10-يونيو-2023
gettyimages

الحديث يدور عن ارتفاع وتيرة التعاون بين روسيا وإيران في مجال المُسيّرات بعد استخدامها المكثف في ضرب عمق أوكرانيا (Getty)

تعلب إيران دورًا في الغزو الروسي لأوكرانيا، من خلال تزويد روسيا بالطائرات المُسيّرة، وهي أمر اعترفت به طهران سابقًا، مع تأكيدها على أنها قامت به "قبل بداية الحرب على أوكرانيا"، وعقب تزايد التقارير عن استخدام المُسيّرات الإيرانية في ضرب العمق الأوكراني، قرر البرلمان الأوكراني فرض عقوبات على طهران لمدة 50 عامًا. والتطور الأبرز في هذا السياق، هو اتهام البيت الأبيض لإيران بتكثيف تزويدها لروسيا بالمُسيّرات.

اتهم البيت الأبيض، إيران بتزويد روسيا بمواد تساعدها على بناء مصنع للطائرات المُسيّرة في روسيا

واتهم البيت الأبيض، إيران بتزويد روسيا بمواد تساعدها على بناء مصنع للطائرات المسيّرة في روسيا. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إن المصنع سيتمكن من العمل بطاقته الكاملة، مطلع العام المقبل، وتصبح روسيا قادرة على إنتاج مُسيّرات إيرانية على أراضيها، في المنطقة الاقتصادية الخاصة "ألابوغا"، الواقعة على بعد 900 كلم تقريبًا شرق موسكو.

تعاون دفاعي

وقال كيربي في الوقت نفسه، عرضت روسيا على إيران تعاونًا دفاعيًا غير مسبوق، حيث تسعى طهران للحصول على معدات عسكرية بمليارات الدولارات من موسكو، بما في ذلك طائرات مقاتلة من طراز سوخوي "Su-35"، وطائرات تدريب مقاتلة من طراز "Yak-130"، ومروحيات هجومية ورادارات.

زكي وزكية الصناعي

وحذر كيربي من أن "هذه الشراكة الدفاعية الواسعة النطاق تضر بأوكرانيا، وجيران إيران والمجتمع الدولي"، وأضاف "نحن نواصل استخدام جميع الأدوات المتاحة لنا لفضح هذه الأنشطة وتعطيلها، ونحن على استعداد لبذل المزيد"، وفق قوله.

تشديد العقوبات

وأكد كيربي، على أن "الولايات المتحدة ستواصل فرض عقوبات على الكيانات المتورطة في نقل المعدات العسكرية الإيرانية إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا، هذا بالإضافة إلى الخطوات الجديدة التي اتخذتها إدارة بايدن، إلى جانب الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة بالفعل لتقييد نقل المكونات الإلكترونية الموجودة في الطائرات الإيرانية المُسيّرة إلى ساحة المعركة في أوكرانيا"، مشددًا على أن "نقل الطائرات المُسيّرة يشكل انتهاكًا لقواعد الأمم المتحدة، والولايات المتحدة ستسعى إلى محاسبة البلدين".

وسبق أن فرضت واشنطن عقوبات ضد شخصيات وكيانات إيرانية اتهمت بتصنيع أو نقل الطائرات الإيرانية المُسيّرة، التي استخدمتها روسيا في هجماتها التي استهدفت البنية التحتية المدنية في أوكرانيا.

مصنع الطائرات المسيَّرة

دليل توجيهي

وأشار كيربي، إلى أن "الإدارة الأمريكية تخطط للإعلان عن استشارة جديدة للحكومة الأمريكية لمساعدة الشركات والحكومات الأخرى على فهم أفضل للمخاطر التي يشكلها برنامج إيران (المتعلق بالطائرات المسيّرة بدون طيار)، والممارسات غير المشروعة التي تستخدمها إيران لشراء مكونات لهذا البرنامج".

وأضاف كيربي أن هذه المعلومات "سيساعد الحكومات والشركات على وضع تدابير لضمان عدم مساهمتها عن غير قصد في برنامج الطائرات المسيَّرة الإيراني".

وفي هذا الصدد، نشرت وزارة الخزينة الأمريكية في وقتٍ سابق من مساء أمس، "دليلًا توجيهيًا"، تحذر فيه الشركات وحتى الأفراد في العالم من اتخاذ أي خطوات من شأنها دعم برنامج إيران لتصنيع الطائرات المسيّرة.

getty

تكنولوجيا أمريكية

وسلطت الاستشارة الضوء على العناصر الرئيسية التي سعت إليها إيران لتطوير طائراتها المُسيّرة، بما في ذلك الإلكترونيات مثل المعالجات وأجهزة التحكم.

