04-مايو-2023
Getty

شارك محرم إينجه في الانتخابات الرئاسية عام 2018، وحصد فيها نسبة تجاوزت 30% من الأصوات في مواجهة أردوغان (Getty)

سنان أوغان ومحرم إينجه يصفهما البعض بـ "مرشحي الظل" بسبب التركيز الإعلامي المنصب أساسًا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعيم المعارضة كما كليجدار أوغلو في السباق الرئاسي التركي المقرر عقده في 14 من أيار/مايو الجاري، وعلى الرغم من "استبعاد" فوزهما في الانتخابات إلا أن الاستطلاعات تؤكّد تزايد الدعم الشعبي لهما. 

التركيز في الانتخابات يدور حول رجب طيب أردوغان وكمال كليجدار أوغلو

وشارك محرم إينجه في الانتخابات الرئاسية عام 2018، وحصد فيها نسبة تجاوزت 30% من الأصوات في مواجهة أردوغان، هذا فضلًا عن مواقفهما السياسية المثيرة، مما يمنحهم الفرصة للتأثير على الانتخابات دون الفوز بها.

سنان أوغان القومي المتطرّف

لا يخفي سنان أوغان المولود 1967، وهو القومي المتطرف، العداء للاجئين، ولذلك تعهد بطردهم خلال عام واحد إذا قدّر له الفوز بالسباق الرئاسي، وهو بهذا التوجه لا يكون نشازًا عن التحالف الذي دفع به للمعترك الانتخابي الرئاسي، وهو تحالف "الأجداد اليميني" المكون من أحزاب "النصر والقويم والتحالف وحزب دولتي"، مع الإشارة إلى أن سنان أوغان لم يتمكن من الحصول على أكثر من مائة ألف توقيع مطلوبة لقبول الترشح للانتخابات الرئاسية، إلا أن منح لجنة الانتخابات تمديدًا لمدة يوم قبل انتهاء المهلة المحددة، مكنه من استكمال ترشحيه.

.

وبإطلالة سريعة على أبرز تعهداته الانتخابية، نرى تعهده بإلغاء النظام الرئاسي والعودة إلى النظام البرلماني، وهو هدف يتشارك به مع معظم أحزاب المعارضة التركية. 

أمّا على الصعيد العنصري، فقد تعهد أوغان "حل المشاكل الديمغرافية التي سببتها هجرات الشعوب الأخرى باتجاه تركيا"، وفق تعبيره. حيث يتوسع في ذلك، بالقول: "التأكيد على تأمين عودة آمنة للمهاجرين وخصوصا السوريين إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن".

Getty

في الاقتصاد، يتحدث برنامجه عن "تشكيل اقتصاد إنتاجي ودعم قطاع الزراعة والوصول إلى الاكتفاء الذاتي غذائيًا"، بالإضافة إلى ما وصفه بـ"دعم الديمقراطية في تركيا وتحقيق العدالة والدفاع عن حقوق الإنسان" رغم برنامجه العنصري.

أما اللافت في تجربته السياسية هو تعرضه للطرد من "حزب الحركة القومية" لمرتين، فقد التحق بالحزب في فترة مبكرة من الألفية الثانية، وكان مقربًا من رئيس الحزب "دولت بهتشلي" الذي كان يمده بالدعم المعلوماتي منذ عام 2006، من خلال التقارير والتحليلات التي أعدها حول قضايا السياسة الخارجية والأمن، ما دفع بهتشلي إلى ترشيحه للبرلمان عن ولاية أيدر التي ولد ونشأ فيها عام 2011، ليصبح  نائبًا في البرلمان الذي شغل فيه منصب عضو لجنة الدستور البرلمانية ولجنة الشؤون الخارجية.

أصوات من تحت الركام

وبالعودة لحادثتيْ طرده من حزب الحركة القومية، فقد كانت الأولى عام 2015 بعدما أعلن ترشحه لمنصب رئيس حزب الحركة القومية، إلا أن المحكمة ألغت قرار الطرد ليعود من جديد إلى الحزب، الذي طرد منه مرة أخرى في 2017 مع ثلاثة نواب آخرين، لإعلانهم التصويت بـ"لا" في الاستفتاء على التعديل الدستوري، وقيامهم بحملة نشطة في صفوف الحزب للدعوة لذلك، فقرر مجلس الانضباط المركزي في الحزب معاقبة الأربعة بـ"الطرد النهائي". لكن ذلك لم يدفعه إلى الانتقال إلى حزب آخر أو تأسيس حزب جديد إذ أعلن تعليقًا على قرار طرده "أنه سيبقى مخلصًا لحزبه ونضاله رغم العروض التي قدمت له".

محرّم إنجه.. ما بين المعارضة والحكم

يعدّ  محرم إنجه 1964 أحد الوجوه الكمالية البارزة في تركيا، وكان إلى حد قريب أحد أهم الأسماء في حزب الشعب الجمهوري المعارض الذي دخل من خلاله البرلمان لأربع فترات متتالية قبل أن ينشق عنه عام 2021 بسبب ما وصفها بالانحرافات الإيديولوجية الخطيرة في الحزب، ليؤسس حزبًا جديدًا باسم "حزب البلد" الذي يطرح مشروعًا بديلًا، كما يدّعي، عن المعارضة التقليدية وحكومة العدالة والتنمية.

Getty

سبق لإنجه خوض الانتخابات الرئاسية عندما دفع به حزب الشعب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية التركية عام 2018، لمواجهة أردوغان، حيث حل ثانيًا في الانتخابات بحصوله على نسبة 30.67% من الأصوات، أي 15 مليونًا و216 ألفًا و199 صوتًا.

شارك محرم إينجه في الانتخابات الرئاسية عام 2018، وحصد فيها نسبة تجاوزت 30% من الأصوات في مواجهة أردوغان

وإثر تلك الانتخابات بدأت متاعبه مع حزب الشعب الجمهوري حيث دعا إلى عقد مؤتمر استثنائي للإطاحة بزعيم الحزب كمال كليجدار أوغلو، لكنه لم يتمكن من جمع العدد الكافي من التوقيعات لعقد المؤتمر، ما دفعه إلى الانشقاق وتأسيس "حركة البلد" في الرابع من نيسان/أبريل 2020 التي أصبحت حزبًا 17 أيار/مايو 2021 بعد إعلانه استقالته بشكلٍ رسمي من حزب الشعب 5 شباط/فبراير 2020.