13-يناير-2024
ما أهمية تكنولوجيا التعليم

تكنولوجيا التعليم وأهميتها

 

تكنولوجيا التعليم هو مفهوم ظهر لتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة في المؤسسات التعليمية خاصة مع التطور التكنولوجي الذي يعيشه العالم في الوقت الحاضر، إذ تسعى الدول كافة إلى تطوير المنظومة التعليمية فيها عبر استخدام العديد من الوسائل والأدوات التي من شأنها النهوض بالتعليم وبالتالي دفع عجلة التقدم والرقي في مجتمعاتها، وفي هذا المقال تفاصيل أكثر حول مفهوم تكنولوجيا التعليم وأهميته.

 

مفهوم تكنولوجيا التعليم

اختلف مفهوم تكنولوجيا التعليم عبر الزمن وأصبح هناك الكثير من الخلط بين المفهوم العام لتكنولوجيا التعليم وأحد الجوانب التي تعنى باستخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم، لذلك ظهرت العديد من التعريفات لهذا المصطلح، وفيما يأتي تفصيل لكل منها:

  • تعريف اليونسكو لتكنولوجيا التعليم

عرفت اليونسكو تكنولوجيا التعليم على أنها توظيف للموارد البشرية والتقنية لتحقيق الأهداف التعليمية عبر اتباع طريقة منهجية تساعد على وضع أهداف التعليم وتنفيذها وتقييم العملية التعليمية من حيث تحقيقها لتلك الأهداف.

  • تعريف جمعية الاتصالات والتكنولوجيا التعليمية الأمريكية لتكنولوجيا التعليم

عرفت جمعية الاتصالات والتكنولوجيا التعليمية الأمريكية تكنولوجيا التعليم على أنها الأنظمة والممارسات المستخدمة لتسهيل العملية التعليمية وتحسين أدائها من خلال إنشاء واستخدام الموارد التكنولوجية المناسبة.

  • تعريف الموسوعة الأمريكية لتكنولوجيا التعليم

عرفت الموسوعة الأمريكية تكنولوجيا التعليم على أنها تعزيز للعملية التعليمية وتحقيق أهدافها عبر استخدام المواد التعليمية والأجهزة التكنولوجية المختلفة.

ومن خلال التعريفات السابقة يمكن القول بأن تكنولوجيا التعليم هي طريقة لتحقيق الأهداف التعليمية والتوصل لتعلم فعال عبر استخدام الموارد البشرية وغير البشرية والأجهزة التكنولوجية الحديثة في التعليم.

 

أهمية تكنولوجيا التعليم

ساهم استخدام الأدوات والأساليب المختلفة في العملية التعليمية في تطوير التعليم وجعله أكثر فاعلية، كما ساهمت التطورات التكنولوجية الحديثة في وقتنا الحاضر في النهوض بالتعليم وتسهيله على المعلم والطالب، وبالتالي تقدم المنظومة التعليمية نحو الأفضل، وفيما يأتي توضيح لأهمية تكنولوجيا التعليم:

  • جعل التعلم أكثر متعة

يساعد دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية على جعلها أكثر متعة للطالب، الأمر الذي يزيد من اهتمامه لتعلم كل ما هو جديد، وبالتالي تحقيق الأهداف التعليمية في حصول الطالب على أكبر قدر من المعلومات المفيدة، ويمكن استخدام الألعاب التفاعلية وعرض الدروس بطريقة جذابة لتحقيق ذلك.

  • تعزيز الإبداع والابتكار لدى الطلاب

ساهم إدخال التكنولوجيا في التعليم في زيادة الإبداع والابتكار لدى الطلاب، وتوسيع أفق تفكيرهم عبر توفير المعلومات والموارد المختلفة لهم، فأصبح بإمكانهم مشاركة أفكارهم عبر إنشاء ملصقات أو رسوم متحركة أو مقاطع فيديو إبداعية للمواد الدراسية.

