24-فبراير-2024
تقدم في صفقة التبادل

أكد القيادي في حماس محمد نزال لـ"الترا فلسطين" أن الحركة "لن تبدي تنازلات" في عملية التفاوض (Getty)

عاد الوفد الإسرائيلي، من العاصمة الفرنسية باريس، بعد جولة جديدة من المفاوضات، بهدف بحث صفقة تبادل للأسرى، بين حركة حماس وإسرائيل، والتوصل إلى وقف إطلاق نار. فيما تحدثت مصادر من حركة حماس، عن أنها لم تحصل على أي تحديث أو رد على مطالبها من اجتماع باريس.

وقالت مصادر في حماس لـ"التلفزيون العربي": "الوقائع تشير إلى تراجع الاحتلال عن التزاماته في لقاء باريس السابق"، وأضافت: "لا معلومات لدينا عن لقاء باريس أو وجود مؤشرات إيجابية في مواقف الاحتلال".

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، سيتم العقد المزيد من المباحثات. موضحةً: "تم التوصل إلى إطار جديد خلال المحادثات في باريس. وهناك تقدم ومن الممكن أن يتم التوصل إلى اتفاق قريبًا، والمفاوضات لا تحتاج إلى وقت طويل".

قال القيادي في حماس عبد الرحمن شديد لـ"التلفزيون العربي"، إن "الحركة لم تحصل حتى الآن، على أي تحديث جديد من مفاوضات باريس، ولم تبلغ بأي تقدم في المفاوضات"

وأضافت هيئة البث الرسمية: "تلقت إسرائيل رسائل من وسطاء يفيدون برغبة حماس في التقدم في المفاوضات". وقال مسؤول دبلوماسي: إن "هناك تقدم في قضية إطلاق الأسرى وسيتم مناقشة الأسماء قريبًا". وأوضح المسؤول: "يجب أن يكون هناك شفافية مع عائلات الأسرى في غزة، أن كل شيء قابل للتغيير". مشيرةً إلى أن الكابنيت الإسرائيلي، سوف يجتمع اليوم مساءً، للحصول على تحديث حول الاقتراح.

وأشارت القناة 12 الإسرائيلية، إلى أن "المحادثات كانت جيدة، وهناك تقدم كبير. وهناك أساس يمكن من خلاله بناء الخطة والمفاوضات".

وأوضحت: "خلاصة القول، الأخبار الصادرة عن قمة باريس هي أن هناك تضييقًا للفجوات وموقفًا إيجابيًا يسمح بفتح المفاوضات"، مشيرةً إلى احتمالية التوصل إلى الاتفاق قبيل شهر رمضان.

وفي سياق متصل، قال مصدر مصري مطلع على ملف العدوان على غزة، لـ"العربي الجديد"، إن "المشاورات متواصلة على أكثر من مستوى من أجل التوصل إلى اتفاق قبل حلول شهر رمضان". مضيفًا: أن هناك "اتصالات رفيعة المستوى جرت، خلال الأيام الأخيرة الماضية، بين مسؤولين مصريين وآخرين إسرائيليين وأمريكيين، حذرت مصر خلالها من خطورة المساعي الإسرائيلية الرامية لشن عملية عسكرية في رفح قبيل شهر رمضان".

وأضاف المصدر أن "المسؤولين المصريين أكدوا، خلال تلك الاتصالات، أن استمرار العمليات العسكرية بشكل عام، وشن عملية واسعة في رفح خلال رمضان، سيضع المنطقة برمتها على فوهة بركان، وأن خطورة ذلك لن تكون على إسرائيل فقط، ولكن على جميع دول المنطقة".

وحذر المسؤولون المصريون، بحسب المصدر، من أن هذا الأمر "سيضع المصالح الأمريكية والإسرائيلية في دول المنطقة تحت خطورة داهمة، نظرًا لطبيعة الشهر، والتجمعات الكبيرة اليومية التي تحصل خلاله، وهو ما يعد فرصة كبيرة لخروج تظاهرات ضخمة، وكذلك إمكانية تحولها لمهاجمة المصالح المرتبطة بالدول الداعمة لتل أبيب".

في غضون ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية غربية في القاهرة، لـ"العربي الجديد"، عن "تحركات أوروبية واسعة لدعم موقف الوسطاء القطريين والمصريين، في ظل دفع الإدارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق يقضي بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ويوقف إطلاق النار قبل حلول شهر رمضان". 

وقال دبلوماسي غربي، تنخرط بلاده في محادثات خاصة بجهود الوساطة، إن "الأزمة تتمثل في وجود حالة من عدم الثقة بموقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشأن الإرادة المتعلقة بوقف إطلاق النار".

وتابع الدبلوماسي الغربي بأن نتنياهو "لا يفصح عن كل الأمور التي يفكر فيها، سواء لحلفائه في الداخل أو حتى لداعمي إسرائيل في الخارج".

