09-يناير-2024
ما هي المرحلة الثالثة من الحرب على غزة

يُقر جيش الاحتلال بمرحلة أقل حدة من العدوان، ولكنه يرفض عودة أهالي غزة إلى الشمال (Getty)

تحول الحديث عن "انتقال" جيش الاحتلال الإسرائيلي، لـ"المرحلة الثالثة" من العدوان على قطاع غزة، إلى الموضوع الأبرز على مدار الأسابيع الماضية، داخل دولة الاحتلال، التي يرفض عدة وزراء فيها هذا التحول، وانعدام رغبة نتنياهو في الحديث عن هذه القضية، بالإضافة إلى نقاشات أمريكية وإسرائيلية حول هذه القضية.

ومع تأكيد عدة تحليلات إسرائيلية على حصول هذه التحول، باتجاه "عملية أقل حدة"، أو "أكثر استهدافًا"، كما توصف. وجدولها الزمني، سيكون مع نهاية الشهر الجاري.

وجاء الكشف الإسرائيلي، قبيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل للضغط على المسؤولين هناك لـ"تقليص حملتهم في غزة ومنع الحرب من الانتشار في جميع أنحاء المنطقة".

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن المتحدث باسم جيش الاحتلال، قال: إن "المرحلة الجديدة من الحملة تتضمن عددًا أقل من القوات والغارات الجوية". وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يتوقعون أن تعتمد العملية الانتقالية بشكل أكبر على "المهام الجراحية التي تقوم بها مجموعات أصغر من قوات النخبة الإسرائيلية التي ستتحرك داخل وخارج المراكز السكانية في قطاع غزة للعثور على قادة حماس والرهائن وتدمير الأنفاق"، وفق ما ورد.

قال مسؤولون أمريكيون إنهم يتوقعون أن تعتمد العملية الانتقالية بشكل أكبر على "المهام الجراحية"

وأضاف المتحدث باسم جيش الاحتلال: "لقد تغيرت المرحلة، لكن الانتقال سيكون بدون مراسم. الأمر لا يتعلق بالإعلانات الدرامية". مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال سيواصل خفض قواته في غزة، موضحًا: "كثافة العمليات في شمال غزة بدأت تنحسر بالفعل، مع تحول الجيش نحو شن غارات هناك، بدلًا من الاستمرار في مناورات واسعة النطاق". وهذا لم ينعكس على منطقة خانيونس حتى الآن، كما ترد التقارير من قطاع غزة.

ويقول مسؤولون أمريكيون إنهم يعتقدون أن عدد القوات الإسرائيلية في الجزء الشمالي من غزة انخفض إلى أقل من نصف عدد الجنود البالغ عددهم حوالي 50 ألف جندي الذين كانوا موجودين حتى الشهر الماضي خلال ذروة العدوان.

ومع هذا الحديث الإسرائيلي للولايات المتحدة، إلّا أنّه يترافق مع "تأكيد على أن الجدول الزمني ليس ثابتًا، وإذا واجهت القوات الإسرائيلية مقاومة أكثر صرامة مما كان متوقعًا، أو اكتشفت تهديدات لم تتوقعها، فإن حجم ووتيرة الانسحاب قد يتباطأ، ويمكن أن تستمر الضربات الجوية المكثفة".

الاهتمام الأمريكي في هذه القضية، يأتي من دعم الرئيس الأمريكي غير المحدود للعدوان على غزة، ولكن يسعى إلى "مواجهة الضغوط دولية، ومن داخل إدارته". 

ويترافق مع الحديث عن هذا التحول، "شعور متزايد بالإلحاح بين المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين للتوصل إلى خطط لاستعادة النظام العام والحفاظ عليه في قطاع غزة مع تسريع القوات الإسرائيلية لانسحابها"، أو ما يوصل بـ"اليوم التالي" للعدوان على غزة.

getty

في الأول من كانون الثاني/يناير، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيبدأ في سحب عدة آلاف من قواته من قطاع غزة، على الأقل بشكل مؤقت. وأخبر المسؤولون الإسرائيليون نظراءهم الأميركيين سرًا أن هذه كانت بداية المرحلة الانتقالية.

في الوقت نفسه، يقوم وزير الخارجية الأمريكي في جولة بالمنطقة، تشمل تل أبيب، من أجل مناقشة هذه القضية.

وفي سياق متصل، قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، يوم أمس، إن "الجيش الإسرائيلي، سيتحول من مرحلة المناورة المكثفة في الحرب، نحو أنواع مختلفة من العمليات الخاصة"، وفق تعبيره. مشيرًا إلى أن هذه المرحلة "ستستمر لفترة أطول"، قائلًا: إن "إسرائيل لن تتخلى عن أهدافها".

وقال مسؤولون إسرائيليون لـ"وول ستريت جورنال"، إن التحول إلى عمليات أقل كثافة سيكون تدريجيًا وسيحدث في أوقات مختلفة في أجزاء مختلفة من غزة.

قال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، يوم أمس، إن "الجيش الإسرائيلي، سيتحول من مرحلة المناورة المكثفة في الحرب، نحو أنواع مختلفة من العمليات الخاصة"

وقال ضباط إسرائيليون إن المرحلة الأكثر حساسية من القتال ستكون على الأرجح حول رفح.

وسيبلغ المسؤولون الإسرائيليون وزير الخارجية توني بلينكن يوم الثلاثاء أن إسرائيل لن تسمح للفلسطينيين بالعودة إلى شمال غزة إذا لم توافق حماس على إطلاق سراح المزيد من المحتجزين.

ونقل موقع "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي، قوله: "لن نسمح للفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة إذا لم يتم إحراز تقدم في إطلاق سراح الرهائن".

وقال مسؤول إسرائيلي ثان إن المفاوضين الإسرائيليين الذين يعملون على هذه القضية يعتقدون أن عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة تمثل "وسيلة ضغط كبيرة لا تريد إسرائيل التخلي عنها في الوقت الذي تحاول فيه تأمين صفقة رهائن جديدة".