26-مارس-2024
ما مخاطر الألعاب الإلكترونية؟

مخاطر الألعاب الإلكترونية

مخاطر الألعاب الإلكترونية من أبرز القضايا التي يواجهها هواة تلك الألعاب في الوقت الحاضر، فعلى الرغم من بعض الفوائد التي تقدمها تلك الألعاب لهم، كمساعدتهم على الهروب من المشاكل التي تواجههم، ومساعدتهم على الشعور بأنهم قادرون على الفوز بشيء ما في حياتهم، إلا أن هناك عوامل خطر مهمة تؤثر في صحتهم النفسية والجسدية، ودون التوجيه الصحيح حول مخاطر تلك الألعاب خاصة على الأطفال، يمكن أن يتعرضوا للعديد من المشكلات التي هم بغنى عنها، وفي هذا المقال سنوضح أبرز مخاطر الألعاب الإلكترونية وتأثيرها على اللاعبين وبالتحديد فئات الشباب والأطفال منهم. 

حوالي 25.9% من اللاعبين عبر الإنترنت يقعون ضحية للتنمر الإلكتروني

 

أبرز مخاطر الألعاب الإلكترونية

فيما يأتي قائمة بأبرز مخاطر الألعاب الإلكترونية:

  1. التعرض للتنمر الإلكتروني

يعرف التنمر الإلكتروني بأنه تعرض الشخص للمضايقة من قبل أشخاص معينين عبر الإنترنت أو الوسائط الرقمية، بما فيها؛ الرسائل النصية، ووسائل التواصل الاجتماعي، ومنصات الألعاب عبر الإنترنت، ويظهر التنمر عبر منصات الألعاب من خلال مضايقة المتنمرين لضحاياهم عبر ملفات تعريف مزيفة تؤدي إلى تخويفهم وإفساد اللعبة، كما أن بعض الأشخاص في الألعاب متعددة اللاعبين يجبرون على التخلي عن ممتلكاتهم في تلك الألعاب نتيجة ما يتعرضون له من تنمر من قبل أشخاص آخرين.

وتجدر الإشارة إلى أن حوالي 25.9% من اللاعبين عبر الإنترنت يقعون ضحية للتنمر الإلكتروني، ويمكن لآثار هذا التنمر أن تجعل الأطفال الصغار يشعرون بالعزلة والخجل والعجز، وفيما يأتي بعض العلامات التي تظهر على الأطفال الذين يتعرضون للتنمر الإلكتروني عبر منصات الألعاب:

  • التصرف بشكل عاطفي مفرط، فقد يظهرون سلوكًا عدوانيًا تجاه الآخرين، أو قد يصبحون منعزلين وهادئين.
  • محاولة إخفاء أجهزتهم الإلكترونية عن آبائهم.
  • التعرض لمشاكل في النوم، إذ إن 63% ممن يقعون ضحية التنمر الإلكتروني يعانون من قلة النوم.
  • التعرض للتوتر المستمر الذي يؤدي إلى الشعور بالتعب نهارًا وقلة النوم ليلًا.

يظهر إدمان لعب الألعاب الإلكترونية من خلال قضاء معظم الوقت في ذلك وتجاهل جوانب الحياة الأخرى

  1. مشاهدة محتوى مزعج أو غير لائق

يتعرض اللاعبون عبر منصات الألعاب على الإنترنت خاصة فئة الأطفال والشباب إلى مشاهدة محتوى مزعج أو غير لائق، كالألعاب التي تتضمن مشاهد عنف أو رعب أو وجود مخدرات أو محتوى جنسي، وهي من أبرز مخاطر الألعاب الإلكترونية، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تأثير دائم على عقولهم، وفيما يأتي أبرز العلامات التي تظهر على من يتعرضون لهذا النوع من المحتوى عبر منصات الألعاب الإلكترونية:

  • استخدام لغة خطاب سيئة أو بذيئة مع الأشخاص حولهم، خاصة إذا كان الطفل ذا أخلاق جيدة ولم يسبق له استخدام هذا الأسلوب مع الآخرين.
  • الشعور بالانزعاج والعزلة، فقد يعاني الأطفال ممن يتعرضون لمشاهد عنف أو رعب عبر الألعاب من الكوابيس أو القلق الدائم.
  • إظهار سلوك عدواني تجاه الآخرين، مما يدخلهم في مشكلات عديدة.
  1. التعرض للبرامج الضارة أو الفيروسات

يستخدم قراصنة الويب أو المخترقون مواقع ويب مزيفة أو ألعاب تخدع اللاعبين لتحميلها على أجهزتهم، وتكون عبارة عن برامج ضارة أو فيروسات تعرض أجهزتهم إلى الاختراق، وبالتالي يمكنهم مراقبة نشاط اللاعب عبر الإنترنت أو التجسس عليه، أو تعريضه للابتزاز، ويمكن معرفة تعرض الجهاز لهذا النوع من البرامج من خلال العلامات التالية:

  • رفض كلمات المرور الخاصة بالمستخدم على جهازه، أو إخراجه من حساباته الإلكترونية دون سابق إنذار.
  • ظهور نوافذ أو برامج غير مألوفة على الجهاز عند تشغيله.
  • عمل جهاز الحاسوب ببطء، وذلك لأن البرامج الضارة تعمل في الخلفية، مما يجعل الجهد أكبر على الجهاز ويجعل عمله وتحميله للمواقع أبطأ.

