31-مايو-2022
وداد

"Getty"

توج الوداد البيضاوي المغربي بلقب دوري أبطال أفريقيا للمرة الثالثة بتاريخه، بعد أن نجح في الفوز على منافسه الأهلي المصري بنتيجة هدفين لصفر، في المباراة النهائية التي أقيمت بينهما على أرضية مركب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء المغربية، ليعادل بذلك وداد الأمة رصيد ألقاب غريمه الرجاء، فيما فشل المارد الأحمر القاهري في تحقيق لقبه الحادي عشر.

المشهد الختامي وذروة سنام النسخة الـ57 من المسابقة القارية الأم للأندية الأفريقية، هذا العام اختار من الأماكن له ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء للمرة الثانية توالياً، ليكون مسرحاً لرهان المجد، وطالما أن الرهان من أجل المجد، فانتخب له من الألوان الأحمر، ومن الأسماء سيد أمجاد أفريقيا الأول، وملك بطولاتها بعشرٍ سمان، الأهلي المصري، والقطب الأحمر الأخر لأندية شمال القارة، الوداد البيضاوي المغربي الذي يكلم بطولتين يود لو يعززهما بثالث، عله يعادل رصيد جاره الرجاء صاحب الثلاثة تتويجات باللقب الأفريقي.

وداد

الأهلي القاهري، وبعد أن سيطر على المسابقة بالنسختين الماضيتين وتوج بهما، ليصل للقب العاشر، يدخل هذه المرة في إنجاز غير مسبوق لأندية القارة السمراء النهائي الثالث توالياً له، والخامس عشر بتاريخه، وعينه على التاج الحادي عشر، طريق المارد الأحمر لنهائي الدار البيضاء، شهد فترات صعبة، فبعد أن عانى الأمرين بدور المجموعات وظل يصارع للجولة الأخيرة من أجل نيل بطاقة الصعود، تحسن أداءه بالدور ربع نهائي ونصف نهائي، سيما بالشق الهجومي الذي كان شحيح العطاء في المرحلة الأولى، أين نجح في إقصاء الرجاء البيضاوي ووفاق سطيف الجزائري، ورفع حصيلته التهديفية لـ23 هدفاً بمجمل مباريات البطولة، كثاني أفضل خط هجوم خلف منافسه الوداد.

وداد

الوداد متصدر الدوري المغربي والذي يصارع في الأنفاس الأخيرة للموسم من أجل تحقيق الثنائية، يدخل المباراة النهائية الرابعة في تاريخه، واضعاً نصب عينيه الكأس الثالثة له، ويطمح لإعادة سيناريو 2017، أين فاز بلقبه الثاني للمسابقة أمام نفس الخصم المصري، وعلى ذات أرضية محمد الخامس، وداد الأمة يعد أفضل فرق هذه النسخة من البطولة، حيث خاض 12 مباراة حتى الآن، فاز البطل المغربي في ثمانٍ منها، وتعادل في مباراتين، وخسر مباراتين، كأكثر الفرق فوزاً، إضافة لتربع خطه الأمامي بقيادة غي بينزا ويحيى جبران على ريادة الفرق الأكثر تهديفاً ب26 هدف، مع صلابة خطه الخلفي الذي بصم هو الأخر على نفسه كأقوى الخطوط الخلفية للمسابقة بتسعة أهداف فقط في شباكه.

وداد

أخر تتويج للوداد بالبطولة كان سنة 2017 بتغلبه بهدف لصفر في مجمل الذهاب والإياب على الأهلي المصري، قبل أن ينقاد للهزيمة عام 2019 أمام الترجي قانونيًا إثر انسحابه من المباراة، عموماً خاض الوداد أربع نهائيات فار باثنين منهما وخسر باثنتان، بينما نجح فريق القلعة الحمراء في عشر نهائيات من أصل 14 خاضاها، إذ فاز في ثلاثة وخسر ثلاثة بالعقد الأخير كانت أخرها هزيمة الترجي عام 2018.

