22-مارس-2024
تغلب زعماء الاتحاد الأوروبي على خلافاتهم بالدعوة إلى "هدنة إنسانية فورية تؤدي إلى وقف مستدام لإطلاق النار" في غزة، قبل ساعات من الموعد المتوقع لطرح الولايات المتحدة قرارًا للتصويت في الأمم المتحدة يدعو إلى هدنة واتفاق تبادل دون تأخير في غزة، من أجل مواجهة المجاعة التي تلوح في الأفق.

قال دبلوماسي أوروبي إن التحول في اللغة الأمريكية في مشروع القرار ساعد في تمهيد الطريق أمام توافق في الاتحاد الأوروبي بشأن إعلان أوروبي (epaimages)

تغلب زعماء الاتحاد الأوروبي على خلافاتهم بالدعوة إلى "هدنة إنسانية فورية تؤدي إلى وقف مستدام لإطلاق النار" في غزة، قبل ساعات من الموعد المتوقع لطرح الولايات المتحدة قرارًا للتصويت في الأمم المتحدة يدعو إلى هدنة واتفاق تبادل دون تأخير في غزة، من أجل مواجهة المجاعة التي تلوح في الأفق.

ويعد إعلان الاتحاد الأوروبي، الذي صدر في قمة بروكسل في وقت متأخر من يوم الخميس، المرة الأولى التي يتفق فيها الزعماء الأوروبيون على إعلان بشأن المنطقة منذ تشرين الأول/أكتوبر. 

كما يعكس مشروع القرار الأمريكي الذي سيتم طرحه للتصويت في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة صباح الجمعة، مدى الإلحاح في موقف واشنطن. وهذه هي المرة الأولى التي تطرح فيها إدارة بايدن لغة تدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار"، على الرغم من أنها تواصل ربط الهدنة باتفاق التبادل.

صياغة مشروع القرار الأمريكي الجديد، تحتوي لغة قوية تطالب بوصول المساعدات الإنسانية، وصياغة أكثر غموضًا بشأن الربط بين الهدنة واتفاق التبادل

ومن المقرر أن يصوت المجلس على القرار الأمريكي في نفس الوقت الذي من المتوقع أن يصل فيه رئيسا المخابرات المركزية الأمريكية والموساد وليام بيرنز وديفيد بارنياع إلى قطر، يوم الجمعة، على أمل التوصل إلى اتفاق هدنة بعيد المنال. 

وفي حديثه في مصر، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إنه لا يزال يتعين القيام بعمل صعب، لكنه أضاف: "ما زلت أعتقد أن ذلك ممكن".

ويدعو إعلان الاتحاد الأوروبي إلى "الإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن" لدى حماس، لكنه لا يجعل مطالبته بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية مرهونة بالتوصل إلى اتفاق. 

وفي بروكسل، قال تشارلز ميشيل رئيس المجلس الأوروبي إن جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين اتفقوا على "بيان قوي وموحد بشأن الشرق الأوسط" يتضمن دعوة "لوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن إلى غزة".

وأعرب نص الاتحاد الأوروبي المؤلف من ثماني فقرات عن قلقه العميق إزاء "خطر المجاعة الوشيك الناجم عن عدم دخول المساعدات الكافية إلى غزة".

وقال دبلوماسي أوروبي إن التحول في اللغة الأمريكية في مشروع القرار ساعد في تمهيد الطريق أمام توافق في الاتحاد الأوروبي بشأن إعلان أوروبي، مما يسمح لدول مثل النمسا وجمهورية التشيك "بإعادة النظر في موقفها".

ووصف بلينكن مشروع القرار الأمريكي بأنه يدعو إلى "وقف فوري لإطلاق النار مرتبط بالإفراج عن الرهائن".

وقال المتحدث باسم البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيت إيفانز، "بعد جولات عديدة من المشاورات مع مجلس الأمن، سنطرح هذا القرار للتصويت عليه صباح الجمعة"، مشيرًا إلى أنه كان قيد المناقشة من قبل أعضاء المجلس لعدة أسابيع.

