14-فبراير-2024
نتنياهو لا يفضل تحقيق صفقة تبادل للأسرى

(Getty) خلاف أساسي على مدة وقف إطلاق النار وعدد الأسرى في صفقة التبادل

تتواصل مباحثات، عقد صفقة تبادل وهدنة مؤقتة في قطاع غزة، بالعاصمة المصرية القاهرة، على مستويات منخفضة، وسط استمرار تلويح نتنياهو بالهجوم على رفح، وارتفاع عدد الضحايا في قطاع غزة. فيما انتهى اليوم الأول من المباحثات، دون التوصل إلى اتفاق أو تحقيق أي انفراجة بالملف، نظرًا لعدم رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بالتوصل إلى تقدم في هذا الملف.

وانتهت المحادثات على المستويات الرفيعة، وستستمر المحادثات التي يشارك فيها مسؤولون على مستوى أدنى لمدة ثلاثة أيام أخرى، وفقًا لمسؤول مصري وأمريكي تحدثوا لـ"نيويورك تايمز". ووصفوا المفاوضات يوم الثلاثاء، بأنها واعدة، لكن إسرائيل وحماس لم تقتربا بعد من التوصل إلى اتفاق.

والعقبة الرئيسية، بحسب مسؤول أمريكي، هي الخلاف حول عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلق إسرائيل سراحهم من سجونها، مقابل إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينية.

قال المعلق العسكري لـ"هآرتس": "صفقة الرهائن الجديدة لم تكن أولوية قصوى بالنسبة للوفد الإسرائيلي في القاهرة"

وأرسل الرئيس الأمريكي جو بايدن، مدير وكالة المخابرات المركزية، ويليام بيرنز، للانضمام إلى المحادثات، وقال إنه تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة مصر وقطر "لدفع هذا الأمر للأمام" خلال الشهر الماضي. 

وقال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، يوم الثلاثاء، إن المحادثات "تسير في الاتجاه الصحيح" لكنه امتنع عن تقديم تفاصيل.

وقال بايدن، إن المفاوضين في القاهرة كانوا يأملون في التوصل إلى اتفاق من شأنه عقد صفقة التبادل ووقف القتال لمدة ستة أسابيع على الأقل.

ومع عودة الوفد الإسرائيلي من المحادثات في القاهرة، قالت مصادر مصرية، إن هناك نية لمواصلة المناقشات على مستويات منخفضة في الأيام المقبلة. وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، في إسرائيل ينتظرون موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو للمضي قدمًا.

وقال مسؤولون أميركيون لشبكة سي بي إس، في نهاية يوم المحادثات في القاهرة: "المحادثات كانت جيدة، لكن لم يتم التوصل إلى أي انفراجة حتى الآن".

ويقول مسؤولون أميركيون تحدثوا إلى صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن المفاوضات انتهت دون تقدم ملموس أو انفراج، وأنه لا تزال هناك فجوات بين إسرائيل وحماس، لكنهم أوضحوا أن المفاوضات لم تنهار وستستمر في الأيام المقبلة.

وقال مسؤولون مصريون تحدثوا للصحيفة الأمريكية، إن الخلافات بين إسرائيل وحماس تدور حول عدد من القضايا، من بينها مدة وقف إطلاق النار ونسبة تبادل الأسرى.

يشار إلى أن نتنياهو، قرر السماح للوفد الإسرائيلي بالسفر لحضور المباحثات في القاهرة، وذلك على خلفية الضغوط التي يمارسها عليه الرئيس الأمريكي بايدن، ومن أجل عدم إحراج القاهرة.

وفي المناقشة الليلية التي جرت أمس، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي الممثلين الإسرائيليين، بالمشاركة في الاجتماعات على أساس "المستمع" فقط. كما منع أعضاء الوفد من أن يعرضوا على طاولة النقاش ورقة موقف إسرائيل المحدثة التي وقعها رئيس الموساد ورئيس الشاباك ونيتسان ألون الذي يتناول قضية الأسرى.

وبناءً على طلب نتنياهو، قرر ألون عدم الانضمام إلى الوفد وأرسل نائبه بدلًا منه، ولأول مرة يسافر مع الممثلين أيضًا المستشار السياسي لرئيس الوزراء الإسرائيلي أوفير فليك.

