14-أبريل-2024
المخاطر الأمنية للحوسبة السحابية

(freepik) إمكانية تعرض المنصات السحابية للبرامج الضارة واردة

المخاطر الأمنية للحوسبة السحابية تشكل مصدر قلق للعديد من مستخدمي هذا النظام، كما أنها قد تثني البعض عن استخدامه في شركاتهم ومؤسساتهم، إذ إن اعتماد الشركات على الحوسبة السحابية في أعمالها بشكل كبير في الآونة الأخيرة جعل منها هدفًا مغريًا للمهاجمين السيبرانيين، الأمر الذي قد يؤدي إلى ضياع بياناتها وسرقتها، مما يقلل من إنتاجيتها، وقد يؤدي إلى انهيارها في نهاية المطاف، فبالرغم من أن أكثر من 60% من الشركات تستخدم الحوسبة السحابية نتيجة فوائدها العديدة، إلا أن المؤسسات التي توفر البنية التحتية والخدمات والموارد اللازمة لاستخدام الحوسبة السحابية يمكن أن تتعرض لمخاطر أمنية عديدة، مما يهدد أمن بيانات المستخدمين، وفي هذا المقال تفاصيل أكثر حول المخاطر الأمنية للحوسبة السحابية.

 

المخاطر الأمنية للحوسبة السحابية

إن الانتقال إلى استخدام المنصات السحابية يعني أن الجهات المخترقة ستستمر في البحث عن طرق تمكنها من اختراق الدفاعات السحابية للأفراد والشركات وسرقة بياناتهم، لذا سنعرض فيما يأتي قائمة تضم مجموعة من المخاطر الأمنية للحوسبة السحابية:

  1. التعرض للبرامج الضارة

عندما تطبق الشركات نظام الحوسبة السحابية في كثير من الأحيان تعتقد بأنها آمنة من أي هجمات للبرامج الضارة، إلا أنه لسوء الحظ فإن إمكانية تعرض المنصات السحابية للبرامج الضارة وارد، فبالرغم من أن الهدف الأساسي للبرامج الضارة السحابية هو موفر النظام السحابي الأساسي، إلا أنه من الممكن الإضرار ببيانات المستخدمين. 

فعلى سبيل المثال؛ يمكن استبدال برنامج Hypervisor الخاص بالأجهزة الرقمية بإصدار آخر تالف، إذ يعد هذا البرنامج من العناصر الأساسية للحوسبة السحابية، وبالتالي فإن استبداله سيؤثر بكل تأكيد على مستخدمي نظام الحوسبة السحابية، وقد يؤدي إلى سرقة بياناتهم الحساسية بما فيها؛ تفاصيل الهوية، والمعلومات المالية، بالإضافة إلى تمكن المخترقين من استخدام حسابات المستخدم لتوزيع المزيد من البرامج الضارة وتنفيذ عمليات التصيد الاحتيالي.

  1. فقدان البيانات

بالرغم من أن الهدف الرئيسي لاستخدام الحوسبة السحابية هو حماية البيانات من الضياع، إلا أن هذا لا يعني أنها محصنة من ذلك، إذ يعد عدم النسخ الاحتياطي للبيانات أحد الأسباب الهامة لفقدانها، وبالتالي فإنه في حالة حدوث ضرر مادي أو هجمات إلكترونية أو تهديدات داخلية، فيمكن فقدان البيانات بشكل دائم إذا لم يكن هناك نسخة احتياطية محدثة باستمرار منها، بالإضافة إلى خطط طوارئ من قبل أصحاب الشركات، خاصة وأن معظمهم لديه ثقة كبيرة في نظام الحوسبة السحابية، مما يعني أنه ليس لديهم أي خطط بديلة أو موارد كافية لاستعادة البيانات.

سرقة الحسابات السحابية من الأمور الجذابة لمجرمي الإنترنت

  1. سرقة البيانات

 من المخاطر الأمنية للحوسبة السحابية إمكانية سرقة البيانات وتعرضها للانتهاك، وتعد الأخطاء البشرية السبب الرئيسي وراء ذلك، إذ إن أكثر من 70% من انتهاك البيانات كان السبب وراءه العنصر البشري سواء أكان ذلك عن قصد أو دون قصد، ويوجد عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى سرقة البيانات؛ كمشاركة كلمات المرور مع العائلة والأصدقاء وزملاء العمل، أو كتابة كلمات المرور على الأوراق، وبالتالي سرقتها من قبل أحد الأشخاص، لذا يجب الحرص على اتباع قواعد الأمن السيبراني للحفاظ على البيانات من السرقة والانتهاك.

  1. سرقة الحساب السحابي

يعد سرقة الحساب السحابي من المخاطر الأمنية للحوسبة السحابية الشائعة، وهو يمثل خطرًا أمنيًا كبيرًا، إذ ينتج عن سرقة الحساب الوصول إلى الحساب المصرفي للمستخدمين وحساب البريد الإلكتروني، بالإضافة إلى حسابات الوسائط الاجتماعية، كما قد يستخدم المخترقين الحساب المسروق للقيام بأنشطة غير مصرح بها، ويزداد خطر سرقة الحساب السحابي عند مشاركة كلمة المرور مع الآخرين أو تدوينها في أماكن غير آمنة.

