18-مايو-2023
Getty

التطبيع مع الأسد والاقتتال في السودان من بين القضايا الراهنة بالقمة العربية (Getty)

تنطلق الدورة الـ32 للقمة العربية، يوم الجمعة 19 أيار/ مايو، في مدينة جدة السعودية. وبدأت الاجتماعات التحضيرية للقمة، باجتماع المندوبين الدائمين بالجامعة، أول أمس الثلاثاء، فيما سيعقد اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزراء، اليوم الخميس.

ستبحث القمة العربية عدة ملفات سياسية واقتصادية خلال دورتها الحالية

وبالتزامن مع إقرار الكونغرس الأمريكي، قانون مكافحة التطبيع مع نظام الأسد، ينضم النظام السوري لاجتماع الجامعة العربية، بعد عدة دول عربية معه، وموافقة مجلس جامعة الدول العربية على استئناف مشاركة حكومة النظام السوري في كافة اجتماعات مجلس الجامعة، اعتبارًا من 7 أيار/مايو الجاري، وذلك بعد تعليق عضوية النظام قبل 12عامًا، بعد قمعه الوحشي للثورة السورية.

وأعلنت مصادر داخل النظام السوري أن رأس النظام  بشار الأسد، سيشارك في القمة، بعد تلقيه دعوةً رسميةً من الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز لحضور القمة.

ومن المتوقع أن تتناول القمة عددًا من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث تتزامن القمة مع استمرار الاشتباكات في السودان، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وعقب أيام من نهاية عدوان إسرائيلي على قطاع غزة، بالإضافة إلى ملفات أخرى، مثل الفراغ الرئاسي في لبنان، والأزمة الاقتصادية، وغيرها من الملفات.

 

Getty

الأزمة الاقتصادية

ستركز القمة على المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها عدة دول عربية. وتحدث سابقًا، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، مشيرًا إلى أن أجندة اجتماع القمة القادمة، سيكون الموضوع الرئيسي فيه اقتصاديًا، ويتناول كيفية مساعدة الدول العربية المحتاجة، بالإضافة للموضوعات التي تمثل أولية للعمل التنموي العربي المشترك.

وستبحث القمة، الجهود العربية لتنفيذ "خطة التنمية المستدامة 2030"، حيث انتهت أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة العربية في مدينة جدة، يوم الثلاثاء، ونتج عنه عدة توصيات للقمة، ذات صلة بالموضوعات الاقتصادية، من بينها تفعيل دور السياحة، والموضوعات المتعلقة بمنطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، وإقامة الاتحاد الجمركي العربي، واتفاقيات النقل العربي، وكذلك المسائل ذات الصلة بتعزيز التجارة البينية، وتسهيل نقل البضائع.

القضية الفلسطينية

تشهد الأراضي الفلسطينية المحتلة تصعيدًا إسرائيليًا جديدًا، فقد تعرض قطاع غزة لعدوان إسرائيلي الأسبوع الماضي، وبتقى الأوضاع مرشحة للانفجار من جديدة في أيّ لحظة.

وعلى هامش القمة، ستعقد لجنة وزارية برئاسة الجزائر، تضم الأردن والسلطة الفلسطينية ومصر والمغرب وموريتانيا ولبنان وقطر والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، لبحث أربع ملفات، تخص القضية الفلسطينية. وهي: الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، ومتابعة حصول السلطة الفلسطينية على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة مع حشد الدعم الدولي اللازم لهذه الخطوة، وتوسيع الاعتراف بها في إطار حل الدولتين، وعقد مؤتمر دولي للسلام.

Getty

التطبيع مع النظام السوري

تشهد قمة جدة، عودة النظام السوري للجامعة العربية، وذلك بعد تعليق عضويته، مع بداية الثورة السورية، ورغم عدم تحقق الإجماع على تطبيع العلاقات مع نظام السوري، إلّا أنّ القرار، جاء في سياق تحرك عدة دول عربية، وتم التوصل إلى صيغة الاتفاق، خلال قمة عمان.

ومن المتوقع، أن تناقش القمة عدة ملفات مرتبطة في نظام الأسد، من بينها تهريب وتجارة المخدرات من سوريا، إلى الأردن والدول العربية، والذي تحول إلى الملف الأبرز على أجندة الحديث مع نظام الأسد، بالإضافة إلى ملفات إعادة الإعمار وعودة اللاجئين.

الأزمة في السودان

تدخل الأزمة في السودان شهرها الثاني، في غياب أي بوادر للتسوية، رغم استمرار المفاوضات بين الجيش والدعم السريع في مدينة جدة، فيما تفشل كافة الهدن المعلنة، واستمرار القتال الذي ينعكس تأثيره على مستقبل السودان، وعلى دول الجوار.

وعلى هامش اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب بجدة، عقد الاجتماع الأول لمجموعة الاتصال العربية الوزارية المعنية بمتابعة تطورات الوضع في السودان، والتي تشكلت بموجب قرار مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية رقم 8915 بتاريخ 7 أيار/ مايو 2023، بعضوية مصر والمملكة العربية السعودية والأمين العام للجامعة العربية. وتُعنى مجموعة الاتصال العربية في متابعة تطورات الوضع في السودان، والتواصل مع الأطراف السودانية والدولية للعمل على معالجة أسباب الأزمة، والتوصل لوقف كامل  لإطلاق النار. وأشارت مصادر دبلوماسية سعودية، إلى توجيه دعوة للبرهان من أجل حضور القمة العربية.

العلاقة مع إيران

تحتل العلاقة مع إيران مكانها ضمن أجندة القمة العربية، فبعد الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينة، لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإعادة افتتاح السفارات، تتجه العلاقة العربية مع إيران للاستقرار. عقدت اللجنة الوزارية العربية المعنية بمتابعة تطورات الملف مع إيران، اجتماعًا برئاسة المملكة العربية السعودية، وضم الاجتماع  كل  من الإمارات والبحرين ومصر بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية، للوقوف على آخر التطورات.

وفي السياق نفسه، يتزايد الحديث عن مفاوضات تجمع بين القاهرة وطهران، وذلك من أجل إعادة استئناف العلاقات.

الفراغ الرئاسي في لبنان

في ظل استمرار أزمة الفراغ الرئاسي في لبنان منذ ما يزيد عن سبعة أشهر، من المتوقع أن يتضمن البيان الختامي للقمة قرارًا خاصًا بلبنان، يؤكد حرص الدول العربية مجتمعة على انتقال البلد من الأزمة إلى وضع يسوده الأمن والاستقرار.

وقد تشهد فترة ما بعد القمة، مبادرات عربية، وذلك من أجل محاولة لبلورة اتفاق داخل لبنان، يساهم في إنهاء أزمة الفراغ الرئاسي، والمساهمة بالتوافق على رئيس جديد للبلاد.

تحتل العلاقة مع إيران مكانها ضمن أجندة القمة العربية، فبعد الاتفاق السعودي الإيراني برعاية صينة، لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وإعادة افتتاح السفارات، تتجه العلاقة العربية مع إيران للاستقرار

أزمة سد النهضة 

أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، أن ملف أزمة سد النهضة سيطرح كبند دائم على اجتماعات القادة العرب. وسبق طرحه، مستوى وزراء الخارجية العرب، وأشار حسام زكي إلى الدعم العربي لموقف مصر والسودان في هذه القضية.