12-يوليو-2017

لقطة من الفيلم

في خطوة جريئة من شركة "يونيفيرسال" للإنتاج قررت -لسبب تجاري بحت- أن تكوِّن عالمًا خاصًا بها، مماثلًا لما تقدمه شركتي "مارفيل" و"دي سي" من أفلام منفصلة متصلة ببعضها البعض، تدور في نفس العالم وتتداخل الأفلام مع بعضها كل عام لتكوين فيلم متكامل، ما يعود على الشركة بالربح الوفير.

فيلم The Mummy من بطولة توم كروز وراسيل كرو وأنابيلا ويليس، ومن كتابة كريستوفر ماكاوري ودافيد كويب، ومن إخراج أليكس كورتزمان

شركة "يونيفيرسال" تملك حقوق بعض الشخصيات الخياليه أمثال "دراكولا" و"المستذئب" و"المومياء" و"الرجل الخفي"، وقررت الشركة البدء بشخصية المومياء لتكون تمهيدًا لباقي الأفلام، وبالطبع وضعت الشركة ميزانية ضخمة لتنفيذ المشروع بشكل يليق بحجم العالم الذي تنوي إطلاقه.

الفيلم من بطولة توم كروز وراسيل كرو وأنابيلا ويليس، ومن كتابة كريستوفر ماكاوري ودافيد كويب، ومن إخراج أليكس كورتزمان. الفيلم هو The Mummy، وهو إعادة للنسخ القديمة التي قدمتها يونيفيرسال، ولكن بتقنيات جديدة وتعد النسخة التي قدمت عام 1999 هي الأقرب لها.

اقرأ/ي أيضًا: فيلم "Spider-Man: Homecoming": بيتر باركر كما لم تره من قبل

ميزانية فيلم The Mummy تقترب من 200 مليون دولار، ولكن قررت الشركة ولسبب غير مفهوم أن يتولى أليكس كورتزمان العمل الأول من عالمهم وهو لا يمتلك إلا فيلمًا وحيدًا قام بإخراجه من قبل، وأغلب أعماله شارك فيها بصفته كاتبًا وليس مخرجًا. بالطبع، قرار كلف العمل الكثير وأضاع عليه فرصًا كان من الممكن استغلالها.

وفي قرار آخر يبدو أنه كان تجاريًا فقط قررت "يونيفيرسال" أن يكون توم كروز بطل العمل، وعرضت عليه العمل بالفعل، ووافق توم كروز بدون أي تردد: عالم جديد و فيلم أكشن لما لا؟

بالطبع توم كروز أكسب الفيلم الكثير من الشهرة، وأدى لارتفاع مقياس الترقب للفيلم لدى المشاهدين لأقصى درجة، ولكن وجود توم كروز أيضًا تسبب في مشاكل ليست بالسهلة. رغم أنه أحد أفضل الممثلين ويملك باعًا طويلًا في أفلام الأكشن والفانتازيا إلا أنه أضر بهذا العمل بشكل غير مباشر.

فوجود توم كروز جعل المخرج يركز عليه أكثر من شخصية المومياء نفسها، التي -ويبدو أن المخرج لم يكن يعرف- هي بطلة العمل، وهي التي ستكمل السلسلة مع الأبطال الأخرين وليس توم كروز.

اقرأ/ي أيضًا: لماذا يحب الناس الأبطال الخارقين وأفلامهم؟ (2-2)

أصبحنا في أحد أفلام توم كروز المعتادة ولكن بشكل جديد، فقط استبدلنا عصابة الأشرار التي تطارده بمومياء، واستبدلنا مشاهد الرصاص بمشاهد الرمال، وكأن المشاهدين لا يعرفون أفلام توم كروز.

بالطبع وجود كريستوفر مكاري في طاقم الكتابة هو ما أدى لهذا التشابه بين العمل وأعمال توم كروز السابقة، فمكاري قام بكتابة أربعة أعمال لتوم كروز من قبل، وهي "فالكيري" و"جاك ريتشر" و"حافة الغد" والجزء الخامس من "المهمة المستحيلة".

وجود توم كروز بفيلم The Mummy جعل المخرج يركز عليه أكثر من شخصية المومياء، والتي -ويبدو أن المخرج لم يكن يعرف- هي بطلة العمل

وبعد المومياء سيشارك أيضًا في كتابة الجزء الجديد من "المهمة المستحيلة"، بالطبع الأمور تبدو منطقية الآن: مخرج هاوٍ مع ممثل مشهور ومحبب لدى الكاميرات، مع كاتب سيناريو مكرر وغير متجدد بالمرة، أدى ذلك كله لفشل الفيلم نقديًا وجماهيريًا أيضًا.

حقق العمل في الولايات المتحدة 77 مليون دولار فقط، وفي أنحاء العالم وصل إلى 300 مليون دولار، ولكنها بالطبع لن ترجع كلها للشركة، ودعونا لا ننسى أنه يعرض في سينمات "أي ماكس" وهو ما يجعل تكلفة السينما نفسها في عرض الفيلم مرتفعة، وبالتالي يكون سعر التذكرة مرتفعًا أيضًا، هذا بخلاف حقوق الموزعين في تلك الدول الخارجية.

الفيلم حقق تقييم 15% فقط على موقع "الطماطم الفاسدة"، كما أنه يملك 5.6 كتقييم إجمالي على موقع IMDB الشهير لتقييم الأفلام.

 

اقرأ/ي أيضًا:

بين فيلمي "معلمة البيانو" و"شيطان النيون".. أن يكون الجمال بداية للرعب

فيلم "حنا آرندت"..سيرة فيلسوفة لم ترض عنها "إسرائيل"