تتواصل المجاعة في التفشي داخل قطاع غزة، مع عدم وصول المساعدات الكافية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي والأستاذ الباحث في كلية فليتشر للقانون والدبلوماسية بجامعة تافتس في ماساتشوستس أليكس دي وال: "إن غزة هي بالفعل كارثة المجاعة الأشد حدة في العقود الأخيرة. وقد يتجاوز عدد القتلى بسبب الجوع والمرض قريبًا عدد الجثث الناجمة عن القنابل والرصاص".
قال البنك الدولي: إن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة لمنع الوفيات على نطاق واسع بسبب المجاعة خلال الشهرين المقبلين
وأضاف: "الأزمة الصحية في غزة لها زخمها المروع. وحتى لو انتهى إطلاق النار اليوم وبدأت شاحنات المساعدات في التحرك، فإن الموت سيستمر لبعض الوقت".
من جانبه، حذر البنك الدولي من أن نصف سكان قطاع غزة معرضون لخطر المجاعة الوشيك مع اقتراب نقص الغذاء من مستويات كارثية لأكثر من مليون شخص.
📹 الأم الغزاويّة تسجّل دروسًا للعالم من خلال سعيها الحثيث لتوفير مائدة طعام لأطفالها رغم الظروف القاسية.@palestineultra #عيد_الأم #MothersDay pic.twitter.com/tCZ7RZJgDq
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 21, 2024
وبعد نحو ستة أشهر من العدوان على غزة، قال البنك الدولي: إن هناك حاجة لاتخاذ إجراءات عاجلة لمنع الوفيات على نطاق واسع بسبب المجاعة خلال الشهرين المقبلين.
وتأتي هذه البيانات الجديدة الصادرة عن البنك الدولي، في الوقت الذي دعا فيه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إسرائيل إلى السماح بالوصول الفوري وغير المشروط إلى غزة للحصول على المساعدات عن طريق البر.
"4 بصلات وبيضتان" للعائلة الواحدة.. نازحون في جنوب #غزة يشتكون مما تقدمه الأونروا. pic.twitter.com/zw2kZeOBc1
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) March 18, 2024
وقال قبل اجتماعه مع رئيس المفوضية الأوروبية في بروكسل: "أدعو السلطات الإسرائيلية إلى ضمان الوصول الكامل وغير المقيد للطرق الإنسانية في جميع أنحاء غزة".
ووجد التحديث المنتظم الذي يصدره البنك الدولي أنه من بين سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، كان هناك 1.1 مليون نسمة في الفئة الأكثر تعرضًا للخطر، أي الأشخاص المعرضون للكوارث، وهو ما يعني خطر الإصابة بسوء التغذية الحاد أو الوفاة.
وكان هناك 854000 شخص آخرين، أي ما نسبته 38% في الفئة التالية، أي الأشخاص في حالات الطوارئ، حيث هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ الأرواح.
أما الـ 12% المتبقية فكانوا ضمن الفئة الثالثة: الأشخاص الذين يعيشون في أزمة.
"خطة إسرائيلية لتكليف مناهضين لحماس بتوزيع المساعدات".. جولة في أبرز ما تناولته الصحف العالمية في هذا الشأن pic.twitter.com/avDX7OImUz
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 21, 2024
وقال التقرير: "تكشف المسوحات الأسرية عن اتجاهات مثيرة للقلق، حيث تتخلى جميع الأسر تقريبًا عن وجبات الطعام يوميًا، ويعاني جزء كبير من الأطفال دون سن الثانية من سوء التغذية الحاد".
وأضاف البنك الدولي أن المجاعة المتوقعة يمكن أن تحدث في أي وقت من الآن وحتى أواخر أيار/مايو، وأن الظروف تتفاقم بسبب عدد من العوامل بما في ذلك الأعمال العدائية المستمرة، والأضرار واسعة النطاق التي لحقت بالبنية التحتية وتقييد وصول المساعدات الإنسانية، مما يعيق توصيل الإمدادات والخدمات الأساسية.
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إسرائيل إلى السماح بالوصول الفوري وغير المشروط إلى غزة للحصول على المساعدات عن طريق البر
وأشار غوتيريش إلى العدد الهائل من الأشخاص الذين يواجهون جوعًا كارثيًا، وقال إن القادة بحاجة إلى "التحرك الآن قبل فوات الأوان".
ومن المقرر أن يلقي غوتيريش كلمة أمام زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة، يوم الخميس، حيث سيُطلب منهم تبني استنتاجات تدعو إسرائيل إلى تجنب المجاعة. وبلغة متشددة، تنص مسودة الإعلان الأخيرة الآن على أنه يجب منح "الوصول الإنساني الكامل والسريع والآمن ودون عوائق" إلى غزة "لتزويد السكان المدنيين بالمساعدة المنقذة للحياة والخدمات الأساسية على نطاق واسع".
وقال أحد كبار المراسلين الدوليين في "الغارديان" بيتر بومونت إن "تهمة ’المجاعة من صنع الإنسان’ ضد إسرائيل مدعومة بمجموعة متزايدة من الأدلة"، مضيفًا: "من المرجح أن يؤدي اتهام الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية بأن إسرائيل قد ترتكب جريمة حرب بتجويع سكان غزة عمدُا إلى زيادة كبيرة في احتمالات المسؤولية القانونية لتل أبيب، بما في ذلك أمام محكمة العدل الدولية".