17-يناير-2023
gettyimages

أعلنت جنوب أفريقيا رسميًا أنها تقف على الحياد في الحرب (Getty)

تحاول روسيا كسر عزلتها الدولية، من خلال التحرك عبر عدة دول حليفة لها حول العالم، رفضت اتخاذ موقف من الغزو الروسي لأوكرانيا، واحدة من هذه الدول هي جنوب أفريقيا، التي أعلنت أنها تقف على الحياد بشأن الحرب، وترفض الانحياز إلى أي طرف في الصراع، ورغم موقف الحياد الذي تتخذه جنوب أفريقيا، إلّا أن الدول الغربية تتهم جنوب أفريقيا، بالاقتراب من روسيا في الموقف، وتعززت هذه الاتهامات مع نية جنوب أفريقيا استضافة مناورات عسكرية مشتركة مع موسكو.

كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية، عن أن مناورات عسكرية مشتركة بين جنوب أفريقيا وروسيا، ستعقد الشهر المقبل

وكشفت صحيفة "التايمز" البريطانية، عن أن مناورات عسكرية مشتركة بين جنوب أفريقيا وروسيا، ستعقد الشهر المقبل، في مدينة ديربان الساحلية تشارك فيها سفينتين حربيتين روسيتين، وزوارق حربية من جنوب أفريقيا، وسفن من البحرية الصينية، بالإضافة إلى مئات العناصر من وحدات المدفعية والدفاع الجوي، وتستمر لمدة 9 أيام.

وعبر مسؤولون في حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، الذي يتزعمه رئيس البلاد سيريل رامافوزا، بأن موقفهم يتماشى مع الموقف الرسمي للدولة، فالحزب رفض العقوبات الغربية على روسيا، وبرر امتناع بريتوريا عن التصويت بإدانة موسكو في الأمم المتحدة لغزوها أوكرانيا، لرغبته في البقاء على الحياد.

getty

وفي المقابل، اعتبر المتحدث باسم التحالف الديمقراطي المعارض كوبوس ماريه، أن "المناورات البحرية المزمع عقدها، سوف تقدم لموسكو المعزولة بشكٍل متزايد عرضًا مرحبًا به للقوة، والذي لا يمكن أن تتحمله ميزانية جنوب أفريقيا وسمعتها"، وأضاف "هذه المناورات مجرد فرصة لروسيا لإظهار قوة نفوذها التي لا تفيد أسطولنا البحري، الذي بالكاد لديه الموارد لإكمال مهام الدوريات الأساسية".

وأضاف ماريه "كيف يمكن للحكومة أن تدعي الحياد عندما ترحب بهذه الأمور وغيرها من قبل موسكو في وقت الحرب؟"، مستشهدًا بالرسو الأخير لسفينة الشحن الروسية "ليدي آر"، الخاضعة للعقوبات، في القاعدة البحرية الرئيسية في جنوب أفريقيا بالقرب من كيب تاون. يشار إلى أنه تم إيقاف تشغيل نظام التتبع في السفينة "ليدي آر" لدى وصولها في ساعات الليل إلى الميناء من أجل تفريغ الحاويات ثم إعادة تحميلها بالبضائع.

getty

وحسب الصحيفة البريطانية، لا يقتصر الأمر على ذلك، فقد زارت وزيرة الدفاع الجنوب أفريقية موسكو في أغسطس/ آب الماضي، لحضور مؤتمر دعاها إليه نظيرها الروسي سيرغي شويغو، وأطلقت خلال الزيارة مواقف مؤيدة للدور الروسي في أفريقيا.

كما دعت جنوب إفريقيا، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضور اجتماع لمنتدى "بريكس" الذي يضم مجموعةً من أكبر الأسواق الناشئة في العالم، وهى البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.

يشار إلى أن السفيرة الأوكرانية في جنوب أفريقيا وموزمبيق وبتسوانا، ليوبوف أبرافيتوفا، دعت في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، سلطات بريتوريا إلى الوقوف في "الجانب الصحيح من التاريخ"، مؤكدًة أن بلاده لديها الكثير لكي تقدمه إلى قارة أفريقيا، غير أن وزيرة العلاقات الدولية في جنوب أفريقيا ناليدي باندور، اعتبرت أن النداء الذي وجهته أبرافيتوفا بحكم المنصب الذي تشغله، "لم يساعد على تطوير العلاقات بين البلدين".

getty

وفي محاولة لكسب تأييد الدول الأفريقية لموقف بلاده، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد أمر بفتح مراكز تجارية، و10 سفارات جديدة في القارة، وفي هذا الإطار تقول أبرافيتوفا لصحيفة التايمز إن "زيلينسكي خلال اجتماعه الأخير مع الدبلوماسيين الأوكرانيين في العاصمة كييف، أمضى حوالي 60% من الوقت وهو يتحدث عن أفريقيا".

وتسعى أوكرانيا إلى إبراز ما يمكن أن تقدمه لأفريقيا من مساعدات غذائية، في مقابل مبيعات الأسلحة الروسية للقارة، حيث ترى كييف أن قضية الأمن الغذائي هي السبب الرئيسي الذي يدفع البلدان الأفريقية لعدم اتخاذ موقف ضد الغزو الروسي، مشيرةً إلى أن طموحات موسكو في تلك البقعة تجعل مرتزقتها يدعمون أنظمة قمعية وغير شرعية. 

سعى أوكرانيا إلى إبراز ما يمكن أن تقدمه لأفريقيا من مساعدات غذائية، في مقابل مبيعات الأسلحة الروسية للقارة، حيث ترى كييف أن قضية الأمن الغذائي هي السبب الرئيسي الذي يدفع البلدان الأفريقية لعدم اتخاذ موقف ضد الغزو الروسي

وأوضحت أبرافيتوفا أنه "لا بد أن تجربة أوكرانيا فتحت أعين الدول الأفريقية بشأن نهج روسيا وأطماعها"، وتابعت "في المقابل سوف ترى أفريقيا نوع الشريك الذي يمكن أن تكون عليه أوكرانيا". وتسعى أوكرانيا إلى إرسال عشرات من سفن الحبوب إلى المناطق المنكوبة بالجوع في أفريقيا، لمواجهة الادعاءات الروسية بأن العقوبات على موسكو تسببت في نقص الإمدادات الغذائية العالمية.