتول – مؤشرًا لقياس شعبية ترامب بين الجمهوريين أنفسهم، حيث يتضح أن معارضته بين الجمهوريين تتأرجح ما بين 24 – 25 بالمائة كما يظهر الاستطلاع، لكن من اللافت أن 65 بالمائة من الأمريكيين يوافقون على أن الرئيس الديمقراطي جو بايدن حصل على أصواته بطريقة شرعية، ما يدحض مزاعم ترامب المرتبطة "بسرقة الانتخابات". كما حمّل 55 بالمائة من الأمريكيين ترامب مسؤولية اقتحام الكابيتول.

لكن عند الذهاب إلى آراء الجمهوريين بشأن القضايا الخلافية المرتبطة بترامب بعد اقتحام الكابيتول، نجد أن 10 بالمائة من الجمهوريين يرون بأنه (كان) يجب إقالة ترامب منصبه قبل 20 كانون الثاني/يناير الجاري، في حين وافق 20 بالمائة من الجمهوريين على اعتبار حادثة الاقتحام "أزمة للديمقراطية الأمريكية"، كما يعتقد 58 بالمائة من الجمهوريين أن هناك أدلة على صحة نظرية المؤامرة المرتبطة "بسرقة الأصوات" من الرئيس الجمهوري، والذي يحظى بتأييد 34 بالمائة من الأمريكيين مع نهاية ولايته.

يدل استطلاع الشبكة الأمريكية على وجود انقسام واضح بين الجمهوريين بشأن مستقبل ترامب داخل الحزب المحافظ، فإذا ذهبنا لآراء الديمقراطيين في الاستطلاع نجد أن نسبة توافقهم في الإجابات تزيد في مجملها على 90 بالمائة، وهو ما لا نلمسه كثيرًا عند الجمهوريين الذين عبر 75 بالمائة منهم عن عدم ثقتهم بأن الانتخابات الرئاسية الأخيرة كانت نتائجها وفقًا لإرادة الأمريكيين.

على الرغم من أن تداعيات اقتحام الكابيتول على الجمهوريين قد تؤدي إلى نتائج سلبية في انتخابات التجديد الصيفي لمجلسي الكابيتول في عام 2022، فإن 13 بالمائة من الحزب المحافظ يوافقون على أن ترامب يتحمّل مسؤولية اقتحام الكابيتول، بينما اعتبر 14 بالمائة أن الجمهوريين في الكابيتول الذين اعترضوا على نتائج الانتخابات الرئاسية يستحقون قدرًا كبيرًا من اللوم، في حين وافق 24 بالمائة من الجمهوريين على أن ترامب غيّر النظام السياسي الأمريكي إلى الأسوأ.

مناورة الجمهوريين

لا شك أن الأرقام التي قدمها استطلاع الشبكة الأمريكية يؤكد على أن ترامب يحظى بنسبة تأييد كبيرة بين الجمهوريين، مما يشير إلى حجم قاعدته الشعبية داخل البيت الجمهوري، والذي يعيش انقسامًا حادًا بشأن مستقبل ترامب السياسي، ما قد ينجم عنه من تداعيات سياسية تؤثر سلبًا على قاعدة الجمهوريين الشعبية على المستوى الوطني.

تشير مجمل التقارير المرتبطة بهذا الشأن إلى بروز تياريّن رئيسييّن داخل البيت الجمهوري في الوقت الراهن، إذ بينما يسعى التيار الأول بقيادة السيناتور ميتش ماكونيل منع ترامب من الترشح في الانتخابات القادمة، فإن التيار الثاني الموالي لترامب (أو التيار الترامبي) يسعى لمعاقبة الجمهوريين الذين يعارضون أو انقلبوا على الرئيس السابق، مما يدل على أن الجمهوريين يواجهون انقسامات عميقة غير معروفة النتائج حتى الآن.