  • تطوير مهارات الطلاب والمعلمين

ساهمت تكنولوجيا التعليم في تطوير مهارات حل المشكلات والتفكير الناقد ومهارات العمل الجماعي لكل من الطلاب والمعلمين، الأمر الذي يساهم في النهوض بالعملية التعليمية.

  • دعم التعلم الشخصي

يعد التعلم الشخصي من أبرز فوائد إدخال التكنولوجيا في التعليم، إذ أصبح بإمكان الطلاب استخدام الموارد والمواقع التعليمية المتاحة على الإنترنت للحصول على المعلومات التي تناسب اهتمامهم واحتياجاتهم وبأسلوب تعليمي مناسب لهم، مما يساعدهم على تحقيق نتائج أفضل في التعلم.

  • تعزيز التواصل والتعاون

ساهمت تكنولوجيا التعليم في تحسين التواصل بين الطلاب والمعلمين، وتعزيز سبل التعاون والعمل الجماعي بين الطلاب، فاستخدام الأساليب الجذابة والمبتكرة في التعليم يمكن الطلاب من مشاركة أفكارهم معا، والعمل على المشاريع المختلفة وفق جماعات متعاونة، مما يساعد على إبقاء الاتصال فيما بينهم وتحسين أدائهم الدراسي.

 

خصائص تكنولوجيا التعليم

فيما يأتي توضيح لأبرز خصائص تكنولوجيا التعليم:

  • التطبيق المنهجي والخبرة العلمية في التعليم.
  • الحرص على زيادة كفاءة التعلم ورفع جودته.
  • استخدام أساليب وتقنيات جديدة في العملية التعليمة.
  • نقل التركيز في التعلم من المعلم إلى الطالب.
  • الاستفادة من الوسائط المتعددة في التعليم؛ كالوسائل السمعية والبصرية، بالإضافة إلى الأجهزة التكنولوجية والبرمجيات وغيرها.
  • إشراك الموارد البشرية وغير البشرية في عملية التعليم.
  • تنمية روح الابتكار والتجربة في التعليم عبر استخدام الأساليب التعليمية التي أقرت الأبحاث الحديثة فاعليتها.

 

إيجابيات تكنولوجيا التعليم وسلبياتها 

لا شك بأن استخدام التكنولوجيا في التعليم ساهم بشكل كبير في تطويره والنهوض بمستوى ومهارات الطلاب والمعلمين، وعلى صعيد آخر، كان لتكنولوجيا التعليم بعض الآثار السلبية على العملية التعليمية، وفيما يأتي أبرز إيجابيات وسلبيات تكنولوجيا التعليم:

 

إيجابيات تكنولوجيا التعليم

من أبرز إيجابيات تكنولوجيا التعليم ما يأتي:

  • الوصول الفوري والسريع للمعلومات

إذ أصبح بإمكان الطلاب العثور على المعلومات حول أي موضوع بسهولة كبيرة، وذلك عبر الكتب الإلكترونية والمصادر المعرفية التي توفرها المؤسسات التعليمية على الإنترنت.

  • تعزيز الدافع للتعلم

ساهم دمج التكنولوجيا في التعليم بتشجيع المتعلمين على الانخراط في العملية التعليمية نتيجة التحفيز والمتعة التي يجدونها في الفصول الدراسية التي تعتمد على استخدام طرق وأساليب فعالة في التدريس.

  • تطوير المهارات التقنية لدى الطلاب

ساعد دمج التكنولوجيا في التعليم على تطوير مهارات الطلاب التقنية، إذ أصبح بإمكانهم كتابة رسائل البريد الإلكتروني، وتطورت لديهم أساليب البحث عن المعلومات والحصول عليها من مصادرها الموثوقة، وإنشاء العروض التقديمية، وغيرها العديد.