وداد

وسط حضور جماهيري غفير من الجانبين، زين مدرجات مركب محمد الخامس بلوحات فنية جسدت بها الجماهير البعد التاريخي العريق للفريقين، أطلق الحكم الجنوب إفريقي فيكتور غوميز صافرته الأولى لانطلاق المواجهة، وداد الأمة يدرك جيداً أنه في مواجهة أكثر الفرق خبرة في مجاراة المواعيد النهائية، من أجل ذلك قرر النزول بكل ثقله الهجومي منذ اللحظات الأولى، بغية إرباك مخططات رجال الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني في إطالة أمد جس النبض.

وداد

 أولى الفرص الحقيقة للفرقة المغربية جاءت بأقدام الكونغولي غي بينزا، الذي صوب كرة صاروخية من على حافة منطقة الجزاء، باغتت الشناوي لكن العارضة تكفلت بمهمة ردها.الفريق المصري لم يجد الإرشادات اللازمة للخروج من متاهة ضغط المغاربة وامتصاص هيجانهم الهجومي، الذي تواصل وازداد خطورة، فأربع دقائق فقط بعد محاولة بينزا، أتى الدور على زميله زهير المترجي، ليقلص فارق المليمترات الذي فصل تسديدة مبينزا عن شباك الأهلي، ويفجر كرته القوية التي أطلقها من على بعد 30 مترًا داخل خشبات الشناوي، مانحاً زملاءه هدف السبق.

وداد

 إذا هبت رياحك فاغتنمها، بهذه القناعة كثف فريق الدار البيضاء من عروضه الهجومية، فكاد أن يلحق هدفه الأول بثان، لولا فطنة الظهير محمد هاني في اللحظات الأخيرة أمام عرضية رضا الجعدي. استفاقة المصريين من غفوة البدايات كانت متأخرة كثيراً، لكنها كادت أن تعيد المباراة لنقطة الصفر، عندما أهدى على معلول  انفراد لحسين الشحات، لكن الأخير ارتبك ولم يحسن ترويض الكرة، زميله ياسر إبراهيم استغل تمركزه الجيد وجرَب حظه برأسية مرت بمحاذاة القائم الأيسر لرضا التكناوتي، مفوتاً على نفسه فرصة تعديل النتيجة قبل العودة لغرف خلع الملابس.

وداد

انطلاقة الفترة الثانية كانت مطابقة لسيناريو بداية الأولى، فعاد الوداديون لممارسة هوايتهم بالمباغتة الهجومية منذ الدقيقة الأولى للشوط، عندما توغل رضا الجعدي على الجهة اليسرى للدفاعات المصرية وأرسل عرضية نصف طائرة، اقتنصها زميله زهير المترجي من أمام محمد هاني، وتمكن على مرتين من ايداعها بالشباك، ليوقع على هدفه الشخصي الثاني، ويضاعف غلة فريقه.

وداد

 مدرب الأهلي موسيماني حاول التدخل بسرعة لتعديل الأوتار، فأقحم كل من مجدي أفشه و محمد شريف، علّه يضفي مزيد من الحركية على الخط الأمامي للفريق. تجاوب أفشه مع إرشادات مديره الفني كاد أن يتبلور بشكل سريع، فصوب كرة نصف طائرة متقنة، لكن رضا التكناوتي تعملق في صدها.

وداد

 سيلان هجمات المصريين كان جارفاً، بالعشر دقائق الأخيرة على مرمى المغاربة، فحاول معلول هز الشباك المغربية بتسديدة بخارج القدم مرت فوق العارضة، ليأتي بعد ذلك الدور على رضا التكناوتي ليبصم على اسمه كرجل الشوط الثاني، عندما حرم الهجوم الأحمر من هدفين محققين، الأول عن طريق محمد شريف، والثانية عندما كان أسرع من بيرسي تاو في انفراده، لتفشل كل محاولات المصريين في العودة في النتيجة، ويتمكن الوداد من المحافظة على أسبقيته وتحقيق اللقب الثالث له.