وأضاف أن "هذا القرار يمثل فرصة للمجلس للتحدث بصوت واحد لدعم الدبلوماسية الجارية على الأرض والضغط على حماس لقبول الصفقة المطروحة على الطاولة"، وفق تعبيره.

وكانت إدارة بايدن تزعم أن "وقف إطلاق النار غير المشروط من شأنه أن يقوض الضغط على حماس لإطلاق سراح الأسرى لديها". 

ومع ذلك، إذا فشلت محادثات التبادل في الدوحة، فستواجه إدارة بايدن معضلة، ما إذا كانت ستستمر في الإصرار على الربط بين صفقة التادل ووقف إطلاق النار في مواجهة تحذير واضح هذا الأسبوع من لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة من حدوث كارثة المجاعة في غزة بشكل وشيك.

وعزز الإعلان الأوروبي الذي صدر مساء الخميس، الإجماع بين حلفاء واشنطن على ضرورة تنفيذ وقف غير مشروط لإطلاق النار قبل التوصل إلى اتفاق بشأن التبادل إذا لزم الأمر، في مواجهة كارثة إنسانية.

وفي الأمم المتحدة، قال المبعوث الفرنسي نيكولا دي ريفيير: "حان الوقت لإنقاذ الأرواح". وأضاف: "عدد القتلى حوالي 32 ألف رجل وامرأة. يجب أن تتوقف الآن". وقال دو ريفيير: "لهذا السبب سأشجع مجلس الأمن على اتخاذ إجراء قبل نهاية الأسبوع. في كل مرة تكون هناك أزمة في العالم، أول ما يطلبه مجلس الأمن هو وقف إطلاق النار، ثم المحادثات. وهذا ما يتعين علينا أن نفعله بشأن غزة أيضًا. ولا ينبغي أن يكون هناك استثناء".

وصياغة مشروع القرار الأمريكي الجديد، الذي تم تقديمه يوم الخميس، تحتوي لغة قوية تطالب بوصول المساعدات الإنسانية، وصياغة أكثر غموضًا بشأن الربط بين الهدنة واتفاق التبادل.

مشروع القرار الأمريكي مفصل، ويحتوي على 26 فقرة، تؤكد على المطالبة "بالتوصيل الفوري والآمن والمستدام ودون عوائق للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع مباشرة إلى السكان المدنيين الفلسطينيين في جميع أنحاء قطاع غزة".

قال دبلوماسي أوروبي في الأمم المتحدة إن التركيز على وقف إطلاق النار "الفوري" وعبارة "نحو تلك الغاية" يظهران تحركًا كبيرًا في الموقف الأمريكي

ويأتي هذا النص بعد تحذير من مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، من أن إسرائيل "ربما ترتكب جريمة حرب باستخدام التجويع كسلاح".

وقال دبلوماسي أوروبي في الأمم المتحدة إن التركيز على وقف إطلاق النار "الفوري" وعبارة "نحو تلك الغاية" يظهران تحركًا كبيرًا في الموقف الأمريكي. وقال الدبلوماسي: "أعتقد أن هذا تحول في القول بأن وقف إطلاق النار لا يتوقف على اتفاق محدد".

كما أن التغيير في اللغة الأمريكية يزيد من الضغوط على الحكومة الإسرائيلية، التي تصر على أنها ستنفذ هجومًا على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في مواجهة الاعتراضات الأمريكية القوية.

وستركز محادثات التبادل في الدوحة على سد الفجوة بين المواقف التفاوضية للطرفين. ورفضت إسرائيل اقتراح حماس بإطلاق سراح الأسرى مقابل اتفاق ينهي الحرب. وتركز إسرائيل بدلًا من ذلك على وقف مؤقت، يتم من خلاله إطلاق سراح 40 أسيرًا، لمدة ستة أسابيع لوقف الأعمال العدائية.