وفي أثناء بداية المفاوضات، كان الحديث في إسرائيل يدور عن "تفاؤل حذر" بنجاح المفاوضات هذه المرة، وقد وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على توسيع صلاحيات الوفد الإسرائيلي الذي يمكنه مناقشة تفاصيل صفقة التبادل، بعدما منعه عن ذلك قبل أيام في مصر.

ساعات حاسمة

وقال القيادي في حماس عبد الرحمن شديد لـ"التلفزيون العربي"، إن "الحركة لم تحصل حتى الآن، على أي تحديث جديد من مفاوضات باريس، ولم تبلغ بأي تقدم في المفاوضات". ووصف ما ورد في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن إعلان باريس بأنه "إعلان من طرف واحد".

من جانبه، قال القيادي في حماس محمد نزال للتلفزيون العربي: "الساعات المقبلة ستكشف عن إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النار قبل شهر رمضان من عدمه".

وأضاف القيادي نزال للعربي: "سنواصل التفاوض عبر الوسيطين القطري والمصري من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار في غزة"، موضحًا: "سنطلع خلال ساعات على نتائج مباحثات باريس".

بدوره، قال القيادي في حماس أسامة حمدان: إن الحركة "انطلقت في مواقفها من أولوياتها الواضحة في وقف العدوان على أبناء شعبنا في قطاع غزة، وإنهاء معاناتهم الإنسانية، التي سببتها آلة القتل والدمار الصهيونية، وحرية حركة شعبنا، وعودتهم إلى بيوتهم ومناطقهم في شمال القطاع، وفي كل مناطقه، وضرورة الإغاثة العاجلة والإيواء وبدء الإعمار".

وعن المفاوضات، قال إن "حكومة الاحتلال ترى في إطالة الحرب هدفًا أساسيًا وتتبنى موقفًا متعنتًا من مطالبنا"، مؤكدًا أن "نتنياهو يماطل ويعوق التوصل إلى أي اتفاق ويحمّل وفده إلى المفاوضات لاءات أربعة". وأضاف أن "نتنياهو يكذب على الجميع ويخدع أهالي الأسرى بزعمه إمكانية تحريرهم بالقوة".

وشدد حمدان على أن الحركة متمسّكة بمطالبها، و"تتعامل بروح إيجابية" مع مقترحات ومبادرات الوسطاء، لافتًا إلى أن الاحتلال "يعرقل أي اتفاق".

وفي يوم الخميس،  أجرى موقع الترا فلسطين، مقابلة خاصة مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزّال، حول تطورات المفاوضات المبنيّة على ورقة باريس، وأبرز القضايا العالقة التي يعترض عليها الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار نزال، إلى أن تعثر المفاوضات "نتيجة إصرار الاحتلال على عدم إعطاء تعهّدات للانسحاب من غزة عاجلًا أو آجلًا، وإصراره على تقييد حركة الأفراد والبضائع من قطاع غزة وإليه، ورفض إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وهذا يشكّل عقبة في سير التفاوض من قبل الاحتلال الذي يتعامل بنفس طويل بهدف الخداع والتذاكي، ولذا لا ندري الآن متى تسفر المفاوضات عن نتائج نبتغي الوصول إليها".

شدد حمدان على أن الحركة متمسّكة بمطالبها، و"تتعامل بروح إيجابية" مع مقترحات ومبادرات الوسطاء، لافتًا إلى أن الاحتلال "يعرقل أي اتفاق"

وأكد محمد نزال، أن حركة حماس "لن تبدي تنازلات" في عملية التفاوض، لأنها تستند إلى جدارين صلبين، وهما: "استمرار المقاومة في التصدي وحمل السلاح والإثخان في جيش الاحتلال، بالإضافة للأسرى الإسرائيليين الذين بيد المقاومة، حيث أفرج سابقًا عن 1027 أسيرًا فلسطينيًا مقابل جندي إسرائيلي واحد وهو جلعاد شاليط، والآن تمتلك المقاومة ما بين 100 - 150 أسيرًا جلّهم من العسكريين الجنود والضبّاط".

وأوضح محمد نزال، أن لدى حركة حماس خمسة مطالب أساسية قدمت للوسطاء، وهي: أن تؤدي المفاوضات للانسحاب الشامل من قطاع غزّة، ثم وقف إطلاق النار، وإجراء صفقة تبادل أسرى، وإدخال المساعدات بشتى أنواعها دون قيد أو شرط، ثم البدء بإعادة الإعمار فور انتهاء الحرب، وتوقف الاحتلال عن انتهاك المسجد الأقصى، مضيفًا: "هذه العناوين العاجلة التي طرحتها حماس، وهناك عناوين أخرى لما بعد الحرب لم نتحدث بها بعد".