11-يناير-2024
كتب عن لغة الجسد

كتب عن لغة الجسد

 

إيماءة من يد شخصية نسجها الكاتب ميلان كونديرا من وحي خياله في لحظة، كانت سببًا في كتابة واحدة من أبدع وأندر الأعمال الأدبية التي قد تصادف القارئ، ألا وهي رواية الخلود.

تقوم فكرة الرواية كلها على لغة الجسد، الإيماء باليد، بالعين، الحركة السريعة والبطيئة، حركة الفم وهيئة الجلوس والوقوف، كلها معًا بل وأكثر منها تشكل لغة السحر والتأثير والجاذبية التي قد لا يتنبه إليها العديد ممن عليهم إتقانها، وهذا يؤكد بما ليس فيه مجال للشك بمدى أهمية هذه اللغة الفريدة.

 

 

أهم الكتب عن لغة الجسد

ومن خلال التجارب والخبرات المتعددة التي حازها المختصون في هذا المجال، نرى أن هناك العديد من الكتب المهمة في لغة الجسد التي أغرق بها العلماء مكتباتنا العربية والعالمية والتي تمكن القارئ من فك شيفرات هذه اللغة وفهم أبجدياتها، وفيما يأتي بعض أسمائها:

1.كتاب كيف تقرأ شخصًا مثل كتاب

يعتبر هذا الكتاب واحدًا من الكتب المهمة في لغة الجسد، وقد قام بتأليفه ثلاثة كتاب هم:

  • جابرييل جرايسون 
  • هنرى كاليرو
  •  نيرنبرج

وحتى يصبح من الممكن قراءة الشخص مثل الكتاب، يجب أولًا أن منحه أهمية كافية والتمعن به جيدًا، فعلى القارئ أن تكون مراقبًا جيدًا وهذا تمامًا ما سيعلمه هذا الكتاب، حيث يعتمد على توضيح إيماءات الوجه وحركات الجسم كما يشرح كذلك العلاقات الشخصية من خلال لغة الجسد، كما يقدم بعض العلامات المصاحبة للمشاعر التي تطرأ على النفس وكيفية انعكاسها على الجسد، ومنها:

1.علامات الغضب، ويصاحبها:

  • تصلب الجسد
  • الدموع أو التعبيرات المتجهمة
  • الالتفات بالجسد بعيدًا
  • ضرب الأشياء المحيطة بغضب 

2.علامات الخوف، ويصاحبها:

  • لعق الإبهام
  • التشبث بالشخص المجاور
  • عقد الذراعين بشدة
  • تصلب الكتفين وبقية الجسد
  • تعبيرات الوجه الجامدة

3.علامات السعادة والثقة بالنفس، ويصاحبها:

  • الابتسام والضحك
  • وضعية الجسد المرتخية
  • الوقوف المجاور القريب عند التحدث
  • حركات الجسد النشطة والمليئة بالحيوية

 وقد كان هذا الكتاب من أكثر كتب لغة الجسد التي حازت على إعجاب قرائها نظرًا لأسلوبه المبسط والمباشر في الشرح. 

 

 2. كتاب أعرف ما تفكر فيه

يعد كتاب كتاب أعرف ما تفكر فيه من تأليف الدكتورة ليليان جلاس من ضمن كتب كثيرة عن لغة الجسد، تتناول فيه الكاتبة 4 شيفرات لقراءة الناس من خلال لغة جسدهم، وهذه الشيفرات هي:

  • الإنصات إلى شيفرة الكلام

حيث يمكّن الإنصات الجيد من فك شيفرات الشخصية المقابلة، فأسلوب الحديث يكشف الكثير عن حقيقة الإنسان الداخلية، هل هو واثق أم يشعر بانعدام الأمان؟ سعيد أم حزين؟ وغيرها.