  • توفير طرق جذابة لتعليم الطلاب

ساهمت تكنولوجيا التعليم في مساعدة المعلمين على إيجاد طرق فعالة لجذب انتباه الطلاب في الفصل الدراسي، وذلك عبر استخدام الصور ومقاطع الفيديو والبرامج المختلفة لعرض المواد التعليمية.

أهمية تكنولوجيا التعليم
ساهمت تكنولوجيا التعليم في إيجاد طرق لجذب انتباه الطلاب في الفصل الدراسي

 

سلبيات تكنولوجيا التعليم

من أبرز سلبيات تكنولوجيا التعليم ما يأتي:

  • تشتيت انتباه الطلاب

بالرغم من فائدة التكنولوجيا في توفير مصادر مختلفة للمعلومات، إلا أن بعض المصادر تنشر معلومات مضللة أو غير صحيحة، الأمر الذي يؤدي إلى تشتيت انتباه الطلاب ودفعهم إلى التفكير أو التصرف بشكل خاطئ.

  • تقليل نشاط الطلاب

ساعدت التكنولوجيا في التعليم على تقليل الوقت والجهد اللازم للحصول على المعلومات، وبالرغم من أهمية ذلك، إلا أن دور الطلاب في البحث والسعي لإيجاد المعلومات أصبح أقل، إذ تمكنوا من الحصول على المعلومة بنقرة زر واحدة، مما حد من نشاطهم وتفاعلهم في العملية التعليمية.

  • التأثير على التفاعلات والعلاقات الاجتماعية

ساهم دمج التكنولوجيا في التعليم بالحد من العلاقات الاجتماعية للطلاب مع محيطهم، الأمر الذي أثر في تفاعلاتهم مع الآخرين وأضعف مهاراتهم الاجتماعية.

  • تسهيل عملية الغش

مع استخدام الوسائل التكنولوجية في التعليم، أصبح من الصعب اكتشاف غش الطلاب في الاختبارات أو أداء واجباتهم والمشاريع الدراسية المطلوبة منهم، فمع سهولة الحصول على المعلومات عبر الإنترنت، لم يعد الطلاب يبذلون الجهد الكافي لأداء واجباتهم الدراسية كما يجب.

 

مكونات تكنولوجيا التعليم

يمكن توضيح مكونات تكنولوجيا التعليم على النحو الآتي:

  • القوى البشرية: تعد القوى البشرية من معلمين وطلاب وباحثين العنصر الأساسي في تطبيق تكنولوجيا التعليم وتصميمها واستخدام أدواتها، فهم المحرك الرئيسي للعملية التعليمية.
  • البيئة التعليمية: والتي تشمل أماكن تطبيق تكنولوجيا التعليم؛ كالمدارس، والجامعات، والمختبرات، والمكتبات.
  • المواد التعليمية: والتي تتمثل بالمعلومات والأفكار والقيم التي يتعلمها الطلاب عبر وسائل التعليم المختلفة.
  • أساليب التعليم: والتي تتمثل بالوسائل والاستراتيجيات المستخدمة في نقل المعلومات من المعلمين إلى الطلاب.
  • الأجهزة والبرمجيات: والتي تتمثل بالأجهزة والبرامج المستخدمة في عرض المعلومات للطلاب؛ كالحواسيب، وبرامج تصميم العروض التقديمية وغيرها.
  • التواصل: تعتمد تكنولوجيا التعليم على التواصل الفعال بين المعلمين والطلاب وبين الطلاب أنفسهم لضمان نجاح العملية التعليمية وتحقيق أهدافها.