مخاوف الجمهوريين في هذه القضية تدور في إطار خسارتهم للولايات المتأرجحة في التصويت فضلًا عن أنها حاسمة في نتائج الانتخابات الرئاسية، كما الحال مع ولاية أريزونا الذي وصف التيار الترامبي حاكمها الجمهوري دوغ دوسي بأنه لا يؤيد الرئيس بشكل كافي، أو ولاية جورجيا التي يواجه حاكمها الجمهوري بريان كيمب أيضًا دعوات التيار اليميني داخل الحزب لهزيمته في الانتخابات التمهيدية.

تعكس الحالتان السابقتان نوعًا من القلق يعيشه الجمهوريون، يتزايد في ظل مخاوفهم من ترشح النواب الجمهوريين من التيار اليميني المتطرف– الموالي لترامب– لانتخابات مجلس الشيوخ في الولايات المتأرجحة، ويقفون في مواجهة ماكونيل الذي يقود حملة لمنعهم من الفوز في الانتخابات التمهيدية للولايات عينها، لكن جهوده تبقى معقدة أمام إصرار حلفاء ترامب على إلحاق الأذى بالجمهوريين الذين وقفوا ضده.

في هذا السياق، نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية اعترافًا من كلا التيارين الجمهورييّن بأنهما يتجهان إلى المواجهة الداخلية، وترتبط المخاوف بشكل أساسي بالحملات الانتخابية للنواب الجمهوريين الذين عارضوا نتائج الانتخابات الرئاسية، إضافةً لنشرهم نظريات المؤامرة في الولايات المتأرجحة، وزاد عليها تعهد ترامب بشن حملة سياسية للانتقام من الجمهوريين الذين صوتوا على صحة الانتخابات، مدفوعًا بقاعدته الشعبية بين الجمهوريين التي ستساعده على جمع ما يكفي من التبرعات ليكون منافسًا لمعارضيه الجمهوريين.

أول مواجهة جمهورية – جمهورية

تصب التوقعات في اتجاه مواجهة الجمهوريين لأول اختبار داخلي خلال الأسابيع إن لم تكن الأيام القادمة، وذلك من خلال محاولة التيار الترامبي تجريد النائبة الجمهورية ليز تشيني من منصبها القيادى كرئيسة للمؤتمر الجمهوري أولًا، ودورها القيادي أيضًا في الكابيتول هيل بصفتها ثالث النواب الجمهوريين ثانيًا، بعدما كانت من بين 10 نواب جمهوريين صوتوا بالموافقة إلى جانب 222 ديمقراطيًا على عزل ترامب في محاكمته الثانية أمام الكابيتول هيل، في مقابل 197 نائبًا جمهوريًا صوتوا بالرفض.

وبحسب مجلة بوليتيكو الأمريكية فإن التيار الترامبي كسب زخمًا كبيرًا بين النواب الجمهوريين، إذ إنه على الرغم من صعوبة تجريد تشيني من منصبها، والتي كان يُنظر إليها سابقًا على أنها مستقبل الحزب الجمهوري، فإن ما لا يقل عن 107 نواب جمهوريين من بين 211 نائبًا جمهوريًا أعربوا عن دعمهم لإزاحة تشيني من دورها القيادي في حال نظم اقتراع سري، فيما هدد آخرون بمقاطعة المؤتمرات المستقبلية للحزب إذا ما بقيت في منصبها القيادي.

ينقل عن التيار الترامبي شعورهم بالإحباط من النائبة المحافظة، إذ وفقًا لما تحدث الجمهوريين في الكابيتول للمجلة الأمريكية فإن الغضب من تشيني يدور في ثلاثة جوانب، الأول تصويتها بالموافقة على عزل ترامب، والثاني إعلانها من التصويت على محاكمة العزل قبل يوم واحد من انعقاد الجلسة، وهو ما منح الديمقراطيين المزيد من الوقت لاستخدام البيان الذي أصدرته في تصريحاتهم لوسائل الإعلام، وأخيرًا ما تسبب بيانها بمنح غطاء للنواب الجمهوريين (تسعة نواب) الذين صوتوا بالموافقة على العزل.