  • الاستماع إلى الشيفرة الصوتية

وهذا أمر من السهل التعامل معه عند العديد من الناس، مثلًا، كم مرة حدث واتصل صديق بصديقه وسرعان ما بادره إلى القول: ماذا بك؟ هذه الـ "ماذا بك؟" دليل عملي على أنه استطعت أن فك شيفرة صوته بسرعة دون بذل أي مجهود.

  • شيفرة لغة الجسد

تقول الكاتبة ليليان جلاس في كتابها "تشبه شيفرة لغة الجسد البصمة الشخصية، حيث توضح كيف يسير الشخص، وكيف يجلس ويقف، ويعتبر وضع الرأس من أحد المكونات الهامة لتحليل شيفرة لغة الجسد، وكذلك كيفية استخدام الأرجل والأذرع".

  • النظر إلى شيفرة الوجه

الوجه هو الصفحة الأولى في كتاب "الناس"، يحمل الوجه التعبيرات الأولى للانفعالات، ولا يستطيع أبدًا إخفاء اضطراباته، مثلًا، نخجل فتتورد وجنتانا، نغضب، نقطب جبيننا، نفرح، تفتر عن ثغرنا ابتسامة، نحب، تلتمع أعيننا، كل شيء داخلي يظهر من خلال الوجه لا مفر، ولا يتطلب الأمر غير أن يكون الشخص قارئًا جيدًا ليسهل عليه التفسير.
 

3.كتاب كيف تقرأ أفكار الآخرين من خلال حركاتهم

للكاتب هنري كارلو، وهو من أفضل الكتب عن لغة الجسد، حيث يشرح بشكل مركز كيف يمكن للإيماءات وحركات الجسم أن تكشف مدى رضا الشخص من عدمه عما يدور حوله، ويقدم بشكل مفسر الحركات التي يستخدمها الناس بأشكالها المختلفة للتعبير عما يدور في خلدهم، من انفتاح أو اندفاعية، ومن شك أو يقين، ومن ثقة أو إحباط.

يحتوي الكتاب على العديد من آراء العلماء في علم لغة الجسد، كما يربط بين تفسير الإيماءات الحركية للجسد وتطبيقات عملية من أرض الواقع، مما يسهل على القارئ فهمها، وذلك من خلال إرفاق صور توضيحية للإيماءات المختلفة ومواطن استخدامها، تجدون هنا رابط قراءة كتاب كيف تقرأ أفكارالآخرين من خلال حركاتهم.

 

كتب عن لغة الجسد
يمكن اكتساب مهارات لغة الجسد وممارستها بوعي أثناء الحوار مع الآخرين

 

4.كتاب المرجع الأكيد في لغة الجسد

لمؤلفيه "آلان بيز وباربرا بيس" واحد من أهم كتب لغة الجسد، فإذا ما أراد القارئ فهم الناس من حركات أجسادهم، ومعرفة ما يدور في رؤوسهم، وإذا ما أراد أن يكون إيجابياً في علاقاته مع الناس، فأنا أنصح بقراءة هذا الكتاب، حيث يعرض فيه بعض المفردات الضرورية لقراءة المشاعر والميول وتفسير السلوك، سيغزو هذا الكتاب عالم القارئ ليساعده على تفنيد لغة جسده هو قبل الآخرين. ومن أكثر القواعد أهمية في قراءة لغة الجسد التي ذكرها الكتاب القواعد الثلاث الأساسية التالية:

  • اقرأ الإيماءة في مجموعات

تلفت هذه القاعدة الانتباه إلى عدم قراءة إيماءة واحدة بمعزل رفيقاتها، فلغة الجسد كل متكامل، لا تحكم على حركة واحدة، بل على مجموعة حركات معًا، وهذا يتطلب دقة عالية وتركيزا عميقا.

