16-نوفمبر-2018

من المهم أن نسعى لتحويل خيبة الأمل إلى شيء إيجابي (Getty)

ألترا صوت - فريق التحرير

التعرض للإحباط هو جزء لا مفر منه في الحياة، حتى بالنسبة للناس الأكثر سعادة، لذا بدلًا من محاولة عيش حياتك دون الشعور بخيبة الأمل، علينا تعلم كيفية التعامل مع هذه المشاعر على نحو أفضل، حتى نتمكن من ترك الأشياء وراءنا، دون أن نعلق في حفرة ما.

تجنب العواطف، كيفما كانت، ليس أمرًا جيدًا على المدى الطويل، بل من الضروري أن نتقبلها ونجد وسيلة مناسبة للتعبير عنها ثم تجاوزها

والإحباط في جوهره هو شكل من أشكال الحزن. إنه ببساطة واحد من الطرق الكثيرة التي يظهر بها الحزن. وعندما تشعر بخيبة أمل، فأنت حزين بشأن الأهداف والتوقعات التي وضعتها ولم تتحقق، أو الآمال التي أعقدتها على شخص ما، أو ربما مجرد التفكير في الماضي وما كنت تحلم به يمكن أن يثير خيبة الأمل، إذا كان المستقبل الذي تصورته مختلفًا عن الواقع الحالي.

اقرأ/ي أيضًا: السعي لتحقيق المتعة.. إدمان العصر الحديث

وهذه بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها لمعالجة الإحباط على نحو أفضل، بحيث نستطيع المضي قدمًا، بدلًا من ترك خيبة أمل ما تعيق سيرنا إلى الأمام.

1. لا تتجنب الشعور بالإحباط!

هناك اعتقاد خاطئ بأن الأشخاص السعداء قادرين على التمسك بسعادتهم حتى في المواقف التي من الطبيعي أن تثير الحزن أو الإحباط في معظم الناس، بل وينظر إلى هذا الأمر أحيانًا على أنه سمة مثيرة للإعجاب. 

إلا أن تجنب العواطف، كيفما كانت، ليس أمرًا جيدًا على المدى الطويل، بل من الضروري أن نتقبلها ونجد وسيلة مناسبة للتعبير عنها ثم تجاوزها.

 

من الضروري أن نتقبل إحباطنا لنستطيع التعامل معه وتجاوزه (Getty)
من الضروري أن نتقبل إحباطنا لنستطيع التعامل معه وتجاوزه (Getty)

لذلك من المهم أن نسمح لأنفسنا بالشعور بالخيبة والعواطف التي تصاحبها، عندما نُصاب بخيبة أمل، بدلًا من تجاهلها أو نكرانها. إن الوعي الذاتي بما يجري لنا، والقدرة على أن نكون صادقين مع أنفسنا حول الأفكار والمشاعر التي تجتاحنا، هو مفتاح رئيس لإنضاج صحتنا النفسية.

وللتنفيس عن خيبة أمل واجهتنا، بإمكانك مثلًا التحدث عن مشاعرك لمستشار نفسي أو شخصًا ما تثق به، أو تسجيل اعترافات لك ثم العودة لسماعها. 

وأيضًا فإن الكتابة اليومية خيار جيد للتعبير عن دواخلنا، وفي نفس الوقت يحفظ خصوصيتنا، فضلًا عن أن الكتابة على الورق تتيح منظورًا جديدا للمشكلة، تجعلنا نفهم أنفسنا أكثر. لكن الإقرار الكامل بمشاعرك المحيطة بخيبة الأمل، هو فقط قطعة واحدة من اللغز.

2. تعلم من التجربة

بعد قبول شعور الإحباط، من المهم أن نسعى لتحويل هذه الخيبة إلى شيء إيجابي، وذلك من خلال التعلم من الموقف. علينا أن نفهم سبب الفشل الذي تعرضنا له، ولماذا لم تتحقق توقعاتنا، ونقيّم بصدق الوضع، ونرصد الأخطاء والسلوكيات والظروف التي ساهمت في خيبة أملنا.

ثم بعد ذلك، فكر في ما يمكنك فعله في المرة القادمة لجعل توقعات أكثر واقعية ومرونة لشيء ما أو شخص ما، والحلول لتحسين قدرتك على الوصول للأهداف التي تريد تحقيقها، وكذا الطرق التي تنجح معنا في التعبير عن الخيبة.

هكذا ننقذ أنفسنا من كثير من خيبات الأمل، ونتعلم إدارة النكسات المستقبلية بشكل أفضل، مما يمهد لنا الطريق للنمو الشخصي.

3. ركز على نقاط قوتك

يقود الإحباط عادة إلى تدني الثقة بالنفس والعجز. وللنهوض بأنفسنا، نحتاج إلى معرفة الأشياء التي تحفزنا، والمهارات التي نجيدها، ونبحث عن العلاقات والفرص المتاحة التي يمكن أن تساعدنا في المضي، ثم نستثمر كل ذلك في إعطاء أنفسنا دفعة قوية للخروج من القوقعة.

اكتساب حس المرونة يجعلنا أقوى وأسرع في التعافي (Getty)
اكتساب حس المرونة يجعلنا أقوى وأسرع في التعافي (Getty)

ومن المهم أن نتعامل مع الأمر بمرونة، اكتساب حس المرونة لا يساعدنا فقد على التعامل مع المواقف الصعبة، بل أيضًا يجعلنا أقوى وأسرع في التعافي.

اكتساب حس المرونة لا فقط يساعدنا على التعامل مع المواقف الصعبة، بل أيضًا يجعلنا أقوى وأسرع في التعافي

حتى إذا كنت تشعر أنك عاجز تمامًا عن النهوض بسبب خيبة أمل شديدة، فمن الجيد التفكير مليًا في هذه الأشياء، فستساعدك على التغلب على الإحباط، وسوف تطمئن أن كل شيء سيكون على ما يرام. الجميع يمر بأوقات عصيبة، ولكن مع بعض الثقة بالنفس ونظام للدعم، يمكنك التغلب على أي شيء بمرور الوقت والمضي قدما.

 

اقرأ/ي أيضًا:

تبذل مجهودًا شاقًا في العمل بلا نتيجة؟.. إليك 3 مفاتيح للعمل بذكاء

5 طرق للتعامل الفعال مع ضغط العمل والدراسة

لماذا لا يجب عليك العمل عندما تكون مريضًا؟.. 5 أسباب تفسّر ذلك

نباتات المكتب.. حل سحري لتقليل التوتر وزيادة الإنتاج