16-مارس-2024
لغة العيون وكيف تفسر في علم النفس؟

دلالات الإعجاب بلغة العيون حسب علم النفس

تلين العيون في الحب وتقسى وقت الغضب، تتسع خوفًا ورعبًا وتضيق في الشك، وتبكي فرحًا أو حزنًا. العيون لغةٌ يلجأ الناس لفهمها للحصول على معلوماتٍ من الآخرين، تُقرأ مثلًا لغة العيون في الإعجاب لتحديد ما إذا كان الآخرون يهتمون بشخصٍ ما، أو إذا كانوا يسعدون لرؤيته. كتب كثيرٌ عن العيون، ربما لأن ليس هناك عضوٌ آخر في الجسم يتواصل بهذا القدر، فقد قال شكسبير: "إن العيون نوافذ للروح"، إلا أنها من الممكن أن تكون ستائر تخفي النفس، فقد تكذب العينان أحيانًا. إن العيون عنصرٌ حاسمٌ في تعبيرات الوجه، مع أن معظم الأشخاص يبحثون عن ابتسامة أو عبوس كإشارةٍ للغة الجسد، لكن العين وعضلاتها المعقدة تلعب دورًا مهمًا في التعبير الدقيق عن المشاعر. لكن كيف تتحدث العيون؟

تضيق العيون وتخلق خطوطًا في الزوايا الخارجية إشارةً لابتسامةٍ حقيقيةٍ

تحليل لغة العيون في علم النفس

تعتمد دراسة لغة العيون في علم النفس على عدة عوامل مثل حجم حدقة العين واتجاه النظر، والأخذ بعين الاعتبار العوامل الفسيولوجية والاجتماعية. يساعد فهمنا للغة العيون في تحسين التواصل مع الآخرين وفهم مشاعرهم بشكل أدق وأعمق وهذا يعزز العلاقات الاجتماعية والتفاهم بين الأفراد. 

  1. لغة العيون في الإعجاب

 تتميز نظرات الإعجاب بالدفء والشغف واللهفة، عادةً ما تكون العيون متلألئةً ومشعةً وتعبر عن الرغبة في الاقتراب والتواصل مع الشخص المعجب به، لغة العيون في الإعجاب فاضحةٌ يصعب إخفاؤها. فما هي أهم علامات لغة العيون في الإعجاب؟

  • اتساع حدقة العين:

عادةً ما تتسع حدقة العين أو ما يعرف بالبؤبؤ كاستجابةٍ طبيعيةٍ نتيجة تعرض العينين للضوء، إلا أن التفاعلات العاطفية يمكن أن تحدث توسعًا لحدقة العين في لغة العيون عند الإعجاب، مثل التحدث إلى شخصٍ مثيرٍ للاهتمام، ويمكن أن يكون توسع الحدقة واضحًا وملحوظًا من قبل الأشخاص الآخرين، حيث يعكس الاهتمام ومستوى الاندفاع العاطفي تجاه الشخص المقابل. وهذه العلامة لا يمكن تجاهلها، لأن الشخص لا يملك القدرة على التحكم بها لذلك يمكن اعتبارها من أصدق علامات لغة العيون في الإعجاب.

  • التواصل البصري المستمر:

من أبرز علامات لغة العيون في الإعجاب هي مواصلة النظر إلى شخصٍ ما والتحديق به وتركيز النظر إليه مدةً من الزمن دون انقطاع، حيث يشير التواصل البصري للانجذاب والإعجاب الشديد، وممكن أن يعبر عن الرغبة بالاقتراب والرغبة في التواصل والتفاعل.

  • الابتسامة في العيون: 

تضيق العيون وتخلق خطوطًا في الزوايا الخارجية إشارةً لابتسامةٍ حقيقيةٍ، وهذا لا يحدث في الابتسامة المزيفة، حيث تظهر ابتسامةٌ تلقائيةٌ على وجوه الأشخاص حين رؤيتهم للشخص المعجبين به، وإن اختفت هذه الابتسامة من الشفاه فإنها لا تختفي من العيون، بل تدوم على الوجه أغلب فترة اللقاء، قد يشعر بها الطرف الآخر ويبادل هذه الابتسامة بابتسامةٍ أيضًا. 

  • الرمش المتكرر: 

بغض النظر عن حاجتنا الطبيعية للرمش، إن حديث شخصٍ مع شخص يشعر نحوه بالإعجاب يمكن أن يضاعف عدد رمشات العين بشكلٍ ملحوظٍ، فالرمش أكثر من المتوسط 6-10 مراتٍ في الدقيقة يمكن أن يكون مؤشرًا على الانجذاب والإعجاب. 

  • تجنب التواصل البصري:

أحيانًا لغة العيون في الإعجاب تُجنب الأشخاص النظر للآخرين عند شعورهم بالإعجاب، أو يشيحون بنظرهم فورًا عند التقاء عيونهم بعيون الشخص المعجبين به، بسبب شعورهم بالحرج أو الخجل، أو محاولةً لإخفاء المشاعر، إلا أن العلامات الأخرى للغة العيون في الإعجاب قد تكون فاضحةً، مثل ابتسامة العين أو اتساع حدقتها وغيرها من علامات الجسد الأخرى.

