18-فبراير-2019

اتهم ناشطون يمنيون السعودية بالضغط على الحكومة اليمنية للتطبيع مع إسرائيل (تويتر)

الترا صوت - فريق التحرير

"تطبيع على المكشوف"، أو "تطبيع ناعم"، هو ما رأى ناشطون ومعلقون أن الحكومة اليمنية، قد بدأت به مع إسرائيل، خلال مؤتمر وارسو، حيث جلس وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني بجانب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وأعاره مكبر الصوت، ما اعتبره الأخير بداية التعاون بين اليمن وإسرائيل.

اتهم ناشطون ومدونون يمنيون التحالف السعودي الإماراتي، بدفع خالد اليماني، للتطبيع مع العدو الصهيوني أسوة بالمسار الذي تنتهجه مع تل أبيب منذ سنوات

أشعل جلوس اليماني بين وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ونتنياهو، مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن وخارجه، تنديدًا بموقفه الذي لم يسجله أحد من قبل في تاريخ اليمن بهذه الصورة.

اقرأ/ي أيضًا: في الذكرى الثامنة لثورة فبراير اليمنية.. أين ذهب شبابها؟

وفيما رآه البعض خدمة كبيرة للحوثيين، من أجل استمرار حربهم، وتجنيد المقاتلين في صفوفهم، لمحاربة إسرائيل كما يدعون؛ يؤكد آخرون أنه تطبيع على المكشوف مع العدو الصهيوني، ومن جهة أخرى يراه البعض خطأ دبلوماسيًا وقع به وزير الخارجية في حكومة هادي المثيرة للجدل.

تتواصل ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الفضاءات والمجالس العامة في اليمن، وسط مطالبات بإقالة اليماني من منصبه.

في سياق ردود الفعل السياسية، قال وزير الخارجية السابق في الحكومة اليمنية، ومستشار الرئيس هادي، عبدالملك المخلافي، في تغريدة على تويتر، ‏إن "القضية الفلسطينية هي قضية القضايا التي لا تعلوها قضية أو تسبقها". واستطرد أن "التطبيع أو شبهة التطبيع  مع العدو الصهيوني  بأي صورة من الصور يخالف كل ثوابت شعبنا وتاريخه بل ودستوره، والمجاملة في هكذا مواقف لا يخدم إلا أعداء الأمة جميعًا وفي مقدمتهم العدو الصهيوني" .

أما الإعلامي اليمني محمد سعيد الشرعبي، فأكد من جهته أن اليمنيين بحاجة إلى تطبيع العلاقات مع أنفسهم وبعث الحياة في بلدهم قبل التفكير بتطبيع علاقاتهم مع الآخرين.

ومن داخل قاعة الاجتماع، في وارسو، نقل المبعوث الأمريكي الخاص لعمليات السلام، جيسون غرينبلات، حديث نتنياهو مع اليماني. وغرد غرينبلات قائلًا: "لحظة طريفة، كان مكبر الصوت الخاص بنتنياهو لا يعمل، فسارع اليماني بإعارته مكبر الصوت الخاص به، فرد بنيامين مازحًا، هذا بداية التعاون بين إسرائيل واليمن، خطوة بخطوة".

 

‏واعتبر الصحفي والكاتب اليمني هشام الزيادي ذلك، تصرفًا غبيًا وغير مسؤول من خالد اليماني، مضيفًا أنه "تصرف يُظهر عدم معرفة اليماني بأبجديات العمل الدبلوماسي، ولا يحترم التزام اليمن بعدم التطبيع مع الكيان الصهيوني".

‏في السياق عينه قال علي القحوم، عضو المكتب السياسي لجماعة أنصارالله، "الحوثيين"، لا شرف ولا كرامة لمن يتوسط الجلوس بين رئيس الكيان الصهيوني الغاصب ووزير خارجية أمريكا.

وتابع أن "هذا هو حال المدعو خالد اليماني في مؤتمر وارسو.. هذا الرجل لا يمثل اليمن العزيز والشامخ والرافض لأمريكا وإسرائيل، بل يمثل عمالة وإجرام شرعية عدوان دولي على اليمن أرضًا وإنسانًا".

‏هل آتى الضغط السعودي أكله؟

من جانبه، اتهم الناشط الصحفي مأرب الورد التحالف السعودي الإماراتي، بدفع خالد اليماني، للجلوس بجانب نتنياهو، للتطبيع مع العدو الصهيوني.  وغرد: "شاهت الوجوه وأولهم وزير الخارجية اليمني خالد اليماني. واستدرك: "يجلسون إلى جوار عدو الأمة بمبرر سخيف هو مواجهة الخطر الإيراني ولن يفعل لهم نتيناهو شيئًا".