 

التحديات التي تواجه استخدام تكنولوجيا التعليم وطرق التغلب عليها

يواجه استخدام التكنولوجيا في التعليم بعض التحديات التي تحد من فاعليتها، وفيما يأتي توضيح لأبرز تلك التحديات وطرق التغلب عليها:

1 سوء استخدام الأجهزة التكنولوجية

قد يسيء بعض الطلاب استخدام أجهزة الحاسوب المحمولة أو المكتبية أو الأجهزة اللوحية، فتتعرض للتلف أو الكسر نتيجة سقوطها أو إساءة استخدامها، الأمر الذي يكلف المدارس مبالغ باهظة لإصلاح تلك الأجهزة وصيانتها، وتوفير أجهزة بديلة للطلاب بدلًا من الأجهزة المتضررة.

طريقة التغلب عليها

يمكن التغلب على تلك المشكلة عبر استخدام الأجهزة التي تحتوي على أجزاء متحركة أقل، كالأجهزة التي تستخدم محركات الأقراص ذات الحالة الصلبة (SSD)، وبالتالي يصبح من الصعب إتلافها، وتقل فرصة تلف الأجهزة بشكل كبير.

 

2 الافتقار إلى الدعم والتدريب

تواجه بعض المدارس صعوبة في دمج التكنولوجيا في التعليم نتيجة عدم توفر الأجهزة التكنولوجية اللازمة والتدريب المناسب للمعلمين في استخدام تكنولوجيا التعليم.

طريقة التغلب عليها

يمكن التغلب على تلك المشكلة عبر توفير الأجهزة في جميع المدارس عبر المؤسسات المختصة بذلك، وعقد ورشات تدريبية للمعلمين عبر الإنترنت حول كيفية استخدام التكنولوجيا في التعليم، بالإضافة إلى توفير المواد التدريبية على شكل دروس فيديو أو مواد مكتوبة لتكون متاحة لهم في جميع الأوقات.

 

3 ضعف الاتصال بالإنترنت في بعض المناطق

يعد ضعف الاتصال بالإنترنت أحد التحديات الرئيسية التي تواجه المعلمين في مجال تكنولوجيا التعليم، خاصة في المناطق الريفية وشبه الحضرية، الأمر الذي قد يثنيهم عن استخدام الوسائل التكنولوجية في التعليم لما يتكبده المعلمون والطلاب من عناء وإهدار للوقت والجهد مع الانقطاع المستمر للاتصالات.

طريقة التغلب عليها

يمكن التغلب على تلك المشكلة عبر توفير المواد التعليمية القابلة للتحميل من قبل المعلمين، بحيث يمكنهم الوصول إليها دون الحاجة للاتصال بالإنترنت.

 

4 محتوى التعلم الإلكتروني القديم

يعد محتوى التعلم الإلكتروني القديم وغير المحدث أحد التحديات الرئيسية التي تواجه تكنولوجيا التعليم، الأمر الذي يجعل المعلمين يتخلون عن استخدام التكنولوجيا في التعليم ويعتمدون على الكتب المدرسية لتعليم الطلاب، إذ قد يؤدي رجوعهم إلى مصادر مختلفة للحصول على المعلومات إلى إهدار الكثير من الوقت والجهد.

طريقة التغلب عليها

يمكن التغلب على تلك المشكلة عبر سعي المؤسسات التعليمية نحو تطوير المحتوى التعليمي الإلكتروني بصورة دورية، وتضمين الصور ومقاطع الفيديو والرسوم البيانية لجعل المواد التعليمية أكثر جاذبية للطلاب.
 

ساهم ظهور مفهوم تكنولوجيا التعليم في تطوير المنظومة التعليمية التي ساهمت بدورها في النهوض بالأفراد والمجتمعات وتطور البلدان وتقدمها، إذ ساعد استخدام الوسائل والأساليب التعليمية المتنوعة والجذابة على جعل التعليم أكثر متعة وفعالية، كما ساهم دمج التقنيات الحديثة في التعليم بتسهيل التعلم على الطلاب والمعلمين، بالإضافة إلى توفير مصادر مختلفة للمعلومات من شأنها توسيع آفاق التفكير لدى المتعلم وزيادة اعتماده على نفسه في التعلم.