28-يونيو-2022
قلّة النوم

"Getty" تؤثر قلة النوم بشكل مباشر على طريقة تفكيرنا وشعورنا

هل يؤدي السهر لأوقات متأخرة إلى الوفاة؟

تؤثر قلة النوم بشكل مباشر على طريقة تفكيرنا وشعورنا. في حين أن التأثيرات قصيرة المدى أكثر وضوحًا، فإن الحرمان المزمن من النوم يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بمشاكل الصحة البدنية والعقلية. وفي هذا المقال سنستعرض لكم بعض من أضرار السهر على الجسم:

قلّة النوم

يحتاج الشخص البالغ العادي من 6 إلى 8 ساعات من النوم يوميًا للحصول على الطاقة وأفضل نظام صحي خلال اليوم، ومع ذلك ، تظهر الدراسات أن أكثر من 60٪ من البالغين يقصرون باستمرار عن ساعات النوم الموصى بها.

تشمل العلامات الملحوظة للحرمان من النوم ما يلي:

  • النعاس المفرط.
  • التثاؤب المتكرر.
  • التعب أثناء النهار.

لماذا يعتبر السهر في الليل عادة سلبية؟

تشير الكثير من الأبحاث العلمية حول العالم على أضرار السهر على الدماغ والصحة البدنية والنفسية، حيث يرتبط النوم ليلاً بإفراز هرمون الميلاتونين (Melatonin)، الذي يزيد إفرازه في الظلام ويقل في وجود ضوء النهار.

وعندما تطيل السهر وتقلل من عدد ساعات نومك ليلاً، فإنك تحرم جسمك من إفراز القدر الكافي منه، فتختل مستويات هذا الهرمون في جسمك، ما يؤثر سلباً على انتظام معدلات وأوقات النوم والاستيقاظ (الساعة البيولوجية)، وحرارة الجسم، وتوازن السوائل داخل الجسم، و يؤثر أيضاً على الشعور بالجوع والشبع والذي بدوره يؤدي إلى زيادة في الوزن.


مقالات قد تهمّك:

دراسة: قلّة النوم في الشباب ترتبط بالخرف في الشيخوخة

من بينها الضعف الجنسي.. تعرّف على 8 مخاطر صادمة لنقص النوم!

أعقد مما كنا نظن.. كيف يعمل النوم؟


تؤثر قلة النوم على الجسم وكذلك العقل، حيث تنظم ساعتنا البيولوجية وظائف الجسم بما في ذلك التقلبات في ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم ومستويات العديد من الهرمونات والإنزيمات الهضمية.

قلّة النوم

وفي دراسة أجرتها جامعة شيكاغو حول أضرار السهر على الجسم، عانى المتطوعون الذين ناموا حوالي 4 ساعات فقط كل ليلة لمدة 6 أيام متتالية من ارتفاع ضغط الدم وزيادة في هرمون التوتر وهرمون الكورتيزول الذي يتشكل مع قلة النوم، ويتسبب في تكسير الكولاجين الموجود في الجلد والمسؤول عن نضارة البشرة، ومستويات منخفضة من الأجسام المضادة للقاح الإنفلونزا. كما أظهروا علامات على مقاومة الأنسولين، وهي مقدمة لمرض السكري.

هل أضرار السهر على الدماغ والقلب تعتبر خطيرة فعلياً؟

كل عضو في جسم الإنسان يحتاج إلى النوم لتجديد طاقته، بما في ذلك عضلة القلب. يؤدي الحرمان من النوم إلى الإرهاق ويؤثر على ضعف الوظائف الإدراكية مما يؤدي إلى ضعف في ردات الفعل والتحكم والرؤية، فكلما زادت المشاكل المتعلقة بالنوم، زادت العواقب على الجسد مثل زيادة الوزن وأمراض القلب والسكري وحتى السكتة الدماغية، وقلة ساعات النوم تزيد من فرص التعرض للنوبات القلبية وارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب، وأغلب الذين يعانون من الأرق يتعرضون للإصابة بمثل هذه الحالات.

قلّة النوم

 لذا فإن السهر والنوم لمدة خمس ساعات أو أقل يرتبط ارتباطًا مباشرًا بزيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكتات الدماغية. وقد يصبح السهر الطويل وقلة النوم أحد أسباب الوفاة، إذ أن النوم لعدد ساعات يقل عن خمس إلى ست ساعات يومياً يسبب مشاكل صحية كمشاكل الأوعية الدموية، التي قد تكون سبباً في الوفاة المبكرة.

