13-فبراير-2023
getty

معظم الطائرات المُسيّرة وصلت إلى روسيا عن طريقة سفينة إيرانية وما تبقى عبر شركة طيران مملوكة للدولة في إيران (Getty)

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، نقلًا عن مصادر إيرانية مطلعة، عن استخدام طهران سفن وشركة طيران مملوكة للدولة لتهريب أنواع جديدة من الطائرات المُسيّرة طويلة المدى إلى روسيا لاستخدامها في حربها على أوكرانيا.

يتعزز التحالف بين موسكو وطهران منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا بشكلٍ كبير، وكانت مُسيّرات الإيرانية أبرز معالم التحالف

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران سلمت ما لا يقل عن 18 طائرة مُسيّرة إلى الجيش الروسي، وذلك بعد زيارة من قبل ضباط روس إلى طهران في شهر تشرين ثاني/ نوفمبر، حيث تم عرض المجموعة الكاملة من التقنيات الإيرانية في صناعة المُسيّرات عليهم.

وخلال الزيارة، اختار الوفد الروسي المكون من 10 أفراد ست طائرات مُسيّرة من طراز مهاجر-6، يبلغ مداها حوالي 200 كيلومتر وتحمل صاروخين تحت كل جناح، إلى جانب 12 طائرة مُسيّرة من طراز 191 و129، بحسب الغارديان.

getty

وتشير الصحيفة، إلى أن الطائرات المُسيّرة التي حصلت عليها روسيا، على عكس طائرات شاهد- 131 و136، والتي استخدمتها روسيا بكثافة في الغارات الانتحارية ضد أهداف أوكرانية، فقد صُممت هذه الطائرات المُسيّرة لتحلق على ارتفاع أعلى لإلقاء القنابل والعودة إلى القاعدة سليمة.

وهذا الكشف الجديد، يظهر التقارب المتزايد بين موسكو وطهران، والذي تعزز منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، وتطور بشكلٍ كبير، حيث كشفت تقارير صحيفة سابقة عن قيام إيران وروسيا، بتطوير نظام جديد للتبادل المالي، بدلًا من نظام سويفت، بالإضافة إلى تفكير إيراني، بإنشاء مصنع للطائرات المُسيّرة في روسيا. 

ومنذ حزيران/ يونيو الماضي، المصادر الأوكرانية والغربية، تتحدث عن وصول طائرات مُسيّرة إيرانية لروسيا، التي استخدمتها في الحرب على أوكرانيا، وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، كشفت السلطات الأوكرانية عن استخدام طائرة مهاجرة- 6 في أوكرانيا من قبل القوات الروسية.

كما تحدث مصادر إعلامية، عن توجه روسيا نحو إيران وكوريا الشمالية، من أجل تجديد مخزونها من الصواريخ البالستية، فيما لا تظهر أيّ علامات على موافقة طهران على ذلك حتى الآن.

وجاء في الغارديان، أن معظم الطائرات المُسيّرة المرسلة إلى روسيا وصلت عن طريق سفينة إيرانية سرًا من قاعدة في ساحل بحر قزوين ثم نقلت عبر البحر إلى زورق تابع للبحرية الروسية، فيما وصلت ما تبقى منها عبر شركة طيران إيرانية مملوكة للدولة.

ويشار إلى أن إيران على الحدود الجنوبية لبحر قزوين وروسيا على الحدود الشمالية الغربية للبحر، وهو أكبر تجمع مائي داخلي في العالم، مما يجعل عملية النقل المادي بين الدول الحليفة أمرًا سهلاً نسبيًا.

getty

وبحسب الغارديان، وصل إلى روسيا، عناصر فنية إيرانية للمساعدة في تشغيل المُسيّرات. فيما تحدثت الصحيفة البريطانية عن أن هذا النوع من المُسيّرات، يتم إنتاجه داخل مصنع عسكري في وسط مدينة أصفهان، والذي استهدفته إسرائيل في 28 تشرين ثاني/ يناير، وترجح المصادر الإعلامية التي كشفت عن الهجوم الإسرائيلي، أنه مرتبط بالتصورات الأمنية الإسرائيلية، وأن دولة الاحتلال لم تكن تحاول التدخل في حرب أوكرانيا.

وتتحدث الصحيفة عن أن آخر عملية تسليم طائرات مُسيّرة ودخلت الخدمة في حرب أوكرانيا، حدثت في 20 تشرين أول/ نوفمبر، فيما كان المتوقع وصول المزيد من المُسيّرات، لكن الضربة الإسرائيلية، تسببت في ضرر كبير للمصنع، مما عطل إرسال المزيد من الأسلحة إلى روسيا.

getty

وحول العلاقات النامية بين طهران وموسكو، فإن الحرس الثوري الإيراني كان في طليعة الروابط المتنامية، حيث لعب كبار قادته مثل، خليل محمد زاده وسليمان حميدي وعلي شمخاني، أدوارًا مركزية في صادرات الطائرات المُسيّرة إلى روسيا.

واعتمدت الغارديان، على مصادر لديها معرفة مباشرة في عملية بيع المُسيّرات وتفاصيل التصنيع وقدراتها، مشيرةً إلى أن طائرات مهاجر- 6 التي وصلت إلى روسيا، تستطيع التحليق لمدة 6 ساعات وتعمل بالطاقة الكهربائية، ويمكن أن تحمل قنابل بوزن 40 كجم، كما تمتلك أنظمة تصوير متقدمة وقدرة استهداف عالية الدقة.

تحدثت تقارير إعلامية عديدة وتحقيقات أمريكية رسمية عن كون إيران تستخدم تقنيات غربية بما فيها مركبات إسرائيلية في صناعة مُسيّراتها

أمّا مُسيّرة شاهد- 129، فهي تستطيع أن تحمل 60 كجم من المتفجرات، ولكن يمكن أنها تحلق لمدة أربع ساعات فقط، بينما يمكن لطائرة شاهد- 191 أن تطير لمدة خمس ساعات وأن تحمل 70 كجم. وبحسب الغارديان، "يقال إن كلاهما يطير باستخدام محرك معدل، صنع في ألمانيا". فيما تنقل الغارديان عن مصادرها أن روسيا تفضل المُسيّرات الإيرانية لقدرتها على التغلب على أنظمة التشويش.