17-مارس-2024
أسماء الإشارة للقريب وللبعيد

تحمل أسماء الإشارة للقريب والبعيد دلالات عميقة تنعكس على غنى اللغة وتعقيداتها الدقيقة

في لغتنا العربية الجميلة تحمل أسماء الإشارة للقريب والبعيد دلالاتٍ عميقة تنعكس على غنى اللغة وتعقيداتها الدقيقة. وتعتبر هذه الأسماء سواء كانت للمفرد أو الجمع من العناصر الأساسية التي تميز اللغة العربية وتجعلها متفردة ومتميزة.

بينما تشير أسماء الإشارة للقريب إلى الأشياء المحيطة بنا والتي نستطيع التفاعل معها والتعامل معها بشكلٍ مباشر، تأخذ أسماء الإشارة للبعيد بنا إلى عوالم البعيد والمستقبل، وتفتح أمامنا آفاقاً جديدة للاستكشاف والتأمل. دعونا ننطلق لاستكشاف جمال وروعة أسماء الإشارة في اللغة العربية، وكيف تنعكس هذه الأسماء على تركيباتنا اللغوية وتعبيراتنا الثقافية.
 

ما هي أسماء الإشارة للقريب وللبعيد جمعها وتثنيتها؟

أسماء الإشارة في اللغة العربية هي الكلمات التي تُستخدم للدلالة على أشخاص أو أشياء محددة في السياق اللغوي. وتُعتبر أسماء الإشارة أداةً لغوية أساسية في التواصل اليومي وتُستخدم بشكل شائع في اللغة العربية. وكما أن لها أهمية كبيرة في النصوص اللغوية لتحديد المفاهيم والكائنات المشار إليها في السياق، وتسهيل فهم المحادثات والنصوص.

وتُستخدم أسماء الإشارة للتحديد والتمييز بين الأشياء والأشخاص الموجودة في البيئة المحيطة، وهي تُساعد على تبسيط اللغة وجعلها أكثر وضوحًا ومنطقيةً. وتُعتبر أسماء الإشارة أداة فعالة للتواصل في المحادثات اليومية وفي النصوص اللغوية المختلفة مثل القصص والمقالات والرسائل. وفي الفقرات القادمة سنوضح ما هي هذه الأسماء للقريب والبعيد وجمعها وتثنيتها.

تستخدم أسماء الإشارة في الحوارات والنصوص اللغوية للتعبير عن الأشياء والأشخاص بطريقةٍ واضحة ودقيقة.

أسماء الإشارة للقريب والبعيد

أسماء الإشارة في اللغة العربية تُستخدم للإشارة إلى الأشياء والأشخاص سواء كانت قريبة أو بعيدة، وتستخدم هذه الأسماء في الحوارات والنصوص اللغوية للتعبير عن الأشياء والأشخاص بطريقةٍ واضحة ودقيقة. ويُلاحظ أن استخداماتها تعتمد على المسافة البينية بين المتحدث والشيء أو الشخص الذي يُشير إليه، وهنالك مجموعة من أسماء الإشارة لكل من القريب والبعيد، وسنستعرضها مع معانيها واستخداماتها، وأمثلة على ذلك:

  1. أسماء الإشارة للقريب

تشمل أسماء الإشارة للقريب الأسماء الآتية:

  • هذا: تُستخدم للإشارة إلى شيء قريب من المتحدث. مثال: هذا الكتاب ممتع.
  • هذه: تُستخدم للإشارة إلى شيء قريب مؤنث. مثال: هذه الفتاة ذكية.
  • هاتان: تُستخدم للإشارة إلى شيء قريب مؤنث في الجمع. مثال: هاتان الحقيبتان جديدتان.
  • هذان: تُستخدم للإشارة إلى شيء قريب في الجمع. مثال: هذان الولدان أطيب أصدقائي.

 

  1. أسماء الإشارة للبعيد

تشمل أسماء الإشارة للبعيد الأسماء الآتية:

  • ذلك: تُستخدم للإشارة إلى شيء بعيد من المتحدث. مثال: ذلك المنظر رائع.
  • تلك: تُستخدم للإشارة إلى شيء بعيد مؤنث. مثال: تلك السيارة كبيرة.
  • تلكم: تُستخدم للإشارة إلى شيء بعيد مؤنث في الجمع. مثال: تلكم الأفكار غير مقنعة.
  • تلكم: تُستخدم للإشارة إلى شيء بعيد في الجمع. مثال: تلكم الأفكار مثيرة للاهتمام.

 

جمع أسماء الإشارة وتثنيتها للقريب والبعيد

بالنسبة لجمع أسماء الإشارة لكل من القريب والبعيد في اللغة العربية، هناك بعض القواعد التي يجب اتباعها:

  1. جمع أسماء الإشارة للقريب

يكون جمع أسماء الإشارة للقريب كما يأتي:

  • للجمع المذكر: تُستخدم هؤلاء.مثال: هؤلاء الطلاب مجتهدون.
  • للجمع المؤنث: تُستخدم هؤلاء.مثال: هؤلاء الطالبات متفوقات.