أضرار السهر على الجهاز المناعي:

في فترة انتشار الفيروسات، فإن اعتمادك الأساسي سيكون على جهازك المناعي والذي يعتبر خط الدفاع الأول والأفضل ضد أي نوع من أنواع الأمراض أو العدوى. ومع تأثير السهر، لا يحصل جسمك على قسط كافٍ من النوم لأنك بقيت مستيقظًا طوال الليل، فيصبح جهاز المناعة لديك ضعيف ومعرضًا للخطر، حيث تنتج أجسامنا الخلايا التائية أثناء النوم، وهي خلايا الدم البيضاء التي تلعب دورًا مهمًا في استجابة الجسم المناعية للأمراض المعدية مثل COVID-19.

أضرار السهر النفسية

كثير من الأشخاص الذين يقومون بتأجيل وقت النوم يريدون عمومًا الحصول على قسط كافٍ من النوم، لكنهم يفشلون في القيام بذلك في الواقع.

أحد تفسيرات هذه الفجوة بين النية والسلوك هو فشل التنظيم الذاتي وضبط النفس، وأضرار السهر النفسية مرتبطة بصعوبات تنظيم العواطف، كما تم ربطها باضطرابات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق. وقد تصبح آثار الحرمان من النوم أكثر إثارة للقلق مع الوقت، إذ تم ربط الحرمان من النوم بتقليل التنظيم الذاتي والتحكم في الانفعالات، مما يعني أن تأجيل النوم قد يصبح جزءًا من دورة سلبية معززة وصحة جسدية سيئة.

إذاً هل الميل إلى النوم والاستيقاظ في وقت مبكر له دور سببي محتمل في تقليل مخاطر الإصابة باضطراب الاكتئاب الشديد؟

يبدو أن السبب الذي يجعل المستيقظين في وقت مبكر أقل عرضة للاكتئاب، مرتبط بالتعرض لمزيد من الضوء خلال النهار. وبالتالي، ليست هناك حاجة للاستيقاظ قبل شروق الشمس في محاولة لتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب إذا لم تشرق الشمس بعد.

قلّة النوم

في النهاية، قد يستغرق الأمر بضعة أسابيع أو حتى أشهر لإصلاح آثار أضرار السهر وقلة النوم بشكل كامل، ولكن من الضروري إعطاء الأولوية لصحة جسدك خلال جدول أعمالك الأسبوعي. يجب على البالغين الذين لا ينامون في الساعات الموصى بها خلال أسابيع العمل التركيز على تعويضها خلال عطلة نهاية الأسبوع مثلاً، فالنوم الكافي لا يقل أهمية عن النظام الغذائي وممارسة الرياضة لحياة صحية. ونظرًا لاختلاف احتياجات النوم الفردية، يقول الخبراء إن أفضل طريقة لقياس ما إذا كنت تحصل على قسط كافٍ من النوم هي إدراك شعورك عند الاستيقاظ "لا يجب أن تشعر بالنعاس عند الاستيقاظ " يجب أن تكون نشيطًا في بداية يومك وتهدأ ببطء مع اقتراب موعد نومك المعتاد، فلا يقتصر الأمر على عدد الساعات فحسب، بل يتعلق بجودة تلك الساعات أيضًا.

 حتى إن كنت تقضي وقتًا كافيًا في السرير، أو تكافح من أجل الاستيقاظ في الصباح أو تشعر بالنعاس أثناء النهار، فقد يكون ذلك علامة على أنك لا تحصل على نوعية النوم التي تحتاجها.

ولإنشاء روتين صحي قبل النوم والحصول على نوم هادئ يمكنك الاستعانة بالنصائح التالية:

  • أخذ حمام دافئ.
  • التزم بجدول ووقت محدد للنوم.
  • تجنب النيكوتين والكافيين لمدة ساعتين على الأقل من موعد نومك.
  • حاول التخلص من القلق أو المخاوف قبل وقت النوم. اكتب ما يشغلك ثم اتركه لمراجعته في الصباح.
  • تجنب استخدام غرفة النوم لمشاهدة التلفاز أو للعمل.
  • الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالتوابل لما قد تسببه من ارتجاع أو حرقة في المعدة.
  • اطلب مساعدة متخصص إذا كنت تشك في وجود سبب طبي لحرمانك من النوم.

تذكر أن هذه الأساليب لا تعتبر حلاً جذرياً للحرمان من النوم. ولكن قد تساعد في التغلب على الأرق، وعلى أضرار السهر في الليل الذي يؤثر سلبًا على المدى القصير والطويل.