يستخدم الأطفال التواصل البصري مثل الكبار فهم يفضلون التفاعل مع شخصٍ ينظر إليهم بشكلٍ مباشرٍ

  1. النظر في اتجاهات معينة

يُعتقد أن الاتجاه الذي ينظر إليه الشخص يمكن أن يعبر عن عمليات التفكير والانفعالات الداخلية لدى الشخص، بشكلٍ عام الإتجاه الذي ينظر إليه الشخص ليس له معنى مهم، حتى يصحبه التفكير في إجابة أو رد.

  • النظر لليمين: يميل الأشخاص للنظر إلى اليمين عند التخيل وابتكار أفكاٍر إبداعيةٍ، الأشخاص الكاذبون سوف ينظرون بهذا الاتجاه وهم يختلقون صورًا ذهنية وأحداثًا غير مطابقةٍ للواقع.
  • النظر لليسار: من الممكن أن يكون الشخص يجري محادثةً داخليةً مع نفسه، أو أن لديه أفكارًا غير مرئيةٍ، أو لمحاولة تذكر الحقائق.
  • النظر ﻷعلى: قد يدل على أن الشخص يتصور شيئًا ما في ذهنه، أو أنه يشعر بالملل، وربما أنه يحاول تذكر شيءٍ ما.
  • النظر لأسفل: تجنب الاتصال البصري ممكن أن يكون سببه التوتر أو التردد في المشاركة بالمحادثة أو عدم الاهتمام بها، ومن الممكن أن يكون علامة على الخجل أو الخضوع، خاصةً إذا كان الشخص المقابل يعتبر أكثر قوةً وسلطة.
  • النظر بأكثر من اتجاه: توجيه النظر بأكثر من اتجاه ودوران العيون في الأرجاء، يعني أن الشخص يقوم بالبحث عن شيءٍ محفزٍ أكثر من المحادثة الجارية بسبب الشعور بالملل.
  • النظر بشكلٍ مستقيم: ربما يعني الاستعداد للتواصل والصدق في التفاعل، ويعبر عن الثقة بالنفس، وغالبًا ما يعتبر علامةً على التركيز والانتباه والاهتمام بالموضوع المطروح، وقد تكون واحدةً من علامات لغة العيون في الإعجاب.

تعكس العيون مشاعر مثل لغة العيون في الإعجاب والتعاطف أو الحزن

  1. تفسيرات أخرى للغة العيون في علم النفس

  • اتساع العينين: فتح العينين بشكلٍ واسعٍ يمكن أن يدل على الدهشة أو المفاجأة، عادةً يرافق اتساع العينين رفع الحاجبين كرد فعل طبيعي عند حدوث شيء غير متوقع.
  • الغمز: يكون الغمز عن طريق إغلاق جفن عينٍ وفتح الآخر بشكلٍ سريعٍ، للتواصل بطريقةٍ غير لفظيةٍ، يمكن استخدامها للإشارة إلى اتفاقٍ سريٍ، أو المزاح والدعابة مثل إلقاء نكتةٍ بين الأصدقاء، وفي ثقافاتٍ أخرى ممكن أن يكون الغمز بالعين إشارةً إلى لغة العيون في الإعجاب بشخصٍ آخر.
  • انقباض حدقة العين: عدم الشعور بالراحة في بعض المواقف يمكن أن يؤدي لانقباض بؤبؤ العين، وكذلك التوتر والقلق والغضب. 
  • فرك العيون: هي حركةٌ يقوم بها الأشخاص باليدين أو باستخدام إصبعين، يمكن أن يدل فرك العيون على الإجهاد والتعب أو النعاس، وأحيانًا يشير إلى أن الشخص الذي يفرك عيونه لا يصدق ما يقال له.
  • نظرات خاطفة: نظراتٌ قصيرةٌ تنقل رسائل غير لفظيةٍ، تحمل عدة معانٍ؛ فمن الممكن أن تكون علامةً للغة العيون في الإعجاب، أو يمكن أن تعكس عمق التفكير لدى الشخص واستعداده  للتفاعل بشكلٍ إبداعي.
  • البكاء: يعبر الكثير من الأشخاص بالبكاء عن المشاعر العميقة، سواءً كانت مشاعر سلبيةٍ مثل الشعور بالإجهاد والألم أو الحزن أو مشاعر إيجابيةٍ مثل السعادة والفرح والارتياح، ويمكن أن تكون استجابةً طبيعيةً لبعض المواقف، بالإضافة إلى أن البكاء يساعد أيضًا في تحرير المشاعر المكبوتة لدى الأشخاص.

 

بينما تقوم العيون بجمع المعلومات والتفاعلات الاجتماعية، فإنها أيضًا تسرب المعلومات والمشاعر التي قد يحاول الأشخاص إخفاءها، فقد تعكس العيون مشاعر مثل لغة العيون في الإعجاب والتعاطف أو الحزن. تتنوع لغة العيون وتفسيراتها في علم النفس بشكلٍ واسعٍ، وتعتبر جزءًا أساسيًا من التواصل البشري، فهي تعكس مشاعر الإنسان وتفاعلاته بشكلٍ غير لفظي. علاوةً على ذلك يستخدم الأطفال التواصل البصري مثل الكبار فهم يفضلون التفاعل مع شخصٍ ينظر إليهم بشكلٍ مباشرٍ، فهم يتمتعون بالقدرة على تتبع عيون الأشخاص والتفاعل معهم منذ سن الرضاعة. ويظهر هذا أهمية لغة العيون في تطوير العلاقات الاجتماعية. وقد تختلف التفسيرات باختلاف الأشخاص والثقافات والسياق بالتأكيد.