وعقدت المشاورات ليلة الثلاثاء بدون الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، الذي سمع عن التفويض المحدود الذي أمر به نتنياهو فقط في وقت لاحق، مما أدى إلى اندلاع خلاف بينه وبين نتنياهو.

وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، إن الرئيس الأمريكي بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد، أنه في أي صفقة تبادل جديدة، قد يتعين على إسرائيل إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلي مفرج عنه، مقارنة بما حدث الصفقة السابقة، بحسب ما ذكر موقع "أكسيوس".

وأضاف المسؤولون، أن بايدن اتفق مع نتنياهو على أن "مطلب حماس أكثر من اللازم"، لكنهم قالوا إنه نظرا لأن هذه مفاوضات، فقد تضطر إسرائيل إلى إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين بنسبة أعلى مما كانت عليه في الصفقة السابقة.

وأوضح مصدر إسرائيلي المطلع على لقاء الثلاثاء، أنه من المتوقع أن يجري الوسطاء المصريون والقطريون محادثات مع حماس خلال الأيام المقبلة. مضيفًا: "بدون تخفيض كبير في عدد الأسرى الذي تطالب به حماس، لن يكون هناك أي تقدم".

وأفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، نقلًا عن مصادر لم تسمّها، بأنّ إسرائيل مستعدة لزيادة عدد أيام الهدنة في إطار صفقة مع حركة حماس، شرط خفض عدد الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حماس بإطلاق سراحهم.

وقال مسؤول دفاعي مصري سابق مطلع على المحادثات لـ"الواشنطن بوست": "وفقًا لجانبنا، الجانب المصري، فإن الأمر إيجابي للغاية. لكننا نحاول الآن الدخول في التفاصيل الكاملة."

وتركز المناقشات، التي بدأت يوم الثلاثاء ومن المقرر أن تستمر على مدار ثلاثة أيام، على إطار عمل من شأنه وقف القتال لمدة ستة أسابيع.

وقال المسؤول السابق إن النقاط الشائكة تشمل عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم، بالإضافة إلى انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، والسماح بحرية التنقل في قطاع غزة، ومنع تحلق المُسيّرات في سماء قطاع غزة. وأوضح المسؤول السابق: "حماس تحاول أن تكون أكثر مرونة"، وفق قوله.

قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، إن الرئيس الأمريكي بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد، أنه في أي صفقة تبادل جديدة، قد يتعين على إسرائيل إطلاق سراح المزيد من الأسرى الفلسطينيين مقابل كل أسير إسرائيلي مفرج عنه

ليس أولوية

وقال المعلق العسكري لصحيفة "هآرتس" عاموس هارئيل: "يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي إصراره، على أن الضغط العسكري سيؤدي في النهاية إلى اتفاق بشروط أفضل لإسرائيل، بغض النظر عن احتجاجات عائلات الرهائن. ويبدو أن صفقة الرهائن الجديدة لم تكن أولوية قصوى بالنسبة للوفد الإسرائيلي في القاهرة".

وأضاف: "التفويض الممنوح للوفد الإسرائيلي ضيق للغاية. ووصفت إسرائيل الشروط التي قدمتها حماس، وهي ليست طرفًا مباشرًا في المحادثات، بأنها غير مقبولة. في الوقت الحالي، يبدو أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لم يمنح الوفد الكثير من السلطة للتصرف من تلقاء نفسه، ولا يبدو أن لديه السلطة لإجراء أي مفاوضات حقيقية".

وأشار إلى أن "التقدم نحو صفقة أخرى من شأنها تبادل الأسرى، مقابل وقف طويل لإطلاق النار وإطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين لا يشكل أولوية قصوى، بغض النظر عن احتجاجات عائلات الرهائن. ويواصل رئيس الوزراء ووزير الأمن يوآف غالانت التأكيد على أن ممارسة الضغط العسكري سيؤدي إلى تغيير في موقف حماس ويؤدي في النهاية إلى صفقة بشروط أفضل لإسرائيل".