وتجدر الإشارة إلى أن سرقة الحسابات السحابية من الأمور الجذابة لمجرمي الإنترنت، وذلك لأن معظم الملفات والمجلدات الخاصة بالأفراد أو الشركات ستكون متاحة للجميع، ويصبح الأمر أسهل عند استخدام كلمات مرور ضعيفة، وبالتالي يمكن للمجرمين الوصول إلى حسابات الموظفين بسهولة والحصول على بيانات حساسة وقيمة للشركة.

  1. البنية التحتية المشتركة

تعد البنية التحتية المشتركة من المخاطر الأمنية للحوسبة السحابية، وذلك لأن معظم موفري الخدمات السحابية يستخدمون بنية تحتية مشتركة بين عدة شركات من الأجهزة والبرامج، الأمر الذي يسمح للعديد من الشركات باستخدام الأجهزة والبرامج ذاتها، لذا يجب على المؤسسات التحقق من استخدام موفري الخدمات السحابية لآليات عزل مناسبة لتجنب المشكلات الأمنية المترتبة عليها.

  1. الوصول غير المصرح به للبيانات

يعد الوصول غير المصرح للبيانات من المخاطر الأمنية للحوسبة السحابية، فعلى عكس البنية التحتية الخاصة بالمؤسسة، فإن عمليات النشر السحابية الخاصة بها تكون خارج محيط شبكتها، وبالتالي يمكن الوصول إليها مباشرة من خلال شبكة الإنترنت العامة، مما يعني سهولة الوصول إليها من قبل المخترقين أو الأشخاص غير المصرح لهم ويمكن أن يكون ذلك دون علم الشركة.

الإدارة الخاطئة للأنظمة السحابية يعني السماح لمجرمي الإنترنت باختراق الحسابات السحابية وسرقة المعلومات

  1. التهديدات الداخلية

من المخاطر الأمنية للحوسبة السحابية والتي تعد من أبرزها هي التهديدات الداخلية، إذ يمكن أن يقوم أحد الموظفين الحاليين أو السابقين في الشركة، أو إحدى الجهات التي اكتسبت ثقة الموظفين الساذجين بسرقة البيانات الخاصة بالشركة، الأمر الذي يؤدي إلى تهديد أمن الشركة وعلامتها التجارية، وتجدر الإشارة إلى أن هذا النوع من المخاطر الأمنية للحوسبة السحابية ازداد كثيرًا في الآونة الأخيرة.

  1. ضعف سيطرة الشركة على بياناتها

من المخاطر الأمنية للحوسبة السحابية التي تواجهها الشركات هي ضعف سيطرة الشركة على بياناتها، إذ إن استخدامها مزيجًا من الأنظمة الحاسوبية والمنصات السحابية، بالإضافة إلى الخوادم المحلية يعني أن الأمر أصبح معقدًا لديها، لذا قد تفقد السيطرة للتحكم في بياناتها داخل الشبكة، وقد يؤدي ذلك إلى إهمال الشركة للمراقبة والتسجيل للعمليات التي تحدث على النظام الخاص بها، الأمر الذي يجعل تلك البيانات معروضة للجميع ومعرضة للخروقات الأمنية.

وتجدر الإشارة إلى أن الإدارة الخاطئة للأنظمة والمنصات السحابية يعني السماح لمجرمي الإنترنت باختراق الحسابات السحابية وسرقة المعلومات المخزنة الخاصة بالشركة، إذ يمكنهم استخدام آليات بحث للعثور على نقاط الضعف في التطبيقات السحابية والبنية التحتية والخوادم الخاصة بالشركة، الأمر الذي يعرضها إلى انتهاكات أمنية عديدة، وبالتالي فقدان كبير للبيانات وتعرضها للاختراق، مما يكبد الشركة مبالغ مالية كبيرة في معالجة تداعيات تلك الاختراقات.

  1. التحكم المحدود بالبيانات

يعد تسرب البيانات من المخاطر الأمنية للحوسبة السحابية التي تشكل مصدر قلق للعديد من الأفراد والشركات، إذ إن 60% منهم يعدونه من أكبر المخاوف الأمنية السحابية، إذ تتطلب الحوسبة السحابية من المؤسسات التخلي عن بعض سيطرتها على بياناتها لمزود خدمة الحوسبة السحابية، الأمر الذي يعني أن أمان بعض البيانات الحساسة والمهمة الخاصة بتلك المؤسسات قد يقع في أيدي بعض الأشخاص غير المصرح لهم بالوصول إليها، مما يعرضها للتسرب أو الاختراق، فإذا واجه مزود الخدمة السحابية خرقًا أو هجومًا، فلن تفقد المؤسسة بياناتها وملكيتها الفكرية فحسب، بل ستتحمل أيضًا المسؤولية عن أي أضرار ناتجة.

 

وفي الختام، تجدر الإشارة إلى ضرورة الحرص على تجنب تلك المخاطر الأمنية للحوسبة السحابية من خلال اتخاذ إجراءات أمنية عديدة من شأنها التقليل من تلك آثار تلك المخاطر أو تجنب التعرض لها، إذ يجب الحرص على استخدام كلمات مرور قوية وتجنب مشاركتها مع الآخرين خاصة فيما يتعلق بالحسابات السحابية، بالإضافة إلى تجنب إتاحة البيانات الحساسة الخاصة بالشركات لجميع الموظفين، والحرص على تدريب الموظفين على الأمن السيبراني وتثقيفهم حول مخاطر الحوسبة السحابية وكيفية تجنبها، فكل تلك الإجراءات من شأنها حماية البيانات الخاصة بالمستخدمين من الانتهاك والسرقات.