ومنذ الأسبوع الماضي بدأ التيار الترامبي بتوزيع عريضة على النواب الجمهوريين تطالب بعقد اجتماع خاص لمناقشة قرار إزاحة تشيني من دورها القيادي، والتصويت على قرار يطالبها بتقديم استقالتها، وتحتاج العريضة لتوقيع 20 بالمائة أو 43 نائبًا من أجل عقد الاجتماع، لكن يبقى قرار التصويت بحاجة موافقة ثلثي أعضاء المؤتمر الجمهوري لإجرائه فوريًا، وفي حال عدم حصوله على الموافقة يجب أن تذهب العريضة إلى لجنة خاصة من القيادات الجمهورية لإعطاء توصيات إيجابية، مما يسمح بالتصويت على القرار في اقتراع سري قبل انعقاد المؤتمر الجمهوري.

فرصة الجمهوريين لإزاحة ترامب من عالم السياسة

ما كان واضحًا أن تأثير ترامب على سياسة الجمهوريين داخليًا وصلت لدرجة كبيرة، ويبدو أن أهم هذه التأثيرات – الذي مرّ بدون أي ضجة إعلامية – تخلي اللجنة الوطنية في الحزب الجمهوري لأول مرة منذ تأسيسه في عام 1854 عن صياغة برنامج انتخابي لمرشح الحزب لانتخابات الرئاسة الأمريكية، والذي استبدل بإصدار بيان يدعم حملة ترامب لانتخابات الرئاسة الأمريكية في عام 2020.

لكن هذا التأثير يبدو أنه بدأ في طريقه للانهيار، بالأخص بعد إعلان زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ماكونيل إمكانية تصويته على إدانه ترامب، مما يهدد مستقبل نجم برامج تلفزيون الواقع سياسيًا، ويُعرف عن ماكونيل أنه من أكثر الداعمين لترامب حتى ما قبل اقتحام الكابيتول، وقاد جهودًا بين الجمهوريين في محاكمة العزل الأولى، منعت بضعة مشرعين من التصويت بالموافقة على إدانة الرئيس، التي من الصحيح أنها لم تكن ستؤدي إلى عزل ترامب، إلا أنها كانت ستفرض على المحكمة الرضوخ لمطلب الديمقراطيين بالاستماع لشهادة الصقر الجمهوري جون بولتون.

ماكونيل على غير المتوقع هاجم ترامب في تصريحات صحفية قبل أيام محملًا إياه مسؤولية اقتحام الكابيتول، فقد نقل عنه قوله إن: "الحشود الغاضبة شحنت بالأكاذيب، لقد حرضهم الرئيس (ترامب) وأشخاص نافذون آخرون، وحاولوا استخدام الخوف والعنف" لمنع المصادقة على فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية، في حين أجاب في وقت سابق على سؤال مرتبط بموافقته على إدانه ترامب في مجلس الشيوخ بالقول: "لم أتخذ قرارًا نهائيًا بعد حول كيفية التصويت"، مضيفًا أنه يريد الاستماع للحجج القانونية عند تقديمها لمجلس الشيوخ قبل التصويت عليها.

وحتى لحظة إعداد التقرير عينه، فإن ماكونيل بحسب صحيفة الغارديان البريطانية لم يمارس ضغوطًا على المشرعين الجمهوريين بشأن موقفهم من إدانة ترامب في مجلس الشيوخ، إلا من خلال تقديم بعض النصائح لهم، إضافةً لمطالبته مجلس الشيوخ بتأجيل أول جلسات محاكمة العزل الثانية التي كانت محددة يوم 28 من الشهر الجاري لأسبوعين آخريّن، حتى يتمكن فريق الدفاع عن ترامب الذي يقوده المحامي  المقيم في كارولينا الجنوبية بوتش باورز من إعداد المدافعة عن التهم الموجهة للرئيس  السابق.

