06-فبراير-2017

عصام الحضري ولعيبة المنتخب المصري عقب الخسارة من منتخب الكاميرون في نهائي أمم أفريقيا (Getty)

هي منذ البداية لم تكن بطولة مصر، الكل توقع الخروج من الدور الأول، من المباراة الأولى وليس الدور الأول، ثم توقع الخروج من دور الثمانية. كنّا على وشك الهزيمة من بوركينا فاسو، لكن إرادة ما قررت أن مصر تستحق أن تفرح وتهلل وتنفخ البلالين وتنتظر أربعة أيام أخرى وتدخل المباراة النهاية بلاعبين خائفين، وجهاز فني مرتبك، ودكة تشتكي من الإصابات.

الشيء الوحيد الذي كان حقيقيًا أنّ الفراعنة لا يكسبون بالأداء ولا اللياقة ولا الحرفنة ولا النجومية. إنما يقع الفوز في طريقهم لأجل روح منتخب مصر، وهي كلمة عصام الحضري، الكابتن، الذي يعرف أكثر.

منتخب مصر لا يستحق الفوز، بركة الدعاء لعبت دورًا، خطة كوبر المملة لعبت أكثر من دور في الاستمرار، لكنها جعلت الفريق على كف عفريت

بحسبة الفن والهندسة والتكتيك والحضور والخبرة والمدرب وأسعار اللاعبين الذين يأكلون النجيلة. منتخب مصر لا يستحق الفوز، بركة الدعاء لعبت دورًا، خطة كوبر "المملة" لعبت أكثر من دور في الاستمرار، لكنها جعلت الفراعنة على كف عفريت، يفوزون لأن المنافس ضعيف، وليس لأنهم الأفضل، والأقوى.

فزنا بأكثر من مباراة لأن العشوائية تحكم، والحظ يهزم القضاء والقدر أحيانًا!

الذين يقولون إن كوبر يعرف إمكانيات مصر ويتعامل على أساسها، وهي بالفعل إمكانيات ضعيفة، يمكن تلخيصها في أنّه دفاع "حلَّق عليه"، وهجوم "جرِّي صلاح"، يمكن الردّ عليهم بأن كوبر يمكن أن يكون رئيس وزراء جيد، لكنه لا يصلح كمدرب في بلد -حتى الآن- يلعب كرة شراب.

اقرأ/ي أيضًا: أغنى 10 أندية في العالم مع بداية 2017

كوبر كان عنيدًا فلم يضمّ باسم مرسي بسبب غلطة، وعجز عن اللعب بمهاجم صريح في النهائي فكانت خلطته -أو خطته- ناقصة، الحضري ضغط على أعصابه وتحامل على نفسه في التمرينات فلم يصدّ الضربة القاضية أمام الكاميرون رغم أنها على مسافة قريبة، الدفاع "حائط صد" طوال الأدوار الأولى وانهار في آخر مباراة دون إنذار فلولا أخطاؤه لحمل الفراعنة الكأس للمرة الثامنة.

الكل أخطأ لكنه بذل آخر ما عنده لكن آخر ما عنده ليس كافيًا للفوز بالبطولة، ولا أحد يتحمّل المسؤولية وحده، والترحيب بلاعبي المنتخب في المطار واجب.

الهزيمة نعمة من الله أحيانًا، فالحمد لله أنه حرمنا من لقب وهمي قبل أن نخرج بفضيحة من تصفيات كأس العالم

دعمهم في مشوار الصعود لكأس العالم في روسيا فريضة، فلا يصحّ ألّا نقف احترامًا لدموع عصام الحضري (المنزّه عن الحساب)، وارتباك عمرو وردة، وطفولة رمضان صبحي، ورجولة مروان محسن، واستماتة محمد صلاح، ورغبة التشكيلين الأساسي والاحتياطي بلا استثناء في الفوز بكأس أفريقيا.

لكن الغباء أن نعيش وهم وصيف أفريقيا، غانا كانت أقوى، بوركينا فاسو كانت أحقّ، تونس خرجت في ظروف غامضة. والصدفة خدمتنا، فلا تتركوها تخدعنا.

الهزيمة نعمة من الله أحيانًا، فالحمد لله أنه حرمنا من لقب وهمي قبل أن نخرج بفضيحة من تصفيات كأس العالم، أو نصعد ونخرج منه بفضيحة أخرى. فأمم أفريقيا صيد ثمين، لكن الفوز بها هذه المرة يشبه حصول طالب ثانوية عامة على الدرجات النهائية بالغش: لذة محرّمة، وخوف مزمن من السقوط في الامتحانات المقبلة!

اقرأ/ي أيضًا:
تشكيلة أغلى 11 لاعبًا أفريقيًا
أمم أفريقيا.. كيف يتأهل العرب إلى دور الـ 8؟