وأضاف الورد: "نحن نعرف من ساق اليماني إلى وارسو، وهي تلك الدول المعروفة بهرولتها للتطبيع، مستغلة حاجة هادي وحكومته لدعمها"، في إشارة للسعودية والإمارات.‏‏‎

وفي سياق متصل قال الناشط اليمني، محمد العمري، إنه "إذا كان الخلاص من إيران، لن يتم إلا بالتطبيع مع اسرائيل، فنحن لا نستحق الخلاص". مضيفًا أن "اليمن تبدو مثل البحرين، مجرد تابع لا كلمة له مع المتبوع (السعوديه)".

أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان في جامعة حمَد بن خليفة في قطر، محمد مختار الشنقيطي، غرد هو الآخر على تويتر، قائلًا إن "وزير خارجية حكومة الوهم التي تُدْعَى زورًا وبهتانًا الحكومة الشرعية في ‎اليمن يجلس جنب السفاح نتنياهو في ‎مؤتمر وارسو، وشعبه يموت قصفًا وتجويعًا".

متابعًا أنه "فلتسعد إيران بحكم اليمن السعيد إذا كان أمثال هذا هم من سيحررونه من النفوذ الإيراني".

‏من جانبه، أكد عبدالملك محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، أن ‏جلوس وزير الخارجية خالد آل يماني الى جوار رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو كشف عن بوتقة مطبعين يريدون (من) الجميع أن يفكر كما يفكرون".

وخاطب عبدالملك، اليماني، بـ"سيادة التافه المطبع"، قائلًا إن "هذه سياسة خارجية لدولة اسمها الجمهورية اليمنية، لا يرسمها خمسة أفراد مطبعين ولاحتى مليون، بل يرسمها الشعب باستفتاء أو برلمان منتخب".

مطالبات بالإقالة

طالب ناشطون يمنيون بإقالة اليماني من منصبه، كوزير للخارجية. ‏وقال البرلماني محمد الحزمي، والناطق باسم هيئة علماء اليمن: "أطالب بإقالة وزير الخارجية فورًا. مؤكدًا أن "اليماني لا يمثل ‎اليمن في مؤتمر وارسو، ما دام  (أن) العدو الصهيوني حاضرًا، ولا يتشرف أي يمني بهذه الصورة الخبيثة".

واعتبر الناشط اليمني، الذي يمتلك حساب باسم الروحاني، جلوس اليماني بجانب رئيس الوزراء الإسرائيلي، عارًا لا يقبله الشعب اليمني، وزاد أن ‏"هذا عار لا نقبله، وخالد اليماني مثل نفسه، ويجب أن يقال من منصبه، لخروجه عن الإجماع الوطني". مضيفا أن "هكذا هم الساسة الذين لا يفهمون شعوبهم، ولا يحملون همومهم، يتصرفون برعونة وقلة بصيرة".

اقرأ/ي أيضًا: مسرحية المساعدات السعودية لليمن.. أوقفوا القصف أولًا!

سيل الانتقادات التي واجهها اليماني، أجبرته على الرد على الناشطين اليمنيين، حيث اعتبر في فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي أن ما يجمع اليمن مع إسرائيل العداء المشترك لإيران، واعتبر من جهة ثانية في تغريدة ‏"أن موقف اليمن والرئيس هادي من القضية الفلسطينية وشعبها وقيادته ثابت ولا يقبل المزايدة عليه. وقد تجلى في توجيهات هادي عندما قدت التحرك العربي في الأمم المتحدة لمواجهة المساس بالقدس". مضيفًا أن "المشاركة في وارسو لم تكن لمناقشة فلسطين بل لحشد المجتمع الدولي لمواجهة التوسعية الإيرانية في اليمن".

أشعل جلوس اليماني بين وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ونتنياهو، مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن وخارجه، تنديدًا بموقفه الذي لم يسجله أحد من قبل في تاريخ اليمن 

واعتبر أن "الأخطاء البروتوكولية هي مسؤولية الجهات المنظمة، كما هو الحال دائمًا في المؤتمرات الدولية، وأن التواجد اليمني في وارسو، كان لمواجهة إيران، جزءًا "من معركة استعادة الشرعية التي لا ينسحب منها إلا الجبناء"، مدعيًا أن محاولات وضع صبغات مخالفة للواقع لغرض المزايدة السياسية لن يثنينا عن الدفاع عن اليمن.

 

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

مشروع "نيوم".. ذريعة ابن سلمان لإعلان تطبيع العلاقات مع إسرائيل

موت الفلسطيني "الغامض".. وقفة مع التضليل في الإعلام الأمريكي!