 

  1. جمع أسماء الإشارة للبعيد

يكون جمع أسماء الإشارة للبعيد كما يأتي:

  • للجمع المذكر: تُستخدم أولئك.مثال: أولئك الأطفال لطفاء.
  • للجمع المؤنث: تُستخدم أولئك أو تلك.مثال: أولئك الفتيات مبدعات. أو تلك الفتيات ذكيات.

 

تثنية "تلك" تكون "تلكان" و تثنية "ذلك" تكون "ذلكان"

 

  1. تثنية أسماء الإشارة للقريب والبعيد

تثنية أسماء الإشارة تتبع نمطًا معينًا في اللغة العربية مشابهًا لتثنية الأسماء الأخرى في اللغة العربية، حيث تتغير الحروف المضافة وفقًا لجنس الاسم وعدده في الجمع. وهنالك قواعد محددة لتثنية كل من أسماء الإشارة للقريب والبعيد،  وهي كما يأتي:

تثنية أسماء الإشارة للقريب

  • هذا (مذكر قريب): تثنية هذا تكون هذان. مثال: هذا الكتاب رائع. هذان الكتابان رائعان.
  • هذه (مؤنث قريب): تثنية هذه تكون هاتان. مثال: هذه القلم جميلة. هاتان القلمان جميلتان.

 

تثنية أسماء الإشارة للبعيد

  • ذلك (مذكر بعيد): تثنية ذلك تكون ذلكان. مثال: ذلك المنظر رائع. ذلكان المنظران رائعان.
  • تلك (مؤنث بعيد): تثنية تلك تكون  تلكان.مثال: تلك السيارة جميلة. تلكان السيارتان جميلتان.

 

ما هي أغراض استخدام أسماء الإشارة

أسماء الإشارة تستخدم لعدة أغراض في اللغة العربية والتواصل اليومي، ومن بين أهم هذه الأغراض:

  1. تحديد الأشياء

 تُستخدم أسماء الإشارة لتحديد الأشياء المحددة في الزمان والمكان. على سبيل المثال: في سورة النور ذكر الله تعالى: "وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" (النور: 22).

في هذه الآية يُستخدم مصطلح "أُولُو الْفَضْلِ" للإشارة إلى الأشخاص المحددين بوضوح، وهم الذين يُعرفون بالفضل والشرف في المجتمع. وهذا التحديد يعزز فهم المعنى ويوجه الانتباه إلى هذه الفئة المحددة من الناس.

 

  1. إظهار القرب والبعد

 تُستخدم أسماء الإشارة للتأكيد على القرب أو البعد من الشيء المُشير إليه. على سبيل المثال: مثال من القرآن الكريم يُظهر ذلك هو في سورة الأعراف، حيث يقول الله تعالى: "وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ" (الأعراف: 7: 172).

ففي هذه الآية يُشير استخدام "وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا" إلى القرب من الله، أما "تَرَكْتُم مَّا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ" فهو يُشير إلى البعد عن الله. وفي هذا المثال يُظهر كيفية استخدام أسماء الإشارة في القرآن الكريم لتوضيح القرب والبعد في العلاقة بين الله والإنسان.

 

  1. تحديد الأشخاص

 يُمكن استخدام أسماء الإشارة للإشارة إلى الأشخاص والأشياء بشكلٍ محدد. على سبيل المثال في سورة يوسف عندما أُرسل يعقوب عليه السلام وأبناؤه للبحث عن يوسف، وقال لهم، قوله تعالى::"فَإِذَا دَخَلْتُمُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ فَادْخُلُوا مِنْهُ أَجْمَعِينَ ۖ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ ۚ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ" (سورة يوسف: 11)

هنا استخدم يعقوب عليه السلام "مِنْهُ" ليشير إلى الباب الذي يجب على أبنائه دخوله للبحث عن يوسف.

 

  1. توضيح الأفكار

تُستخدم أسماء الإشارة في توضيح الأفكار والمفاهيم بشكل أكبر في الخطاب.على سبيل المثال في سورة البقرة، الآية 177: قوله تعالى:"لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" (البقرة: 177).

في هذه الآية يُستخدم "البِر" (البر) للدلالة على الفضيلة والخير، ويُستخدم "الطُّول" (الطول) للتأكيد على الإيمان والتقوى. وإن هذا التباين بين البر والطول يوضح الفهم العميق لمفهوم العدالة والقيم في الإسلام.

 

قدّم المقال معلومات لأسماء الإشارة للقريب والبعيد، وتناول أيضًا تثنية هذه الأسماء وجمعها وتحليل استخداماتها في اللغة والتواصل اليومي. وتعتبر هذه الأسماء جزءًا أساسيًا من بنية اللغة العربية وتساهم في إثراء التعبير وتحديد المعاني بشكل دقيق وفعال. وباستخدام أسماء الإشارة بشكل صحيح يمكننا توجيه المحادثات وتحديد الأشياء بشكل دقيق وواضح في التواصل اليومي.