24-مارس-2019

مشهد عام من مخيم موريا في اليونان (جودي هيلتون/Getty)

مرّت ثلاث سنوات على توقيع الاتّحاد الأوروبّي اتّفاقًا مع تركيا تعهدت فيه الأخيرة بضبط حركة اللجوء وتدفّق اللاجئين الفارّين من الصراعات عبر بحر إيجة باتّجاه الجزر اليونانيّة، كما نصّ الاتّفاق أيضًا على إعادة اللاجئين الذين وصلوا الجزر اليونانيّة إلى تركيا في حال كان وصولهم هذا بعد تاريخ 20 آذار/مارس وهو تاريخ دخول الاتّفاق حيّز التنفيذ، على أن يتم ذلك بتبادل عناصر شرطة بين اليونان وتركيا وبتمويل أوروبّي لعودة اللاجئين.

منذ ثلاث سنوات يحاصر الاتّحاد الأوروبّي آلاف الرجال والنساء والأطفال اللاجئين في ظروف مكتظّة وغير صحيّة وغير آمنة في اليونان

وفي المقابل فإنّ تركيا بموجب الاتّفاق الذي وقّعه رئيس وزرائها أحمد داوود أوغلو في بروكسل مع رئيس المجلس الأوروبّي دونالد تاسك، كانت ستحصل على تسريع تسديد المساعدات الأوروبيّة لها، بالإضافة إلى إعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرات الدّخول إلى الاتّحاد الأوروبي، كما شمل الاتّفاق أيضًا عودة محادثات انضمام تركيا إلى الاتّحاد.

اقرأ/ي أيضًا: الطريق إلى الوطن (1).. حكايا سوريين ضاقت بهم بلاد اللجوء!

بعد مرور ثلاثة أعوام على توقيع الاتّفاق أصدرت منظّمة أطباء بلا حدود تقريرًا حثّت فيه الزعماء الأوروبيّين على التخلّي عن سياساتهم الرّامية إلى تجميد و احتواء أزمة اللاجئين، وخصوصًا أولئك المحتجزين في ما يعرف بالنقاط السّاخنة في الجزر اليونانيّة، حيث ذكر أنّ أكثر من 12000 شخصًا يحتجزون الآن في جزرٍ خمس، منها جزيرة ساموس التي اضطرّ فريق أطبّاء بلا حدود إلى إرسال فريق طبّي خاص إليها لتتبّع الحالة الصحيّة للاجئين، وطالب التقرير بإجلاء الحالات الأكثر ضعفًا من هذه النقاط الساخنة  كالنساء الحوامل والشيوخ والأطفال والمرضى الذين يعانون أحيانًا من حالات خطرة تحتاج العناية المشدّدة، حيث يعيش في ساموس نحو 4112 شخصًا في مخيّم مخصّص لأقل من 648 شخصًا، وهذا ما يجعل من شروط النظافة والسّلامة متردية للغاية.

أمّا مخيّم موريا في جزيرة لسفوس فهو يستضيف نحو 5225 شخصًا، مع العلم أن قدرته الاستيعابيّة لا تتعدّى 3100 شخصًا.

ويصف تقرير منظّمة أطباء بلا حدود أن الأوضاع باليونان مأساوية وغير إنسانيّة للاجئين، وورد فيه: "منذ ثلاث سنوات يحاصر الاتّحاد الأوروبّي آلاف الرجال والنساء والأطفال في ظروف مكتظّة وغير صحيّة وغير آمنة في غياب شبه كامل للعناية الصحيّة الأساسيّة، وقد أدّى ذلك إلى تدهور أوضاع اللاجئين الصحيّة وانتشار البؤس بينهم على نطاق واسع".

ووفقًا لرئيس بعثة المنظّمة في اليونان ايمانويل غويّه، فإنّ اليونان تحوّلت إلى المكان الذي خذل الاتّحاد الأوروبّي فيه البشر وفشل في حمايتهم، وأنّ ما عُرف بأنّه أزمة طارئة للاجئين قد أفسح المجال الآن إلى مستويات غير مبرّرة من المعاناة الإنسانيّة سواءً على الجزر أو في البرّ الرئيسي اليوناني. وبرّر سبب حرمان الحكومة اليونانيّة اللاجئين من حقوقهم وكرامتهم على أنّها محاولة لردع آخرين من القدوم إلى اليونان، ووصفها بأنّها سياسات قاسية وغير إنسانيّة داعيًا أصحاب القرار إلى وقفها.

اقرأ/ي أيضًا: أسواق نخاسة في ليبيا لبيع المهاجرين.. والثمن أقل من 400 دولار!

وقال المدير العام لأطبّاء بلا حدود في اليونان فاسيليس سترافاريديس، إنّ معظم اللاجئين يعيشون في خيام رديئة محاطة بالنفايات والمخلّفات البشرية، وأضاف أنّ المنظّمة أرسلت فريقًا إلى جزيرة ساموس لعلاج الحالات الأكثر خطورة، سيما الجلسات الجماعيّة للعلاج العقلي، كما نوّه سترافاريديس إلى أنّ الفريق سيوسّع نشاطاته خلال الأسابيع القادمة لتغطية الطلب على الرّعاية الصحيّة.

 تحولت اليونان إلى المكان الذي خذل الاتّحاد الأوروبّي فيه البشر وفشل في حمايتهم، متجاهلًا أزمة طارئة للاجئين حققت مستويات غير مبرّرة من المعاناة الإنسانيّة 

ويُذكر أنّ اللاجئين يعيشون في اليونان في معسكرات وأماكن إقامة مؤقّتة تديرها الأمم المتّحدة ومنظّمات أخرى غير حكوميّة، كذلك يعيش الآلاف منهم  في الشوارع والحدائق دون التمكّن من الحصول على أيّة رعاية طبيّة أو إرشاد قانوني. بل ويقع جزء كبير منهم لا سيما القاصرين غير المصحوبين بذويهم عرضة للتحرّش الجنسي وتعاطي المخدّرات وشبكات الدعارة والاتجار بالبشر، دون معرفة ما قد يكون مصيرهم المستقبلي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

هل ستعمل ألمانيا على إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم؟

"طلبكم مرفوض".. هل انتهى ربيع اللاجئين في أوروبا؟