التعرض المستمر لشاشات الحاسوب والأضواء الساطعة المصاحبة للألعاب الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بآلام في الرأس والعينين والظهر واليدين

  1. الإصابة بالإدمان على الألعاب الإلكترونية

يعد إدمان اللعب من أبرز مخاطر الألعاب الإلكترونية، فكما هو الحال مع أي نشاط أو لعبة؛ ككرة القدم أو الشطرنج أو القراءة، فإن اللعب المستمر بالألعاب الإلكترونية يجعل محبيها يستمتعون بقضاء وقت فراغهم عليها لما يشعرون به من حماس وإثارة خلال اللعب، الأمر الذي يجعل لديهم رغبة كبيرة في قضاء المزيد من الوقت وبشكل متكرر في لعب تلك الألعاب، إذ صممت الألعاب الإلكترونية لتقليل العقبات التي تحول دون تكرار اللعب والتعرض للفشل وبالتالي تحقيق أقصى قدر من المتعة.

ويظهر إدمان لعب الألعاب الإلكترونية من خلال قضاء معظم الوقت في ذلك وتجاهل جوانب الحياة الأخرى؛ كالدراسة أو الصحة أو النظافة الشخصية أو العلاقات الاجتماعية، وبالتالي عند الاستمرار في اللعب على هذا المنوال لمدة 12 شهرًا، سيصاب اللاعب بالإدمان على تلك الألعاب، ويمكن أن تشمل أعراض التخلص من هذا الإدمان سلوكيات؛ كالتهيج أو العدوانية أو التأثيرات السيئة على الحالة المزاجية.

  1. التأثير في الصحة الجسدية

إن قضاء الكثير من الوقت في الجلوس أمام شاشات الحاسوب واللعب بالألعاب الإلكترونية له آثار خطيرة على الصحة الجسدية، إذ يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بتجلط الأوردة العميقة، كما أن التعرض المستمر لشاشات الحاسوب والأضواء الساطعة المصاحبة للألعاب الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بآلام في الرأس والعينين والظهر واليدين، أو التعرض لمشاكل في النوم، وبالتالي فإن التأثير في الصحة الجسدية من أبرز مخاطر الألعاب الإلكترونية التي قد تسبب أضرارًا طويلة الأمد.

  1. التعرض لعمليات الاحتيال

يشارك العديد من الأشخاص معلوماتهم الشخصية على منصات الألعاب الإلكترونية عند تواصلهم مع لاعبين آخرين، الأمر الذي قد يعرضهم لعمليات الاحتيال، كما أن الأطفال بصورة خاصة لا يكونون على دراية جيدة بالسلامة وإجراءات الأمان على الإنترنت، فهم غالبًا ما يستخدمون كلمات مرور ضعيفة أو يعيدون استخدام كلمات المرور ذاتها ويشاركونها مع أصدقائهم، مما قد يعرض حساباتهم الإلكترونية إلى الاستيلاء ويقعون في مصيدة الاحتيال والابتزاز الإلكتروني، إذ يمكن للمخترقين إجراء عمليات شراء داخل اللعبة باستخدام حساباتهم، أو نشر صور محرجة لهم، أو انتحال شخصيتهم وإرسال رسائل غير لائقة للآخرين، وفيما يأتي أبرز العلامات الدالة على تعرض الحساب للاختراق أو محاولة الاختراق:

  • تلقي رسائل غريبة من الحساب.
  • اللعب بألعاب غير مألوفة من الحساب.
  • محاولة تغيير معلومات الحساب؛ كإعادة تعيين كلمة المرور أو رقم الهاتف الخاص به.
  1. إنفاق الكثير من المال على الألعاب

يبلغ متوسط تكلفة لعبة إلكترونية جديدة حوالي 70 دولارًا، إلا أن الإنفاق داخل اللعبة قد يصل إلى آلاف الدولارات، إذ يدفع العديد من اللاعبين أموالًا حقيقية مقابل الحصول على مكافآت داخل اللعبة أو مقابل شراء العناصر الافتراضية فيها، الأمر الذي يصل في البعض إلى الإفراط في الإنفاق على تلك الألعاب.

  1. التواصل مع الغرباء

يعد التواصل مع الغرباء خاصة للأطفال من أبرز مخاطر الألعاب الإلكترونية، فكما هو الحال مع الألعاب الأخرى، فإن مشاركة اللعب مع لاعبين آخرين يجعل منه أكثر متعة، مما قد يعرض اللاعب إلى مشاركة أشخاص لديهم سلوكيات سيئة أو عدوانية، ففي معظم تلك الألعاب، لا يعرف اللاعبون بالضرورة مع من يلعبون، الأمر الذي قد يعرضهم للخطر، وتجدر الإشارة إلى ضرورة مراقبة شبكات الاتصال الخاصة بالأطفال والمراهقين عبر تلك الألعاب وتوجيههم توجيهًا سليمًا للحفاظ على أمنهم عند اللعب، وعند ذلك سيشعر الطفل بالمتعة وسيكون على اتصال مع الآخرين من جميع أنحاء العالم ممن لديهم ثقافات مختلفة.

 

وفي الختام، لا بد من الإشارة إلى ضرورة الحرص على تجنب مخاطر الألعاب الإلكترونية السابقة، وذلك من خلال تفعيل الرقابة الأبوية على الأطفال والمراهقين، وحماية الأجهزة من خلال تحميل البرامج المضادة للفيروسات، بالإضافة إلى ضرورة التحكم في الوقت الذي يقضيه اللاعب على تلك الألعاب ومحاولة تقليصه قدر الإمكان؛ لتجنب الأضرار الجسدية والنفسية التي قد يتعرض لها.