وفرضت الولايات المتحدة قيودًا وعقوبات صارمة على الصادرات لمنع إيران من الحصول على المواد اللازمة لطائراتها المُسيّرة، ورغم ذلك ظهرت أدلة تشير إلى أن إيران تجد وفرة من التكنولوجيا المتاحة تجاريًا، بما في ذلك المكونات المصنعة من قبل الشركات الأمريكية.

وفي هذا السياق، أطلقت إدارة بايدن فريق عمل العام الماضي، للتحقيق في كيفية وصول المكونات الأمريكية والغربية، بما في ذلك الإلكترونيات الدقيقة الأمريكية الصنع، إلى الطائرات المُسيَرة إيرانية الصنع، التي تستخدمها روسيا.

مسار نقل الطائرات المسيَّرة الإيرانية إلى روسيا (Reuters)

مسار نقل الطائرات المُسيّرة

وكشف البيت الأبيض، عن معلومات استخباراتية رفعت عندها السرية، تظهر مسار إمداد الطائرات المسيَّرة الإيرانية المتجهة نحو مواقع الإطلاق الروسية في شمال وشرق أوكرانيا.

ووفقًا للخريطة التي نشرها البيت الأبيض، يتم شحن الطائرات المُسيّرة من شمال إيران عبر بحر قزوين إلى ميناء محج قلعة الروسي الذي ساعدت إيران في تطويره، ثم برًا إلى قاعدتين عسكريتين روسيتين بالقرب من الحدود الأوكرانية.

تعاون غير مسبوق

وتحدث مستشار مجلس الأمن القومي في إدارة ترامب والباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات أنتوني روجيرو، لـ"الواشنطن بوست"، قائلًا: "إيران تدعو الآن روسيا إلى رد الجميل على مساعدتها في حرب أوكرانيا"، مشيرًا إلى أن "تعميق العلاقات الإيرانية الروسية سيعزز موقف طهران في الشرق الأوسط، ويشكل تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة وإسرائيل".

يذكر أن صحيفة "الغارديان" البريطانية، كشفت نقلًا عن مصادر إيرانية مطلعة، عن استخدام طهران سفن وشركة طيران مملوكة للدولة لتهريب أنواع جديدة من الطائرات المسيّرة إلى روسيا لاستخدامها في حربها على أوكرانيا.

بودكاست مسموعة

وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن الطائرات المسيّرة التي حصلت عليها روسيا، على عكس طائرات شاهد "131" و شاهد "136"، والتي استخدمتها روسيا بكثافة في الغارات الانتحارية ضد أهداف أوكرانية، فقد صُممت هذه الطائرات المسيّرة لتحلق على ارتفاع أعلى لإلقاء القنابل والعودة إلى القاعدة سليمة.

ومنذ حزيران/ يونيو من العام الماضي، والمصادر الأوكرانية والغربية، تتحدث عن وصول مئات الطائرات المسيّرة الإيرانية لروسيا، التي استخدمتها في الحرب على أوكرانيا، وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، كشفت السلطات الأوكرانية عن استخدام طائرة "مهاجر 6 " في أوكرانيا من قبل القوات الروسية.

صحيفة "الغارديان" البريطانية، كشفت نقلًا عن مصادر إيرانية مطلعة، عن استخدام طهران سفن وشركة طيران مملوكة للدولة لتهريب أنواع جديدة من الطائرات المسيّرة إلى روسيا لاستخدامها في حربها على أوكرانيا

وفي وقتٍ سابق، أعلنت روسيا وإيران عن  مشروع لإنشاء خط سكة حديد  يربط بين مدينتي رشت وأستارا الإيرانيتين، ويُعدّ الخط الجديد جزءًا من مشروع إيراني وروسي مشترك لإقامة ممر نقل دولي يربط بين الشمال والجنوب، وبالتحديد بين الهند وإيران وروسيا وأذربيجان وعدة دول أخرى عن طريق السكك الحديدية والبحر، وتُعلّق روسيا على هذا الخط أهمية استراتيجية كبيرة، حيث  يهدف إلى أن يكون طريقًا للالتفاف على الطرق البحرية التقليدية، والعقوبات الدولية.