وفي وقت سابق من اليوم السبت أعلن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر أن موعد الجلسة الأولى لمحاكمة عزل ترامب الثانية حُددت يوم الثامن من شباط/فبراير القادم بعد الاتفاق مع ماكونيل على جدول جلسات المحاكمة، والتي يواجه من ورائها الجمهوريين واحدًا من مجموعة أسئلة يُنظر إليها على أنها مفصلية في تحديد مستقبل السياسية الأمريكية، والطريقة التي ممكن أن تكون عليها الإدارة الديمقراطية بدءًامن صنع سياسات الكابيتول هيل حتى خيارات الناخبين في الانتخابات القادمة.

وقد أعرب عدد من المسؤولين الجمهوريين الكبار عن أملهم بأن تتراجع سيطرة ترامب داخل الحزب بمجرد انتهاء فترة ولايته الأولى، إلا أن هذه الأماني يبدو أنها تبددت بعدما أشار مسؤولون آخرون إلى ضرورة إنهاء نفوذ ترامب داخل الحزب من أجل استعادة مصداقيتهم أمام قاعدتهم الشعبية على المستوى الوطني، ويحتاج الديمقراطيون في الوقت الراهن إلى تصويت 17 مشرعًا جمهوريًا على إدانة ترامب.

في المجلس الحالي، يتقاسم الديمقراطيون مع الجمهوريين مقاعد المجلس مناصفة بنسبة 50 مقعدًا لكل حزب، مع زيادة بمقعد واحد للديمقراطيين الذي ذهب لنائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس التي ترأس المجلس وفقًا للدستور الأمريكي، وفي حال تمكن المجلس من إدانة ترامب بالأغلبية، فإنه يمكنه التصويت كذلك على منع ترامب من تولي أي منصب فيدرالي في المستقبل، وتحظى جهود الديمقراطيين فيما يخص إدانة ترامب بدعم 12 مشرعًا جمهوريًا، فيما قال 23 إنهم لن يصوتوا على قرار الإدانة، ورفض 14 آخرين الإجابة عن ذلك.

الجمهوريون الجدد في الكابيتول

مثّل اقتحام مناصري ترامب للكابيتول مدفوعين بتصريحاته التي استبقت الحادثة بساعات قليلة، واحدًا من التحديات الصعبة التي واجهها النواب الجمهوريون الجدد في بداية حياتهم السياسية، وسيكون لها أثرها السلبي أو الإيجابي على مستقبلهم السياسي في السنوات القادمة إن لم تكن الأشهر القادمة، وبالأخص أن الاقتحام أسفر عن سقوط خمسة أشخاص، بينهم شرطي، وأجمعت الصحافة الأمريكية على وصفها بـ"انقلاب فاشل".

تقول صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن حادثة الاقتحام أسفرت عن انقسام عميق بين النواب الجدد، مشيرةً إلى مهاجمتهم بعضهم البعض بشكل علني وسري مع التوترات المتزايدة التي يشهدها الحزب، ووفقًا للصحيفة عينها فإن قرابة 12 نائبًا جمهوريًا جديدًا صوتوا ضد الطعون التي قدمها الجمهوريين للاعتراض على نتائج الانتخابات في ولايتي أريزونا وبنسلفانيا، بينما صوت نائب جمهوري جديد فقط على عزل ترامب من منصبه، وبالعموم صوت 139 جمهوريًا إلى جانب 8 جمهوريين من مجلس الشيوخ بالموافقة على الطعون الانتخابية.

