18-مايو-2023
Getty

نمو كبير للتحالف بين روسيا وإيران، يتجه ليصبح علاقةً استراتيجية (Getty)

وقعت موسكو وطهران اتفاقًا جديدًا يقضي بإنشاء خط للسكك الحديدية في إيران يربط بين مدينتي رشت وأستارا الإيرانيتين، ويعدّ الخط الجديد جزءًا من مشروع إيراني وروسي مشترك لإقامة ممر نقل دولي يربط بين الشمال والجنوب، وبالتحديد بين الهند وإيران وروسيا وأذربيجان وعدة دول أخرى عن طريق السكك الحديدية والبحر، وتُعلّق روسيا على هذا الخط أهمية استراتيجية كبيرة، حيث تعتبر أن هذا الممر يمكنه منافسة قناة السويس بوصفه طريقًا رئيسيًا للتجارة العالمية.

مؤشرات متزايدة على تعمق العلاقة بين روسيا وإيران، تتكثف خلال الفترة الأخيرة

وقد شهد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني إبراهيم رئيسي التوقيع على الاتفاق عبر فيديو، وتزامن هذا الحدث مع بدء نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، المسؤول عن دبلوماسية الطاقة، زيارةً لإيران لتعزيز التعاون في قطاع النفط والغاز بين الجانبين الروسي والإيراني. 

وفي أول تعليق روسي على مسار النقل الجديد، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن، ما وصفه، بـ "مسار النقل الفريد" بين الشمال والجنوب، الذي سيصبح خط السكك الحديدية بين رشت وأستارا جزءًا منه، "سيساهم في تنويع تدفقات حركة النقل العالمية بشكل كبير".

 

Getty

مردفًا القول "إن خط السكك الحديدية -الذي يبلغ طوله 162 كيلومترًا على طول ساحل بحر قزوين- سيساعد في ربط الموانئ الروسية على بحر البلطيق بالموانئ الإيرانية المطلة على المحيط الهندي والخليج".

أمّا الرئيس الإيراني فقال "إن هذا الاتفاق بلا شك خطوة مهمة واستراتيجية في مجال التعاون بين طهران وموسكو".

يشار إلى أن روسيا بدأت "تصدير الوقود إلى إيران عبر السكك الحديدية هذا العام للمرة الأولى بعد أن تجنب زبائن روسيا التجارة مع موسكو".

Getty

تعزيز دبلوماسية الطاقة بين البلدين

في الأثناء وصل نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إلى العاصمة الإيرانية طهران يوم الثلاثاء لتعزيز التعاون بين إيران وروسيا في قطاع النفط والغاز.

وبحسب بيان صادر عن الحكومة الروسية، فقد التقى نوفاك بوزير النفط الإيراني جواد أوجي، والتقى عددًا من المسؤولين الإيرانيين القائمين على مؤسسات تصنيع معدات النفط والغاز، حيث بحث معهم "آفاق العمل معًا في قطاعات الوقود والطاقة والنقل". 

واعتبر نوفاك في أول تصريح له حول زيارته لطهران أن "صناعة النفط والغاز هي العمود الفقري لاقتصاد بلدينا. وتعزيز التعاون الثنائي في هذا المجال سيزيد بلا شك من الاستدامة الاقتصادية لروسيا وإيران"، على حد قوله.

كما كشف بيان الحكومة الروسية أن الطرفين الإيراني والروسي "بحثا التعاون في مجال الطاقة الكهربائية والنووية ومصادر الطاقة المتجددة".

وتشهد العلاقات بين طهران وموسكو تصاعدًا في وتيرتها منذ عامين تقريبًا، وتثير هذه العلاقة التي تتوطد يومًا بعد آخر قلق الولايات المتحدة الأمريكية التي فرضت سلسلة عقوبات على روسيا وإيران بسبب تعاونهما العسكري الذي استفادت منه موسكو في حربها على أوكرانيا، لجهة حصول الأخيرة على الطائرات المسيرة الإيرانية.

وفي هذا السياق، تُعدّ العقوبات المفروضة على البلدين دافعًا لهما، حسب المتابعين، "إلى تعزيز علاقاتهما السياسية والاقتصادية"، حيث تعتبر الدولتان أن العقوبات غير مبررة.

يشار إلى أنّ مسار العقوبات الأمريكية على إيران التي تحتوي على ربع احتياطيات النفط في الشرق الأوسط، بدأ منذ عام 1979، وتعززت العقوبات الأمريكية والغربية على إيران مع الشروع في برنامجها النووي، ما شلّ الاقتصاد الإيراني بشكل كبير. أمّا فرض العقوبات على روسيا، فقد جاء بسبب حربها على أوكرانيا، في موجة مفتوحة من العقوبات "غير المسبوقة" عالميًا.

يُعد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، المسؤول عن دبلوماسية الطاقة في روسيا

وملامح التحالف الروسي الإيراني، ظهرت للعلن مع تزايد التقارير الغربية، عن قيام طهران بتزويد موسكو بالطائرات المُسيّرة، وذلك لدعم مجهودها الحربي في غزوها المتعثر لكييف.