27-أبريل-2018

من مباراة تونس وبولندا في النهائيات (Getty)

وسط معارضة الكثير من الدول ونجوم كرة القدم، استطاعت الأرجنتين أن تحافظ على حقّها باستضافة النسخة الحادية عشر من كأس العالم عام 1978، وذلك على الرغم من الأوضاع السياسية والإنسانية والاقتصادية المتردّية في البلاد، والتي أتت نتيجة الانقلاب العسكري الذي قاده عام 1976 الجنرال خورخي فيديلا.

هدف فرنسا في مرمى إيطاليا بالثانية 37 هو الأسرع لها في التاريخ 

تقدّم للمشاركة بالتصفيات 94 دولة وذلك قبيل الانقلاب العسكري بعام، وتأهلت أغلب القوى العظمى إلى النهائيات باستثناء المنتخب الإنجليزي الذي فشل في التأهل لكأس العالم للمرة الثانية على التوالي، وكان الجلّاد هنا المنتخب الإيطالي الذي تفوّق عليه بفارق الأهداف، كما شهدت التصفيات خروج  بطل أوروبا 1976 تشيكوسلوفاكيا بعد أن تفوّقت عليه اسكتلندا، فيما استطاعت إيران وتونس أن تبلغا النهائيات لأول مرّة في تاريخ البلدين.

لم يكن طريق تونس إلى المونديال مفروشاً بالورود، ففي المرحلة الأولى حققت المفاجأة وتخطّت المغرب بعد مباراة فاصلة تفوّق بها نسور قرطاج بركلات الترجيح، وذلك إثر انتهاء المباراتين بين الفريقين بالتعادل، إضافة إلى المباراة الفاصلة في وقتيها الأصلي والإضافي، عندها أكمل زملاء النجم طارق ذياب طريقهم نحو الحلم بتخطّي الجزائر بعد التعادل ذهاباً والفوز إياباً، قبل أن يستدركوا تأخرهم في المرحلة الثالثة بمباراة الذهاب أمام غينيا 1-0، ويحققوا فوزاً أهّلهم للدور النهائي بواقع 3-1، حيث اجتمع التونسيون مع نيجيريا ومصر في المرحلة النهائية ولعبوا فيما بينهم نظام دوري من مرحلتين يتأهل بطله إلى نهائيات كأس العالم، وكانت الجولة الأخيرة حاسمة للفريقين العربيين، فيكفي مصر التعادل مع تونس من أجل ضمان التأهل للنهائيات، فيما يتوجّب على نسور قرطاج الفوز لا غير ، وهذا ما تحقق بنتيجة 4-1، ليكون الفريق التونسي بمشاركته الأولى في كأس العالم ممثلاً شرعياً لأفريقيا والعرب في المونديال.

حققت تونس أول فوز للعرب وأفريقيا في المونديال وكان ذلك على حساب المكسيك 3-1

بذلك تأهل 16 فريقاً لنهائيات كأس العالم 1978  تم توزيعهم في 4 مجموعات وفق نظام النسخة السابقة 1974، حيث يتأهل من كل مجموعة فريقان إلى دور المجموعتين الثاني الذي تضم كل واحدة منه 4 فرق يصل متصدّرها إلى المباراة النهائية، فيما سيلعب صاحب المركز الثاني مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع.


ضمّت المجموعة الأولى من الدور الأول كلاً من الأرجنتين صاحبة الضيافة وإيطاليا وفرنسا والمجر، حيث قلبت إيطاليا تأخرها أمام فريق الضيوف بهدف إلى فوز 2-1، في لقاء شهد تسجيل الفرنسيين لأسرع أهدافهم بتاريخ المونديال وهو أسرع هدف يلج شباك إيطاليا في كأس العالم إذ جاء في الثانية 37 عبر لاكومب، واستطاعت الأرجنتين أيضاً أن تفرح جماهيرها وتقلب تأخرها بهدف أمام المجر إلى فوز 2-1، وفي الجولة الثانية ضمن أصحاب الأرض وإيطاليا التأهل للدور الثاني بعد فوزهما على كل من فرنسا والمجر 2-1 و 3-1 على التوالي، فكانت مواجهة الجولة الثالثة بين الأرجنتين وإيطاليا لتحديد بطل المجموعة، وانتهى اللقاء بفوز الضيوف بهدف وحيد، فيما حققت فرنسا فوزاً معنويّاً على المجر 3-1، وهذه الأخيرة خرجت بثلاث خسارات وهي المشاركة الأسوأ في تاريخها موندياليّاً.

ضمّت المجموعة الثانية ألمانيا الغربية حاملة اللقب وفريق بولندا ومنتخب المكسيك، إضافة إلى تونس ممثلة العرب الوحيدة في النهائيات، وبعد انتهاء المباراة الأولى بين ألمانيا وبولندا بالتعادل السلبي حقق نسور قرطاج فوزاً مستحقّاً على المكسيك 3-1، وهو أول فوز للعرب وللقارة الأفريقية في تاريخ كأس العالم، واستطاع هدّاف النسخة العاشرة من كأس العالم 1974 البولندي غريغوري لاتو أن يهدي بلاده نقاط الفوز على الأشقّاء بهدف وحيد في الجولة الثانية وشهدت هذه المباراة فرصة تاريخية للمنتخب التونسي كادت أن تصبح أجمل هدفاً في البطولة لولا سوء الطالع ، في وقت سحقت به ألمانيا الغربية المكسيك بسداسية نظيفة، وفي الجولة الأخيرة خسرت المكسيك أمام بولندا التي ضمنت التأهل للدور القادم مع ألمانيا التي عانت كثيراً أمام نسور قرطاج ورضيت بنقطة التعادل معهم في آخر مباريات زملاء طارق ذياب بالبطولة، وبذلك تأهلت ألمانيا إلى الدور الثاني دون أن يدخل في شباكها أي هدف، وهي المرة الوحيدة التي ينجح بها الفريق بذلك.

تأهّل لدور المجموعتين الثاني من المجموعتين الأولى والثانية كل من الأرجنتين وإيطاليا وألمانيا الغربية وبولندا، بانتظار المتأهل من المجموعتين الثالثة والرابعة، حيث ضمّت المجموعة الثالثة النمسا وإسبانيا والسويد والبرازيل، فيما حوت المجموعة الرابعة هولندا وصيفة النسخة العاشرة والبيرو واسكتلندا إضافة إلى ضيف البطولة الجديد المنتخب الإيراني، فمن هي الفرق الأربعة التي ستملأ شواغر دور المجموعتين الثاني، وما أبرز نتائج وتفاصيل هذا الدور؟

تابعونا في الجزء القادم من قصة كأس العالم 1978.