  • ابحث عن الانسجام

يقال: "عندما تتناقض كلمات الشخص مع لغة جسده، تتجاهل النساء ما يقال" في الواقع ليست النساء فقط من سيتجاهلن ما يقال، وهذه قاعدة خطيرة ومهمة، فيجب مراعاة انسجام لغة الجسد مع ما الكلام، ولتوضيح هذا يطرح الكاتب مثالًا على هذا فيقول "لو رأيت أحد السياسيين يقف على المنصة ويتحدث بثقة، ولكن ذراعيه متشابكتان بقوة أمام صدره (أسلوب دفاعي)، وذقنه للأسفل (ناقد عدائي)، ويخبر الجمهور أنه يتلقى ويرحب بأفكار الشباب، فهل ستقتنع؟" الإجابة هي لا بكل تأكيد، فهذا القائد قد فقد بما لا يشوبه الشك الانسجام بين لغتي الجسد واللسان، واستخدام هذه القاعدة بشكل جيد يعتبر من أهم طرق الإقناع في الحوار.

  • اقرأ الإيماءات في سياقها

يجب التفكير بالإيماءات ضمن السياق الذي تحدث فيه وتعبر عنه، مثلًا، يحدث لقاء بشخص في موقف الحافلات في أحد ليالي الشتاء الباردة، يعقد ذراعيه أمام صدره، ذقنه للأسفل مقطب الحاجبين، هذا يدل على شعوره بالبرد، أما إذا أبدى شخص آخر الإيماءات ذاتها في وضع راحة وأحدهم يحاول إقناعه بوجهة نظره في أمر معين فهذا يدل على شعوره بالامتعاض مما يحاول إقناعه به. رابط قراءة كتاب المرجع الأكيد في لغة الجسد.

 

لغة الجسد اكتساب أم موهبة

لا شك أن العديد من مميزات الشخصية الفريدة تولد مع الشخص نفسه، ولكن، أتراها تعد قاعدة عامة تشمل معها لغة الجسد؟ 

الإجابة بكل وضوح هي: لا. إذ يمكن اكتساب مهارات لغة الجسد واستخدامها لنكون أكثر إقناعًا أثناء الحوار مع الآخرين، الكثير من الشخصيات العامة والمرموقة في عالمنا لم تولد مدركة ولا مكترثة أصلًا بأهمية لغة جسدها، إلا أن ما أدركتْه لاحقًا من هيمنة لغة الجسد وحضورها الطاغي أجبرها على تعلمها وإدراك مكنونها وأخذها على محمل الجد، مما يدل على أنها مهارة مكتسبة، واكتسابها بمهارة سيكون لاحقًا من أحد أهم طرق إقناع الآخرين والتأثير فيهم.

 

بعد أن عرضنا في المقال قائمة بأهم كتب عن لغة الجسد تجدر قراءتها، للتعلم منها،  إذ يجب توظيف هذه المعرفة لتحقيق أكبر قدر من التواصل الإيجابي مع المحيطين بنا، لتعميق العلاقة معهم، وبناء جسور من التفاهم مع الآخرين.

والآن، هل حقًا سيسهّل علينا فهم لغة الجسد وقراءة من هم أمامنا؟ 

الإجابة هي نعم بكل تأكيد، ليس فقط من هم أمامنا، بل ومن نستطيع تخيلهم كذلك من خلال وصف لغة جسدهم، ففي واحدة من أكثر الصور جلاءً التي تتحدث عن لغة الجسد، والتي وردت في سورة المدثر، شرح الله تعالى فيها لغة الجسد التي أبداها الوليد ابن المغيرة حول قوله عن القرآن، فقال" ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدۡبَرَ وَٱسۡتَكۡبَرَ (23) فَقَالَ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ يُؤۡثَرُ (24) إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا قَوۡلُ ٱلۡبَشَرِ (25)"

 

إذا ما تأملنا هذا الوصف، أجزم أننا سنرى أمامنا الآن الوليد ابن المغيرة، هائمًا على وجهه، جبينه ينضح عرقًا، يطوي الأرض تحت قدميه ذهابًا وإيابًا لشدة توتره وبهتان حجته.