ترامب يفكر بتأسيس حزب جديد بديلًا عن الجمهوريين

يمكن القول إن الفترة الزمنية التي قضاها ترامب داخل البيت الأبيض سيكون لها انعكاسات مجهولة التوقعات على الحياة السياسية الأمريكية، وهو الأمر الذي بدأ يظهر فعليًا على المستوى الداخلي للحزب الجمهوري، قد يجعله يواجه تعقيدات غير معروفة النتائج إذا ما فشل مجلس الشيوخ في إدانته في محاكمة العزل الثانية، والتي وصفها السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام بأنها "غير دستورية"، وقد تزيد من حالة الانقسام السياسي الذي تشهده الولايات المتحدة.

الواضح من تصريحات ترامب التي وردت في مقدمة التقرير أنه لن يتخلى عن طموحاته السياسية، حتى في حال استطاع الجمهوريين تحجيم نفوذه على المستوى الحزبي إذا ما فشلت محاكمة العزل، فقد كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية مرخرًا، أن ترامب ناقش مع بعض مساعديه بالإضافة لدائرته المقربة فكرة تأسيس حزب جديد باسم "الحزب الوطني/"Patriot Party.

وعلى الرغم من الغموض الذي يسيطر على التصريحات التي نقلها مقربون من ترامب كانوا حاضرين عندما ناقش الفكرة في الأيام الأخيرة من فترة ولايته، فإن ترامب كما يظهر يعتمد على قاعدته الكبيرة من المؤيدين سواء أكانوا جمهوريين أم مستقلين، وبالأخص أن التقارير تتحدث عن مشاركة جمهوريين في السياسة الحزبية بشكل كبير بعد انطلاق حملة ترامب الانتخابية لعام 2016، بينما كانوا قبل انطلاق الحملة غير فاعلين على المستوى الحزبي.

الفكرة لا تبدو غريبة عن ترامب الذي تناقلت تقارير إعلامية سابقًا اتجاهه لتأسيس شبكة تواصل اجتماعي خاصة ردًا على حظره من قبل منصات التواصل الاجتماعية العالمية واسعة الانتشار، كذلك فإن تقارير أخرى كشفت عن رغبة حلفاء ترامب بشراء شبكة الأخبار الأمريكية المحافظة نيوز ماكس لمنافسة شبكة فوكس نيوز الأمريكية المحافظة أيضًا، والتي حمّلت ترامب مسؤولية اقتحام الكابيتول.

وليس غريبًا أن نجد أن التعريف الذي أوردته رابطة مكافحة التشهير الأمريكية لمصطلح Patriot يرتبط بالجماعات اليمينية المتطرفة التي تؤيد ترامب، إذ تُعرف الرابطة كلمة Patriot أو الحركة الوطنية بأنها "مصطلح جماعي يستخدم لوصف مجموعة من الحركات والجماعات المتطرفة ذات الصلة في الولايات المتحدة، والتي تركز في الأيديولوجيا على نظريات المؤامرة المناهضة للحكومة"، مشيرةً إلى أن المجموعة تعتمد على ثلاث حركات أساسية هي: "الميليشيا، حركة السيادة الوطنية، وحركة الاحتجاج الضريبي".

لا يبدو أن فكرة ترامب لتأسيس حزب ستكون مجرد رد فعل متسرع على انقلاب الجمهوريين ضده، حيث حظيت بدعم واسع

ولا يبدو أن فكرة ترامب لتأسيس حزب ستكون مجرد رد فعل متسرع على انقلاب الجمهوريين ضده، فقد سجل تأسيس حزب جديد بقيادة ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام التقليدية والمواقع الإلكترونية 131 ألف إشارة ما بين يومي 19 – 20 كانون الثاني/يناير الجاري، في حين حصل حساب باسم الحزب الوطني على منصة تويتر على أكثر من 117 ألف متابع، علمًا أن التقارير تتحدث عن أن ترامب حصل على اسم الحزب من مناصريه عبر الرسائل المؤيدة التي وصلته منذ أسابيع، فضلًا عن أن الحزب الجديد يحظى بدعم شخصيات يمينية متطرفة فاعلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

لويد أوستن.. أول وزير دفاع أسود في تاريخ الولايات المتحدة