25-فبراير-2024
يحيى عطية الله

يحيى عطية الله من نجوم المغرب في كأس العالم 2022

قدّمت المغرب لكرة القدم العربية والأفريقية العديد من النجوم عبر تاريخها، فكانت ذروة الأداء المميز للمنتخب المغربي سابقًا في كأس العالم 1986، حينما كانت أول فريق عربي وأفريقي يتخطى الدور الأول من كأس العالم، بعد ذلك بسنوات طويلة، وتحديدًا في مونديال قطر 2022، حققت المغرب مرة أخرى إنجازًا عربيًا وأفريقيًا غير مسبوق، حينما أصبح أسود الأطلس الفريق العربي والأفريقي الوحيد الذي يبلغ الدور نصف النهائي.

الإنجاز المغربي كان بقيادة المدرب وليد الركراكي أفضل مدرب بتاريخ المغرب، وتحت قيادته كان هناك الكثير من اللاعبين، منهم من كان معروفًا لأكثر المتابعين، لما خاضه من تجارب احترافية مع كبرى الأندية، كحكيم زياش ويوسف النصيري وأشرف حكيمي وياسين بونو وغيرهم، وآخرون سطع نجمهم بعد كأس العالم، ولم يكن اسمهم مألوفًا للكثيرين بسبب لعبه في الدوري المحلي، وسنتكلّم اليوم عن أحدهم وهو المدافع يحيى عطية الله

عطية الله

من هو يحيى عطية الله لاعب المنتخب المغربي؟

يحيى عطية الله هو لاعب دولي مغربي، ولد في مدينة أسفي المغربية عام 1995، وتحديدًا في الثاني من آذار/مارس.

يتميّز يحيى عطية الله بأدائه المميز دفاعيًا وهجوميًا، مركزه الأساسي هو الظهير الدفاعي الأيسر، فهو لاعب سريع ورشيق للغاية، ويمتاز بالسرعات العالية، وبإمكانه أيضًا تأدية مهام هجومية، عبر التقدم سريعًا نحو الأمام، وإمداد رفاقه بالكرات العرضية، حيث يمتاز بدقّة التمرير والكرات المرفوعة.

 

يحيى عطية الله ومسيرته الكروية

تدرّج يحيى عطية الله في فئات نادي أولمبيك أسفي المغربي، فلعب معهم بفئاته العمرية، وأوّل لقاء احترافي في مسيرته كان عام 2013، وقتها شارك مع ناديه بعمر الـ18 عامًا في الدوري المغربي ضد الجيش الملكي، وفي العام التالي شارك أساسيًا لأول مرة في مسيرته، وكان ذلك ضد نادي شباب الريف الحسيمي.

رويدًا رويدًا ثبّت يحيى عطية الله مكانه أساسيًا في تشكيلة أولمبيك أسفي، واستمر مع الفريق ستة أعوام "من 2013 حتى 2019"، وأبرز إنجازاته كان الوصول إلى نهائي كأس المغرب، إلى أن أتته فرصة احترافية للعب بالقارّة العجوز.

وجهة يحيى عطية الله إلى أوروبا كانت غير مألوفة نوعًا ما بالنسبة لأكثر اللاعبين المغاربة، حيث انتقل للاحتراف في نادي فولوس اليوناني، ولم تستمر تجربته في الفريق سوى نصف الموسم، وفي محصلته لعب يحيى 9 مباريات في مسابقة الدوري اليوناني، واثنتان بمسابقة كأس اليونان، وأنهى فريقه موسم 2019-2020 في المركز العاشر من الدوري اليوناني.

في النصف الثاني من موسم 2019-2020، وتحديدًا في أول يوم من سنة 2020، انضم يحيى عطية الله إلى نادي الوداد الرياضي المغربي، وشارك معه بالكثير من البطولات الهامة، أبرزها دوري أبطال أفريقيا وكأس العالم للأندية، حيث أنهى النصف الثاني من موسم 2019-2020 بخوض 14 مباراة لعبها في الدوري المغربي، و3 في دوري أبطال أفريقيا.

في الموسم التالي 2020-2021، كان يحيى عطية الله من العناصر المميزة لأحمر كازابلانكا، وقاد الفريق للفوز ببطولة الدوري المغربي، وبذلك فاز يحيى بأول لقب كبير له في مسيرته، إلا أن القادم أفضل بكثير بالنسبة للمدافع المغربي.

موسم 2021-2022 كان الأفضل له على الإطلاق في مسيرته مع الأندية، وقتها كان يدرب الوداد وليد الركراكي، حيث لعب كل مباريات فريقه الوداد بدوري أبطال أفريقيا، وتوّج معه باللقب بفوزه على الأهلي حامل اللقب، ناهيك عن مشاركته في 25 مباراة بالدوري المغربي، والذي ظفر فيه الوداد أيضًا مع ختام الموسم.

