20-نوفمبر-2016

شعار ريد بول وفريق لايبزيغ ترفعه بعض الجماهير في الملعب (ماتياس كرن /Getty)

حين لعب بوروسيا دورتموند أول مباراة له خارج ملعبه هذا الموسم أمام فريق لايبزيغ الصاعد إلى الدرجة الأولى، قاطع الآلاف من جماهير الفريق الأصفر مدرجات الملعب وتابعوا المباراة عبر الراديو.

 حتى سنة 2009، كان لايبزيغ فريقًا في الدرجة الخامسة تحت اسم ماركرانشتات، لكن شركة ريد بول قررت شراء النادي وتغيير اسمه

جاء قرار جمهور دورتموند المعروف بأنه يملك أعلى معدل حضور جماهيري في أوروبا، اعتراضًا على الهيكلية التجارية لخصمهم. فجمهور بوروسيا دورتموند اعتبر أن لايبزيغ يلعب كرة القدم بهدف بيع منتج ونمط حياة وتحقيق الأرباح، بعكس الأندية الألمانية التي تحقق الأرباح بهدف لعب كرة القدم.

إقرأ /ي أيضاً: عمار السحار".. من لاجىء سوري إلى حكم في ألمانيا"

تتزايد قائمة المتمردين في مواجهة النادي الذي تحول بسرعة إلى أحد أكثر الأندية المكروهة في كرة القدم الألمانية. فحتى سنة 2009، كان لايبزيغ فريقًا في الدرجة الخامسة تحت اسم ماركرانشتات، لكن شركة ريد بول قررت شراء النادي وتغيير اسمه وزيه مع تقديم ميزانية لشراء اللاعبين بقيمة 100 مليون يورو. وفي الوقت الذي تمنع القوانين الألمانية لكرة القدم إطلاق أسماء الشركات والرعاة على الأندية، تم اختيار اسم رايزنبولسبور لايبزيغ وملخصه "RB" المشابه لريد بول في أول حرفين.

في ألمانيا لا تسمح القوانين في أي نادٍ امتلاك جهة واحدة نسبة "50+1" من الأسهم حتى تكون هذه الجهة قد قضت 20 سنة كجزء من النادي. كذلك واجه النادي الألماني الجديد مشكلة باستقطاب الأعضاء، وفي الوقت الذي تبلغ فيه تكلفة التحول إلى عضو بفريق دورتموند مثلًا 62 يورو سنويًا، تصل هذه القيمة إلى 1000 يورو في فريق لايبزيغ وحتى حين ألزم الاتحاد الألماني الفريق الجديد بالحصول على أعضاء ليتم السماح له باللعب في دوري الدرجة الأولى لم ينجح بالحصول سوى على 17 عضو معظمهم مرتبط بشركة ريد بول.

حين ألزم الاتحاد الألماني الفريق الجديد بالحصول على أعضاء ليتم السماح له باللعب في دوري الدرجة الأولى لم ينجح بالحصول سوى على 17 عضو معظمهم مرتبط بشركة ريد بول.

في أرض الملعب يلعب لايبزيغ كرة قدم جميلة، ويخوض تجربة مشابهة لليستر سيتي الإنجليزي، وهو ما يزيد من كره جماهير الأندية الألمانية له. فالفوز الأخير بنتيجة 3-2 من معقل بايرن ليفركوزن، يعد إنذارًا كبيرًا وإعلان نية تامة من الفريق الجديد للفوز بالبطولة الألمانية. فخسارة بايرن ميونخ جعلته يتصدر الدوري لأول مرة في تاريخه بفارق ثلاث نقاط، وبهذا فرض نفسه منافسًا جديًا على اللقب.

لا يمكن الحسم بأن لايبزيغ سيكون ليستر سيتي آخر في ألمانيا، ولا يمكن الحسم بأن بايرن ميونخ سيخسر الدوري هذا العام. لكن المنافسة باتت أشرس في الدوري الألماني فالمراكز من الثالث إلى السادس تحمل عدد النقاط ذاته وهو 21 نقطة وعلى بعد 6 نقاط فقط عن متصدر الدوري الجديد.

اقرأ /ي أيضًا: فلسفة أنشيلوتي الذهبية تحكم بايرن ميونيخ
يعد ليستر سيتي تجربة لا تتكرر بسهولة، لكن لايبزيغ طرح إمكانية إعادة الإنجاز في ألمانيا بفترة قصيرة. كل هذا والكره والغضب من الجماهير الألمانية يزداد ضد الفريق الجديد وسياسته وأسلوبه الرعائي، فالجماهير وإدارات الأندية الأخرى تعتبر أن النادي الجديد يمس بجوهر كرة القدم الألمانية وطبيعتها المبنية على تحقيق الأرباح المعقولة في سبيل تطوير كرة القدم، وليس تحويل كرة القدم إلى لعبة إعلانات وأموال وعمل تجاري بحت.

اقرأ /ي أيضًا:

تحدي "المانيكان" يقتحم عالم كرة القدم

الكوكايين يقضي على مستقبل لاعب دوري أبطال أوروبا