بعد تألقه مع الوداد في الدوري المغربي ودوري أبطال أفريقيا، ومواصلة تألقه بكأس العالم 2022 مع منتخب المغرب، أرادت العديد من الأندية الظفر بخدماته، وأكثر العروض جدية كان من مونبيلييه الفرنسي، لكن رئيس نادي الوداد رفض التخلي عن يحيى عطية الله.

يحيى عطية الله
يحيى عطية الله ضد فريق الهلال في مونديال الأندية

ليشارك يحيى عطية الله في كأس العالم للأندية، والتي لعب فيها الوداد بصفته بطلًا لأفريقيا، لكن الفريق خسر أمام الهلال السعودي بطل آسيا بركلات الترجيح، ليودع البطولة من ربع النهائي.

في الموسم التالي 2022-2023 واصل يحيى عطية الله تألقه مع الوداد، فاصطدم مجددًا بالنادي الأهلي في نهائي دوري أبطال أفريقيا، وهنا ثأر سيد أفريقيا من الوداد، واقتنص اللقب، كذلك لم ينجح الوداد في الفوز بالدوري المغربي وحقق المركز الثاني، بفارق نقطة واحدة عن الجيش الملكي البطل.

لم يكمل يحيى عطية الله موسم 2023-2024 مع الوداد، فغادره في فترة الانتقالات الشتوية، وكانت الوجهة غير مألوفة أيضًا للمغاربة، حيث ذهب إلى نادي سوتشي الروسي، وما زال ينشط هناك حتى الآن.

ألقاب يحيى عطية الله في مسيرته الكروية

  • الدوري المغربي 2020-2021
  • الدوري المغربي 2021-2022
  • دوري أبطال أفريقيا 2021-2022

 

يحيى عطية الله مع منتخب المغرب

على عكس الكثيرين من زملاءه الذين تدرجوا في الفئات العمرية لمنتخبات أوروبية، ومن ثم التحقوا بالمغرب، يحيى عطية الله بدأ مشواره الدولي منذ الطفولة بقميص المغرب، فتدرج بفئات المنتخب المغربي تحت 13 عامًا، ومن ثم تحت 15 عامًا، وتحت 17 عامًا، وتحت 23 عامًا، إلى أن لعب في المنتخب الأول.

أوّل مباراة دولية في مسيرة يحيى عطية الله مع منتخب المغرب الأول كانت في إياب الدور الفاصل المؤهل لنهائيات كأس العالم 2022، وقتها تعادلت المغرب ذهابًا مع الكونغو بهدف لمثله، بقيادة المدرب وحيد خليلوزيتش، وفي الإياب شارك يحيى عطية الله، وفازت المغرب 4-1، وضمنت التأهل لنهائيات كأس العالم 2022.

لقد كان يحيى عطية الله أحد أبرز المفاجآت السارة للمنتخب المغربي في كأس العالم 2022، حيث استدعاه وليد الركراكي بعد غياب آدم ماسينا عن المونديال بسبب الإصابة، فشارك يحيى عطية الله كبديل في دور المجموعات، لكنّ إصابة نصير مزراوي، جعلته يبدأ المشاركة أساسيًا في مباراة البرتغال، وفيها قدّم أداءً استثنائيًا حافظ به على نظافة شباك فريقه أولًا، وصنع فيه هدف المباراة الوحيد، والذي وضع المغرب في نصف نهائي كأس العالم، ليصبح الفريق العربي والأفريقي الوحيد الذي يفعل ذلك.

 

جدول مشاركات يحيى عطية الله مع منتخب المغرب

البطولة

عدد المباريات

عدد دقائق اللعب

كأس العالم

6

314

كأس أمم أفريقيا

2

104

تصفيات كأس العالم

1

9

تصفيات كأس أمم أفريقيا

3

202

مباريات ودية

6

433

المجموع

18

1062 دقيقة

 

شارك يحيى عطية الله مع منتخب المغرب في نهائيات كأس أمم أفريقيا 2023، والتي أقيمت بداية عام 2024، وكان فيها منتخب المغرب أكثر المرشحين لنيل اللقب، لكنّه ودّع البطولة بشكل مفاجئ من الدور ثمن النهائي أمام جنوب أفريقيا.

يحيى عطية الله
يحيى عطية الله أمام البرتغال في كأس العالم 2022

يحيى لم يشارك أساسيًا في أي مباراة من البطولة الأخيرة في كأس أمم أفريقيا، بسبب إصابة تعرض لها قبل انطلاق المسابقة، حيث حلّ بديلًا في آخر مباريات الفريق بمرحلة المجموعات، كذلك الحال بالنسبة لمواجهة جنوب أفريقيا.

يحيى عطية الله يمثل حالة استثنائية في منتخب المغرب، فهو من القليلين الذين لم يحظوا بتجربة احترافية كبرى في أوروبا، لذلك يعتبر كقدوة للاعبين المحليين، ويقدم حافزًا لهم ودليلًا على أن بإمكانهم القتال على مقعد في المنتخب المغربي، ودخول المجد العالمي، حتى ولو حرمتكم الظروف من اللعب في أقوى أندية أوروبا والعالم.